بشرى إدارية
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 50068 الأغنية المفضلة : التحديات الألبوم المفضل : كل ألبومات القيصر الفيديو كليب المفضل : قولي أحبك
وإني أحبك
تتبغد تاريخ التسجيل : 09/10/2008 ~~ SMS ~~ :
| موضوع: كان البؤس مصير قصائد نزار عندما سطا عليها الساهر وشوهها بحشرجاته 2008 18/11/2010, 15:51 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان البؤس مصير قصائد نزار عندما سطا عليها الساهر وشوهها بحشرجاته
موت درويش فرصة سانحة للأغنية العربية الاثنين 18 أغسطس 2008م العدد (2880)
محمود تراوري ربما يكون من حظ الراحل، مشمولا بدعاء المحبين، محمود درويش، أن المتفرد خارج سرب المكرس موسيقيا مارسيل خليفة غنى قصائده بشكل لم يغنه سواه. تماهى مع شساعة وعمق إبداعه الشعري ونازله موسيقيا بماهو فوق طاقة السائد عربيا، فصار موسيقيا عالميا بامتياز.
ربما من سوء حظ مبدعين آخرين أن مارسيل غنى لهم بعض قصائد، فالتبس على الذاكرة، ونسبت لدرويش كقصيدة رفيق دربه سميح القاسم الشهيرة (منتصب القامة أمشي) أو مرثية شوقي بزيع في كمال جنبلاط (جبل الباروك) التي تجلى في تلحينها مارسيل ومنحها لحنا أسطوريا خالدا ينبت عشبا أخضر في حواسك حين تسمعها. ربما من حظ درويش رحمه الله، أن قيض له مارسيل، وإلا لقيت قصائده مصير البؤس الذي لقيته قصائد نزار قباني حين سطا عليه كاظم الساهر بحشرجاته التي شوهت ما في قصائد نزار من بعض جمال على سطحيتها التي لا يمكن مضاهاتها بعمق قصائد درويش.
الحب عند درويش لم يكن حسيا/ غرائزيا كما هو عند نزار. أجمل قصائد الحب كتبها درويش وغناها مارسيل (أحن إلى خبز أمي)، (أجمل الأمهات) (أجمل حب) التي تبدأ بـ(كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة، وجدنا غريبين معا يوما، وكانت سماء الربيع تؤلف نجما ونجما وكنت أؤلف فقرة حب لعينيك غنيتها). تجارب عربية كثيرة تواصلت مع شعر درويش وموسقتها غناء باذخا. في الخليج خاض التجربة المتميز خالد الشيخ في رائعة (عندما كنت صغيرا، كانت الوردة داري)، وفرقة أجراس البحرينية، وسعوديا هناك تجارب للفنان غير المعروف إعلاميا عبد الهادي الشهري. في مصر ولبنان والمغرب وفلسطين ثم تجارب مسرحية/ غنائية بنت إبداعها على شعر درويش.
الآن وقد ترجل الفارس تاركا الحصان وحيدا، أتوقع أن إرثه الشعري سيكون ميدانا خصبا لمحاولة انتشال الغناء العربي من بؤس الكلمة ورتابتها ونمطيتها، شرط ألا تقترب منها أفكار موسيقية كأفكار الساهر وإضرابه. ثم مناطق ومفازات باهرة في شعر درويش لم ترتدها الموسيقى العربية، وهي بانتظار من هو قادر على صب الموسيقى في بدنها، ولكن بوعي وحصافة وحس راق يستجيب لحمولاتها وطاقاتها الفنية العميقة.
تكفي قصيدة جدارية التي انتصر عبرها درويش على الموت، لتستحيل إلى ملحمة موسيقية يتفجر فيها الإبداع تفجيرا لا حد له، لتثبت صدق مقولة (الشعراء الحقيقيون لا يموتون بل يتظاهرون بالموت).
المصدر
| |
|