قصة قصيرة: ظلك

ظلك!
لا تلوميني يا حبيبتي فقد اجتاح الألم كياني .... لا تلوميني فلم أعد احتمل كل عذاباتي ... رفعت رايتي البيضاء ... استسلمت للسلام ..... رميت سلاحي الذي اجبرتني على إشهاره ... ما عاد يهمني شيء.
وددت يا حبيبتي أن تلثميني بقبلك ... وددت يا سيدتي أن تحيطيني بحبك .. وددت يا عمري أن تريديني إلى جانبك ...
كل تلك كانت أمنيات ... أمنيات يا حبيبي .... أمنيات أردتَ وحدكَ أن تحققها لنفسكَ ... لذاتكَ .. لكيانكَ الذي أردتني جزءا منه ... لم أجبركَ على اشهار سلاحكَ كما تتدعي. لو أنك قد أعرتني انتباها لرأيت وراء عيوني عذاب روحي، لم أرفع سلاحي في وجهك، كنت أنتَ من بدأ النزال يا حبيبي .. أنتَ من أراد النزال يا مولاي... ظننتَ أنني مثلك إما أن أُحَب و إما أن أقهر حبي.
استيقظ يا جميلي من إغفاءتك اللذيذة... استيقظ من حلمك الساذج ... استيقظ من أنانيتك الرهيبة.. أنا لست لكَ.. أنا فقط أحببتك. لماذا أردتني عبدة لك؟ لماذا شوهت مشاعري اتجاهك؟ لماذا آذيتني و طعنتني من غير ما اكتراث ثم اتهمتني بإيلامك؟ أوَ كنت قاسيا إلى هذه الدرجة؟ّ أوَ كنت أعمى إلى هذا الحد؟ أوَ كنت غبيا فوق كل الوصف؟ أم عساني كنت أنا الساذجة و العمياء و الغبية؟؟ لا أ دري ... لا أدري يا عزيزي و لكنني أعرف أنني لست جزءا منك!
تقولين اتخذتكِ عبدة لي يا سيدتي؟ هيهات! لا أعرف ما الذي يجعلك تعمين عن حقيقة تحكمك بي! تجهلين حقا أنني كنت عبدا لك أم تتظاهرين بالضحية كعادتك؟! لم أؤذك بحياتي يا صديقتي، لم أطعنك بحياتي و كيف أطعن نفسي؟! و ما كان كل ما فعلت إلا من أجل سعادتك، ألم يكن واضحا ذلك؟ّ! أوَ لا تذكرين كروم العنب في حديقة بيتنا تشهد على لقائنا؟ هناك في ذلك النهار استسلمت لدفء صدري، أخذت تذرفين دموعا حارةً أحرقت قلبي و قطعت روحي.... هناك بكيت كل من ترككِ و كل من خانكِ و طعنكِ .... و هناك وعدتكِ أني لن أترككِ ما حييت، حفظت وعدي يا روحي و لا أزال عند عهدي ...
تتحدثين عن ألمٍ مكبوت؟ ألمكِ ما كان ليضاهي ألمي المحبوس في صدري، ألماً ازداد يوما بعد يوم، أرى جروحي تنزف و أكاد أموت من فرط العذاب، يمد الجميع يده لمداواتي و لكن منقذتي تقف بين الحشود شاهدةً احتضاري.
لم أنسَ وعدك المحفوظ.. لم أنسَ كروم العنب... لكن كروم العنب ما عادت ملكنا، أتذكر أنك بعتها مع بيتنا القديم؟؟ في ذلك النهار و أنا أخرج من ذلك المنزل حاملة آخرما تبقى لي من ذكرياتٍ في ذلك البيت، وقفت تحت كروم العنب أتأمل ذكرى ذلك المشهد... كنت أحب كروم العنب بسبب ذلك الشعور الدافئ الذي أحسسته و أنا مرميةً في حضنك ذلك النهار، أشتم عبقك، أشعر بدفء ضلوعك يتخللني، يغمرني بإحساس لذيذ بالأمان... بالدفء....أحس ببردٍ شديد و أنا أذرع خطوات الحديقة نحو الباب الكبير تاركة البيت ورائي ذرفت الدموع في ذلك النهار... فقد بعتَ كروم العنب!
لا أعرف ما الذي تغير في ذلك النهار، أحسست بانقباض صدري، و كأنني افتقدت شيئا لن استعيده، و في غمر تحضيراتك لبيتنا البارد الجديد لم تلحظ أن شيئا تغير... لكنني فعلت.. بدأت تحسبني جزءاً من ممتلكاتكَ، ما عدت تتوقف للتفكير في آرائي و لا حتى لأخذها. شيئا فشيء أخذت تتحكم بي كيفما شئت، و أراني فجأة دميتكَ، أتحرك كيف أنت تريد في حياتك التي كانت هي مسرحيتكَ لوحدك، تكتبها كيفما شئت، و ترفض كل الرفض أن تستمر أحداثها بعكس ما أردت. أنسيتني نفسي .. جعلتني نفسك... أنسيتني عقلي و قلبي و فكري.. فأصبحت أفكر و أحب عن طريقك. تقول أنك لم تخلف وعدك؟ لكنك فعلت! لم أعد أرى الشخص الذي احتضنني و وعدني بالأمان، لقد بعته مع كروم العنب!
و أراني أستيقظ فجأة على وقع أحلامي الضائعة التي أنسيتني إياها، أصحو من وهم حبك.. لا تؤاخذني إن آذيتك... لا تؤاخذني إن آلمتك فكما أنكَ لم تقصد فأنا كذلك لم أقصد!
عذبتك يا حبيبي لأنني رفضت أن استعبد... آلمتك لأنني لم أرضى أن أكون دميتك ... تقول استعبدتك؟؟ كلا لم أفعل، لن أسمح باتهامك ... رفضت أن أكون عبدة لك فظننت أنك إما أن تكون سيدا أو عبدا.
ما فائدة النفس الطويل الذي حبسته بصدري و أنا أحاول أن أفهمكَ؟ أصبر على عذاب حبك، أصبر على تلاشي نفسي داخلكَ.. ليتني استيقظت من كابوسي قبل فوات الأوان، ليتني انسحبت بهدوءٍ قبل تفطر الأفئدة، انتهى بنا الأمر قلبين محطمين. لا أدري إلامَ نطمع بعتابنا و لا يمكننا أن نسير بعد الآن في الطريق ذاته؟ ما نفع اللوم إن كان كلانا قد اختار طريق نفسه؟ اعذرني لن أضحي بالمشي في طريقك.. اعذرني يجب أن أقول لا لحبٍ استهلكني... اعذرني فلا يمكنني أن أكون ظلاً لك.

[/size]

جميل جداً ابدعتي غاليتي عاشت ايدج على النقل

شمس العراق كتب:

جميل جداً ابدعتي غاليتي عاشت ايدج على النقل

شكرا جزيلا! سعيدة لأنها أعجبتك!

NICE