تبَّتْ يدُ الرامي وتبَّ!... عن حادث الهجوم على بعثة الجزائر

إرمي طوبة وراها طوبة
العركة على طول منصوبة
بكرة الدنيا تلف وتعدل
كل الأوضاع المقلوبة

كانت هذه أهزوجة حماسية لأطفال الحجارة في محفل لمناصرة فلسطين لم أكن وأنا أسمعها أتخيل إسقاطها على مشهد عربي عربي بات مقلوبا بكل أوضاعه..

شاهدنا وسمعنا وعاينا بكل حواسنا المركزة على بؤرة المشهد الرياضي المرتقب ما آلت إليه الأوضاع من سوء من خلال الحادث المؤسف الذي رشقت فيه حافلة المنتخب الجزائري الشقيق إبان رحلتها للفندق بالحجارة من قبل بعض المتعصبين والهمج الذين باتت تغص بهم شوارعنا وباتوا عبئا يثقل أنفاس الخلاص ويشوه صورتنا المصرية الحقيقة كأكرم وأطيب وأعظم الشعوب بحكم المكانة الإلهية الممنوحة والتاريخ الضارب في عمق الزمان والإنجازات والشخصيات والعادة والطبيعة...

حقيقة تألمت جدا لهذا المشهد المخزي: ضيوف عرب يرشقون بالحجارة على أرض مصر بيت العرب الكبير الذي لم يكن يوما ليصيب ظلا عربيا بسوء مهما كان فالأخ الأكبر أكثر احتمالا ورزانة وتضحية ولكن يبدو أن هذه الفئة المنحرفة عن قناعاتنا المصرية القومية أرادت أن تزيد من جرعة تنبيهنا بأننا لم نعد ذلك الأخ الكبير فبعد أن تخلى قرارنا الرسمي –وليس شعبنا بالطبع- عن قضايانا العربية الأساسية ومشتركاتنا ومشروعنا الوحدوي ها هو الوضع يتفاقم الآن بأن صرنا "أطفال حجارة" لا على الصهاينة ولكن على أشقائنا.. أخطأت فئة منهم ووجهوا إساءة لمصر وحرقوا العلم نعم ولكن هل هذا مبرر لأن يستغل كل منافقي المشهد الرياضي هذه السقطة التي لا تمثل إلا فئة منحرفة هناك أيضا -فالجزائر ليست كلها جمهورا متعصبا وليست كلها جمهورا لكرة القدم- لشن حرب شعواء بين البلدين؟! لا أنسى هنا أيضا وفي المقابل الإساءات الكثيرة التي أشعلت شرارة الفتنة من الصحافة والإعلام الجزائري الذي يبدو أنه اللاعب رقم (12) في غياب الجمهور ويراهن على إفساد الجانب التنظيمي للمباراة على نسق مأساة زيمبابوي التي حرمتنا من إنجاز تاريخي بالتأهل مرتين متتاليتين لكأس العالم وحرمتنا من عبقري التدريب الأبرز محمود الجوهري، خاصة بعد أن بات الجزائريون قبل المصريين شبه متيقنين من أن الفراعنة سيكتسحون بفارق كبير نظرا للإمكانيات الفنية الفذة في هذا الجيل والدافع الكبير للروح والإصرار المصريين المعهودين في وجود الجمهور العظيم وجزالة الحدث وقيمة الحلم رياضيا بالطبع وليس أكثر...

عتبي كبير على أمننا المصري الذي لم يوفر الحماية الكافية للضيوف –ولا أقول حتى الأشقاء- وسير أمامهم عربة شرطة "يتيمة" لا تسمن ولا تغني من عنف!! أين عربات الأمن المركزي المطوقة لأنفاس كل حرم جامعي بداعي وبدون؟! ألم يكن حريا أن نحمي ضيوفنا من موتورينا المنفلتين هؤلاء حماية لسمعتنا ونزاهتنا وصورتنا إن لم نقل حماية للدم الجزائري الشقيق؟!

لنتذكر جيدا أن مصر قصفت من قبل قوتين عظميين وجرذ تابع بسبب مساندتها للجزائر ليس لأن ناصر لم يكن يتصور حدوث ذلك فقد كان يعرف أنه سيتعرض لهجوم في أية صورة كانت، ولكنه اختار المشروع العربي قائلا إن الذي سيجبن عن كل نصر أو مؤازرة عربية خشية العواقب لن يتحرك بالحلم العربي قيد أنملة...

ولكن...

لنتذكر وبعمق أكثر في هذه اللحظة أن الدماء الجزائرية التي أسالها هؤلاء الحمقى قد روت وبكل إخلاص ورضا تراب مصر في حرب الاستنزاف وأكتوبر ووقفت بكل بسالة تحارب إلى جانب إخوانها استعادة لعزتهم وكرامتهم والكلام هنا ليس نقلا إنشائيا فقد كان والدي معاصرا ميدانيا لهذه الفترات ورآهم بعينه وحكي لي ذلك تفصيلا..

لن نمن على العرب حروبا طالما خضناها لأجل كرامة وعزة وحرية كل العرب ولن يمن علينا أحدا شهداء أو نفطا أو أموالا فالدم العربي واحد لا يتعكر بالتمييز والاختلاف.. ولكن هذا تذكير واجب حيث بات موجعا أن ننحدر بعروبتنا لهذه الدرجة تمسحا في أعتاب كأس العالم المقدسة التي أنستنا أخلاقنا وديننا وأصالتنا وطيبتنا وجل عروبتنا سواء جزائريين أو مصريين...

أعتذر باسم العقل والخلق والقلب المصري الجمعي الأصيل لكل الشعب الجزائري المتعقل والواعي والذي لم ينخرط في سب أو إهانة مصر أو شعبها فهؤلاء أحوج مني للاعتذار لمصر وأهلها.. وتأكدوا مهما أرادوا به رخصا لن يقول الدم العربي يوما: "تساويت والماء!"

بالتوفيق لبلدي التي يرجف قلبي مساندا لها في كل محفل صغر أو كبر وأحبها أكثر من أن أسلبها عروبتها أو صورتها الناصعة أمام الدنيا متهورا في حبها

محمد زهرة

مرحبا أخي الغالي محمد
الغريب اننا دائما نسمع" خلي روحك رياضية" او خد الأمر بروح رياضية
يعني المفروض هالروح الرياضية يتحلى بها الرياضيين أولا
أولا وآخرا كلنا عرب والفوز حيكون لفريق عربي سواء مصري أو جزائري
أنا هذا تفكيري
أتمنى التوفيق للفريقين
شكرا لمشاركتك محمد
نفتقد وجودك بيننا
تحياتي

بشرى

تسلم ايدك اخي

بصراحه مقال ممتاز

انا لا افهم كثيرا في كرة القدم حتى اتكلم و اناقش بمهارتك و اسلوبك و اعتمد حجج و بارهين

لكن الذي اعرفه و يجب ان يعرفه الجميع

ان هذه ليست الا لعبه للترفيه لا اكثر فلماذا تصل الامور لان تصبح سببا لاندلاع ثورة جاهله بين الاخوة

عيب لان تصل الامور لهذا المشهد القزز

هل ينقص العرب تشتت و انقسامات حتى نخلص عليها بمجرد لعبه

هؤلاء المتعصبون لو طلبوا منهم تفريغ تعصّبهم هذا لنصرة اخوانهم في فلسطين او العراق او او او فهل سيكونون بهذا الحماس الذي اسالو به دماء اشقائهم العرب

عيب و عار على امة محمد صلى الله عليه و سلم ان تصل الى هذا المشهد العنيف

ان الله و رسوله نهى على العنف في نشر دينه الكريم

فكيف نستعمله لنعبر عن انتمائنا لفريق او حبنا للعبه

يا رب اهدي الجميع و عقلهم من هذا الجنان