شفتاك ضفّتا موالْ... بقلم محمد زهرة

الآن أحرر قافيتي
أُخرج شفتيّ عن صمتي
وأدون فيك خاطرتي
وبدون قيودٍ ملهمتي

أنحاز بوصفي لجمالك
جدا عاديّ
وأغيب عقلي بمدارك
يرتدّ سطوع الروح إليٍّ
أكتُبكِ ولا أرجو التدوين
ما دام النقشُ على مائِك
أسطورةَ خَطْوٍ بَلقيسيّ

سيدتي تزاحمني الكلمات
لتنالَ بعينك تشريفا
وتساومني حتى السكَنات
لبلوغِك ترنو تحريفا
والقلم لكِ وحدك أنتِ
قد أدمَن نُطقاً ونزيفا

خُصلاتُ الشعرِ بها أبدأ
علّي بالوصف ألامُسها
قلّدك الليل بها تاجاَ
ونجومُ العالم تحرسُها
هذي الآهات الغجرية
من يملِك حُسنا يُخرِسها؟

وأسيل إلى وجهك قطْرا
من شعرك قد رشَف العطرَ
أشكو الإبحار بلا قبسٍ
وأناجي بشوقي ذا البدرَ

تستدرجني منه العينان
فلا أذكر إلا الهذيان
أُعاقِر كأسا للأجفان
لا أدري من نفسي أثرا
أتأرجح برموش الشطئان
بالطَرْفَة مدّا أو جَزْرا

وأفِيضُ إلى ثغرِك مطراً
لا أعرف قصدا أم قدَرا
فالنهر ولو جفَّ سنينَ
يسكُن عَوْدا ذاتَ المجرَى
شفتاك ضفّتا موالٍ
وشراعي قد طرِب السهرَ

وتمر الكرّة بي دهرا
حتى أُصبحَ شيئا يروى
فينادي همسُك أجزائي
آتيكِ أسعى أنا بشرا
أبرأَني مرضي بهواكِ
فمتى بعصا وعْدٍ هاربْ
أشقُّ إليكِ أنا المسرى؟!


محمد زهرة