لن أزور العراق.. ولن أغني علي أطلاله أبدا 2005

لن أزور العراق.. ولن أغني علي أطلاله أبدا
الجمعة 23/9/2005

القاهرة- عبداللطيف خاطر:- يعقد الفنان العراقي كاظم الساهر جلسات عمل مكثفة مع الفنانة حنان ترك والشاعر كريم العراقي والمخرج الأردني حسين دعيبس لوضع اللمسات الأخيرة لأولي تجاربه السينمائية معلناً التخلي عن خوفه وتردده خاصة بعد نجاح تعامله مع كاميرا السينما من خلال كليب أحبيني بلا عقد ، وأعلن عن رفضه القاطع للغناء في أمريكا والغناء في العراق المحتل لكونه يرفض الغناء علي أطلاله ولن يغني علي أشلاء الضحايا وعلي أبواب القبور المفتوحة التي تبتلع الأحبة وطلب الاعتذار من الأوبرا المصرية بعد قرارها منعه من الغناء بحفلاتها.

البداية كانت عن أول أعماله السينمائية وفيلمه القادم بعد نجاحه غير العادي في الوقوف أمام كاميرات السينما في كليبه الأخير فضلاً عن انتعاش ورواج الفيلم الغنائي وسيطرته علي الساحة الغنائية وإقدام العديد من المطربين علي القيام ببطولة عدة أفلام سينمائية، من مصطفي قمر مروراً بعامر منيب ومحمد فؤاد ونهاية بخالد سليم كان الدافع الأول لتفكير كاظم في قطع أولي خطواته. وكان كاظم قد أجري اتصالاً بالفنانة حنان ترك وهنأها علي نجاح الأغنية التي شاركت في تصويرها معه.

تلك الأغنية التي تم تصويرها بالأبيض والأسود كتب في مقدمتها إهداء لحنان ترك.. ومن المتوقع أن يكون الفيلم استعراضياً غنائياً رومانسياً إذا وافق كاظم بشكل نهائي، خاصة أن حنان قامت بتأجيل فيلم شاكيرا في المنيرة بعد أن حدثت عدة مشاكل في الإنتاج والظروف الملحة الآن للدخول في الفيلم المنتظر.

كما تردد مؤخراً أن كاظم الساهر يتكتم حول العمل في كتابة فيلم يتناول قصة حياته وصعوده للنجومية كواحد من أشهر المطربين في الوطن العربي.

وقيل إن سيناريو الفيلم يكتبه الشاعر كريم العراقي وإن المخرج الأردني حسن دعيبس الذي أخرج لكاظم العديد من الأغنيات هو المرشح لإخراج الفيلم خاصة أنه الأقرب لكاظم الساهر من بين المخرجين.

كان كاظم قد عقد مؤتمراً صحفياً بعد مشاركته في مهرجان الدوحة السادس للأغنية لكنه لم يتطرق إلي تفاصيل هذا الفيلم المتوقع مما أكد أنه يخفي تفاصيله خاصة أنه صرح أكثر من مرة بأن مشواره يحتاج لفيلم يوثقه ويكون بمثابة عبرة للكثيرين من المطربين خاصة أنه كافح كثيراً في بداياته حتي وصل إلي مكانته الحالية.

ويبدو أن كاظم الساهر بدأ في تدريب نفسه علي التمثيل فقد تم اختياره كضيف شرف في المسلسل الذي يخرجه المخرج السوري باسل الخطيب عن قصة حياة الشاعر الراحل نزار قباني. والدور الشرفي الذي سيظهر العلاقة الإنسانية التي كانت تربط كاظم الساهر ونزار قباني منذ التسعينات والقناة الفنية بينهما منذ أن غني له كاظم إني خيرتك وحتي أحبيني بلا عقد . ويشهد أن كاظم كان سبباً في رجوع نزار لعالم الغناء بعد تعامله الأخير مع ماجدة الرومي في قصيدة كلمات ورغم أن دور كاظم في المسلسل الأخير محدد كضيف شرف إلا أن باسل الخطيب سيسهم بدور كبير في جر أقدام كاظم إلي السينما وحنان ترك بطلة في المسلسل السوري وهي أيضاً المرشحة الأولي للفيلم المنتظر ..

وإلي تفاصيل الحوار.

ألم تفكر في الغناء للحارة التي شهدت مقدمك إلي النور وللقرية العراقية التي شهدت أولي خطواتك وللمدينة التي ترعرعت بها وإلي العراق الأرض والوطن والتاريخ.. ألم يحن الوقت للمشاركة في تضميد الجراح؟
- لن أزور العراق ولن أقبل الغناء علي أطلاله ونزيف الدم في أعماقي لا يتوقف.. فهل أغني علي الأشلاء، علي الضحايا، أأغني والقبور مفتوحة تبتلع الأحبة؟

ولن يزور كاظم أمريكا وكيف يزور من يضرب وطنه بالطائرات ومن يقبض أرواح الأجنة والنساء والشيوخ في بغداد.. أيغني لمن يقتلع حضارة بابل وأشور والعباسيين من جذورها؟ والعراق يسكن كاظم وإن لم ينطق باسمه .

كيف هي أحوالك الصحية؟
- الحمد لله أنا بصحة جيدة، كنت أنوي الغناء حتي الصباح مع جمهوري لكن البرد والآلام حالت دون ذلك لكن الحمد لله غنيت ثلاث ساعات وحققت شيئاً من السعادة لهذا الجمهور الذي حضر فلم أكن أستطيع إلغاء الحفلة أو الاعتذار لأني كنت في شوق للجمهور المصري.

ولماذا لا تقدم في مصر أكثر من حفلة كما تفعل في باقي الدول العربية؟
- أنا أحب مصر وجمهوري فيها مخلص لي ويدافع عني دائماً فأنا من خلال حفلات ليالي التلفزيون تكون فرحتي كبيرة بلقائهم وهذا العام كانت سعادتي أكبر بالحفلة وباستقبال الجمهور لي وكنت أتمني أن أستمر في الغناء أكثر من هذا.

في حفلة ليالي التلفزيون لماذا حرصت علي غناء قصيدة بغداد لا تتألمي ؟
- ليس في حفلة ليالي التلفزيون فقط بل أحرص علي غنائها في كل الحفلات والمهرجانات التي أشارك فيها حتي أذكر العالم وشعوبه بآلام العراق وأطفاله و نسائه وأقول: كفانا حروباً ودماراً.. نحن نريد العيش في سلام وعمران واستقرار بعيداً عن الحروب.

هل صحيح أنك ستلحن النشيد الوطني الجديد للعراق؟
- العراق هو وطني وأهلي وروحي وشرف كبير لي أن يطرح أسمي لتقديم مثل هذا العمل لكن في الحقيقة لم يتحدث معي أحد حول هذا المشروع الوطني رغم ذلك فأنا لدي رؤية وتصور موسيقي كامل حوله سأبرز فيه كل الجوانب التي يتميز بها العراق من حضارة وشعب ورغبة في الاستقرار.

إذن أنت لم ترفض تلحينه كما تردد؟
- لا.. ولم يعرض علي تلحينه.

ولماذا تركت العراق؟
- خروجي من العراق كان له ظروفه ولا أريد التحدث عنها.. ربما في المستقبل سيعرف الناس ما هي الظروف ولكن حتي بعد مغادرتي للعراق لم أنقطع عنه فأنا جزء منه بل كنت أعبر عنه في الغرب، وفي الشرق وربما لو بقيت بداخله هذه السنوات لما كنت سأتمكن من خدمة العراق بصوتي وألحاني كما خدمته وأنا خارجه.

أين كانت عشيرتك في العراق؟
- كانت فترة عصيبة ولم أكن أعرف أخبارهم في الأيام الأولي من الحرب ولم تكن هناك أي اتصالات بيننا بالرغم من المحاولات العديدة للاطمئنان عليهم فكل أخوتي وأولاد عمومتي داخل العراق ولا أعرف ماذا حدث لهم.. خطوط التليفونات كانت مقطوعة نتيجة القصف الأمريكي لكن كانت والدتي هنا في مصر وبعد فترة استطاعوا الاتصال بنا وتمكنت من معرفة أخبارهم والاطمئنان عليهم.

ولماذا لم تزر العراق إلي الآن؟
- الوضع في العراق كما تعرف غير مستقر وعندما تستقر الأمور سأرجع إليه.. فالعراق وطني وفي داخلي وأنا لم أنس العراق بل يعيش بداخلي وأحلم بتقديم حفلات فيه بعد استقراره فأنا دائماً أغني بغداد أنت في دمي ومنذ سنوات وأنا أشعر بالآلام لضرب الوطن والأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء فليس لهؤلاء أي ذنب اقترفوه والسؤال يوجه لضمير العالم تجاه ما يحدث الآن في العراق وفلسطين.

وماذا ستغني للعراق في أعمالك الجديدة؟
- أنا غنيت بغداد لا تتألمي فالعراق حاضر بكل حفلاتي وكل مهرجان أشارك فيه في أوروبا والعالم.

نشرت مجلات وصحف عربية مذكرات نسبت إليك ورد فيها أن صدام كان ينوي تعيينك سفيراً لكن ابنه عدي رفض؟
- أنا لم أقل هذا الكلام لسبب بسيط هو أنني لم أكتب أي مذكرات حتي الآن ولا أعلم من أتوا بمذكراتي وأنا لم أكتبها حتي الآن.

هل ألغيت حفلات غنائية كان من المقرر اقامتها في مدن أمريكية كبري؟
- نعم ألغيت حفلات كان المقرر إقامتها في أمريكا فمن غير المناسب أن أغني وأهلي يتعرضون للقتل والقصف والصواريخ علي الرغم من أنني كنت سأغني للجاليات العربية إلا أنني فضلت عدم الذهاب للغناء هناك.

ما الذي تم في ألبومك الجديد ومتي سيتم طرحه؟
- انتهيت أخيراً من الألبوم وأتمني أن ينال رضا جمهوري في الوطن العربي فالألبوم الجديد يضم مجموعة أغنيات أنا سعيد بها جداً بالإضافة إلي أنني سأقدم دويتو مع مطربة مغربية اسمها أسماء المنور .. ويضم الألبوم الأغنيات رومانسية وشعبية وثلاث قصائد للشاعر الكبير نزار قباني أحبيني.. وقولي ولو كذباً .. وكبري عقلك بالإضافة إلي قصائد للشاعرين كريم العراقي ومحمد بن عبود.. في هذا الألبوم حاولت إرضاء جمهوري بتقديم أشكال غنائية مختلفة.

ترفض الدويتوهات فلماذا وافقت علي دويتو مع أسماء المنور بالذات؟
- أسماء المنور تمتلك صوتاً حساساً وقوياً وأتوقع لها مستقبلاً غنائياً كبيراً ودويتو أشكو أياماً الذي تشاركني فيه بالغناء وهو من أصعب الكلمات والألحان التي قدمتها في حياتي.. تعرفت علي صوتها من خلال الأصدقاء المشتركين عندما كانت تسجل أغنيات خاصة بها بأستديو عمار الذي أسجل فيه وسمعت صوتها وأعجبني وقررت عمل الدويتو معها.

ثلاث قصائد لنزار قباني، لماذا تحرص علي الغناء من أشعاره دائماً؟
- أتمني أن أكون علي مستوي ما كتب الشاعر الراحل نزار قباني وأن أرتقي إلي سمو أشعاره وكلماته التي تعبر عن الحب والأحلام الجميلة ونزار شاعري المفضل.

كيف تختار القصائد والأغنيات التي تقدمها؟
- عندما تهزني الكلمات في القصيدة أو الأغنية أشعر أن بها اختلافاً عن السائد أقوم بتلحينها وأغنيها فأنا ملحن كل أغنيات ألبومي القادم.

وماذا عن حياتك مع ولديك وسام وعمر؟
- هما صديقان عزيزان علي وليسا ولدي الحبيبين فقط. فعلي الرغم من أنهما كبرا إلا أنني مازلت أنظر إليهما علي أنهما صغيران دائماً وأتصل بهما وأحياناً يكونان معي في أيام الإجازات.. وسام وعمر كل حياتي.

هل لديهما ميول فنية؟
- هما يحبان الموسيقي ولكن دائماً أطلب من الله ألا يقتربا من الفن لأنني لا أريد لهما أن يسيرا في الدروب الشاقة التي خضتها في الفن فأنا حياتي كلها مشقة وسفر وتعب قلب.

هل تأخذ آراءهما في أغنياتك؟
- وسام وعمر سميعة كبار ويقولان لي رأيهما بصراحة شديدة في أغنياتي وأنا معجب بذوقهما وآرائهما في الغناء.

هل يعتقد البعض أنك تعيش دائماً في قصص حب متواصلة؟
- يضحك.. لا يوجد إنسان يعيش بدون الحب.

ولماذا نقص وزنك في الفترة الأخيرة؟
- البروفات والحفلات والتحضير للألبوم يحتاج إلي عمل شاق ومتعب وأنا دائماً أنسي نفسي ولكني أحرص علي ممارسة الرياضة فلابد أن يكون لدي اللياقة حتي أستطيع الوقوف علي خشبة المسرح لأربع ساعات وأنا أغني للجمهور.. في الحقيقة الغناء يأخذ كل وقتي وليس لدي أوقات فراغ للفسح والتنزه لفترة أستمتع فيها فأنا دائم السفر والترحال وإذا أتيحت لي فرصة أقضيها مع عمر ووسام.. ولكن في شهر رمضان وخاصة الأيام الأولي أقضي عدة أيام بمصر وهذه عادة عندي منذ سنوات وفي أي وقت آخر تجدني في مكتبي بين الأشعار والألحان والكتب.

ولكنك سافرت منذ فترة إلي الأقصر وأسوان كيف جاءت الرحلة؟
- بصراحة لم أزر هذه الأماكن من قبل فحضوري كان إما لحفلات أو تسجيل، وكنت أسمع عن هذه الأماكن من الأصدقاء داخل وخارج مصر كثيراً وحتي في أوروبا يقولون لي: هل زرت الأقصر وأسوان؟ فقررت زيارتهما وبالفعل وجدت هذه الأماكن أجمل وأروع من بلاد كثيرة زرتها حول العالم.

هل تفكر في تقديم كليب في الأقصر وأسوان؟
- نعم أفكر جدياً في أن أصور كليباً هناك فأنا اكتشفت في الأقصر وأسوان جمال الطبيعة الخلابة التي لا مثيل لها في العالم فضلاً عن المعالم الأثرية والمزارات وربما أصور كليباً بها قريباً.

الأوبرا المصرية اتخذت قراراً بمنع التعامل معك فهل تفكر في الاعتذار لاعتلاء خشبة مسرحها من جديد؟
- مين يعتذر لمين فأنا الذي طلبت منها الاعتذار.. ولن أدخل هذا المكان ثانية، ولكني أشعر بأن هناك تحسناً ملحوظاً في علاقتي بالأوبرا بعد تغيير الإدارة.

المصدر

» كاظم الساهر : انا مش مجنون عشان أغني في العراق 2009
» كاظم الساهر: لهذا لن أفشل أبدا
» كاظم الساهر: وأنا حزين أغني أفضل
» كاظم الساهر: أغني للبنان في كل العواصم العربية
» «عراقنا» على المحمول 2005