راحتان وعذاب.. قصة قصيرة بقلم محمد زهرة

راحتان وعذاب!

كانت الأيام تمر برشاقتها المعهودة فوق حواجز الفرح.. هي أيام يعرفان جيدا مآلها في روزنامة الزمن.. أعياد غير رسمية للحب.. لن يحتفل بها أحد غيرهما.. لن يذكر العالم هذه الثنائية.. فالعالم لا يؤرخ إلا لتراجيديا العشق المقهورة كأنما يشرب نخب سقوطه أو يمهد في قلوب أتباعه لتقبل الهزيمة بعزاء من "البطولة"!.. لكنهما اختارا أن يخرجا عن هذا النسق وأن يكتبا قصتهما ببطولة إرادية.. بطولة منسية.. ولكنها حقيقية..

كان هذا الممر حافلا بوقع خطواتهما التي إذا غابت يغيب صوت فرحه وتبدو فيه مدارات الحب بلا نجوم تسكنها.. اعتادا هنا فقط الهروب من محطات الحياة والاستراحة على شاطئ العشق.. وحينما تتشابك الأيدي يسري الدفء إلى القلب ويتواءم إيقاعه إيذانا بالتوحد.. كان دائما يطالع في عينيها نفس الشيء دون ملل.. فلم يكن ذلك الشيء سوى الغموض..فالسؤال الذي يطرح للمرة الألف دون جواب لن يغدو يوما إلا لافتا للاهتمام والهدية إذا أعطيت ذاتها كل عام في صندوق مغلق لن يزداد متلقيها إلا فضولا.. كانت أحيانا رقيقة تتمايل كالورود حينما تمر بها نسائم الغزل.. وأحيانا طائشة كأشجار الخريف تطرح كل أوراقها القديمة مع أول هبوب لرياح الجنون.. ودائما تزور العين كل مساء كضوء القمر..

كانا راضيين يعيشان في صبر عن استنطاق القدر.. فلم يكن استيعابهما ولا إحساسهما إلا بوجودهما فقط.. كأن الحياة قد انحسرت بكل البشر إلى خضم العالم تاركة إياهما وحدهما على شاطئ قمري.. شاطئ تتشابك فيه خيوط الممكن والمستحيل لنسج رداء من الحب الذي لا يتدثر بالإمكان ولا يتعرى أمام الاستحالة..

مرت بهما الأيام لا شيء يتزحزح بينهما ولكن الزمن كان من يزيحهما معا دونما شعور.. لم يفكرا في ليلة من تلك الليالي الحالمة في صحو حتمي لمواجهة الواقع.. ولكن الليلة نواقيس الواقع تدق معلنة ضجرها من هذا الحلم المتغافل عنها ولا بد أن يسمعا.. لا بد أن تستعد الراحتان المتشابكتان إلى عناق مصيري هذه المرة.. فهل سيكون التحاما للانصهار معا في نار الواقع للخروج بقالب حياة للحب.. أم سيكون مجرد مصافحة باهتة تشطرهما إلى ضفتين يجري بينهما القدر ملوحا بكل عنفوانه؟! الليلة جاء مد الحياة عاتيا لا يصبر عن العودة ظافرا بمن ظنا أنهما قد بارحا تلقباته للأبد.. الليلة كتب على الراحتين الإبحار دون تيقن من الوجهة.. الإبحار في خضم العذاب.. وما العذاب إلا تصارع بين اليأس والرجاء! ترى هل سينساهما كتاب العشق بطلين ظافرين أم سيذكرهما بطلين مقهورين؟! هما قد اختارا الأولى أما الإبحار فمفتوح على كل الخيارات!

محمد زهرة

يعطيك الف الف عااااافية

ابدعت بصراحه

شكرا للمشاركة يا الغالي

تحياتي لفنك ولقلمك

شكرا جزيلا أخي الكريم لمرورك العطر كلك ذوق

محبتي وتقديري
محمد زهرة

مرحبا محمد

تسلم لهذه القصة و للقلم الرائع.

لاتحرمنا من مواضيعك الجميلة.

شكرا اخي محمد زهرة
لهذه القصة الجميلة
وتسلم يداك ..
الابحار مفتوح على كل الخيارات
والجميل ان يختار الانسان نفسه
قبل ان يختار الذكرى ....

ننتظر جديدك
تقديري

تسلم أيدك محمد على
هذه القصه
راحتان وعذاب.. قصة قصيرة بقلم محمد زهرة 8917

الأعزاء عصام وبيلما وهند.. كل الشكر والتقدير لمروركم العطر

محبتي وتقديري
محمد زهرة