تأملات ... بقلم محمد زهرة

موضوع: تأملات ... بقلم محمد زهرة 8/10/2009, 05:25

عندما يستطرق الإحساس في قالب العدم
يتصارع اللاشيء مع اللاشيء على مقعد في حيز الوجود
ويغزل الشروق عباءته بخيوط الغروب
لا أمل يبقى سوى التقوقع داخل الكذب
حيثما الحزن يطرح صمته متلونا بأهازيج الفرح الزائفة!
...
لكم يبحث الإنسان عن بدايات مشرقة
ولكم يقوده هذا البحث إلى شرفات مظلمة
قالوا يستعصي العيش بلا كذبة منجيّة
ولكن ترى هل تمادوا إلى القول بأن الإنسان ذرات من الكذب
تأخذ مداراتها بتلقائية في طواف مقدس حول محراب موافقة الواقع؟
كذبة الوطن وكذبة الحب وحتى كذبة الوجود!

علمونا أن نحب بلادنا وما علموها أن تحبنا
خدعونا بأنها شاطئ يحتضن كل وجهات الحلم لنا ولها
فإذا هي بحر يلفظنا إلى شواطئ اللاعودة
بحر متفاقم المد لا يكاد يُبقي من قاطنيه إلا المنطرحين في الأعماق
وقد أثقلتهم أوزار التعلق بجذور الوطن في أرض الخراب المتخمة بالأحلام المجهضة
فلا هم غرقى يرمقون شعاعا من الجنة الموعودة عن كثب اليقين
ولا هم أحياء يعاينون شعاع النهار المخاصم لانتظار الأعماق!

علمونا أن نعشق بسذاجة تعمى عن افتراض العيوب وترقب التقلبات
وعلمونا أن نتوهم أن من نحب مبرء من كل عيب كأنما قد خلق كما نحن نشاء!
علمونا أن الأبيض لا يتعكر وأن الأسود لا يفرّط في عتمته قيد أنملة
وتركونا في عالم بآلاف الألوان لا نجد لها تعريفا في إدراكنا غير دهشة الاكتشاف الأول!
وعندما أحببنا وجدنا أن الأبيض والأسود طرازين باليين من البشر
وأن الزمن زمن الألوان والتلون
اليوم نحب بشغف مسرف وغدا نكره بنكاية بائنة
أعداء في هدنة.. لا أصدقاءَ كنا ولا سنصير حتى تحت قانون العشق الطارئ!
ولكن المعرفة جاءت متأخرة حد اللانفع
وما حلت لحظة التنوير عقدة من عقد قصتنا
بل فاقمتها وأودعتها غياهب الحيرة
فلا نحن وجدنا ما تعلمنا في الماضي ولا تعلمنا مما وجدنا في الحاضر!
فلا سبيل للمواءمة بين حلاوة الحلم الهاربة ومرارة الواقع المترسخة نحو تصالح مع الذات والحياة!
فحدتنا كذبة أخرى بأن الأبيض ما زال مخبوءًا في جعبة الزمن المظلمة
مقامرة تبقى بلا سند.. ولا شك أن الرابح فيها هو الزمن نفسه
وسيضحك أخيرا وكثيرا!

وعلمونا أن نتيقن من أنفسنا ونحس بوجودنا كشعاع الشمس
وها نحن نلتفت يمينا ويسارا أماما ووراءً فلا نرى لهذا الوجود المزعوم ظلالا تذكر
ترى ماذا بقي من الإنسان ليوقن بوجوده؟
دين؟ أخلاق؟ معرفة؟ خيال؟ حلم؟ حب؟
الدين بات محمولا على التطرف والتعنت والرجعية
والأخلاق باتت محمولة على السذاجة والضعف والانزواء
والمعرفة صارت إما لكسب أو تفاخر أجوف بالقيمة في زمن الأصفار
حتى الخيال صار سخفا وشططا همه نسف الواقع لا تجميله وبناء الجديد على أرضه وكأن الله استعمرنا في الأرض لنُهلكها سعيا لسُكنى المريخ!
والحلم صار زورقا ضيقا لا يحمل إلا هم صاحبه المنسحب بتعريف الخلاص إلى الفرار بالذات!
والحب صار ملجأ كل مفلس من المشاعر للالتحاق زورا بركب العاشقين المقدس ولكلٍ محطة يرتجل فيها لحقيقته المرة المسجاة في قطار الوهم!

ترى كذبوا علينا أم أورثونا حلم الصدق ولم يورثونا أرضا لتحققه؟!

موضوع: رد: تأملات ... بقلم محمد زهرة 8/10/2009, 05:58

مرحبا محمد

تعودنا دائماً ان نقراء كتاباتك الرائعة و نعتز بقلمك و ابداعاتك الشعرية. تألقت جداً في هذا الموضوع و ان شاءالله يوم على يوم نشوف كتابات اروع و أجمل منك.تسلم لنا

موضوع: رد: تأملات ... بقلم محمد زهرة 8/10/2009, 06:06

أسجل إعجابى
و تصديقى
و دهشتى

موضوع: رد: تأملات ... بقلم محمد زهرة 8/10/2009, 21:00

تسلم ايدك محمد لكتاباتك
الرااائعه

موضوع: رد: تأملات ... بقلم محمد زهرة 9/10/2009, 17:05

اخي محمد زهرة

تسلم يداك على القصيدة اشتقنا لك كثيرا
اتمنى ان يكون موضوعك هذا مجرد افكار خطرت ببالك
والا تكون واقع تعيش به او موقف يسير بحياتك زرع بك هذا الشعور.. لا سمح الله

اخي كلامك صعب ...بحيث يجعل الانسان اذا فكر بصحته مليا
اما
تمنى الا يكون قد ولد بهذه الدنيا الكاذبة الملتوية الاسلوب
او
يتمنى ان يكون مجنونا ليسايرها دون وعي وفهم
او
يركب اول مكوك فضائي ليصنع له عالم اخر وحياة اخرى على كوكب المريخ كما ذكرتك

ولكن اخي نحن لا زلنا بهذه الدنيا نعيش عليها اجسادا وسندفن فيها اجسادا ايضا
ولكن الروح هي التي ستطوف وستعلو وتحاسب او تهلك

يكفي اننا نعرف ما هو الصح من الخطاء ونسير بطريق الحق ولو كان صعبا
ومعاكسا لكل سير البشر

تقديري واحترامي
لقلمك وفكرك

موضوع: رد: تأملات ... بقلم محمد زهرة 1/11/2013, 12:45