الحزن رفيق كاظم الساهر الدائم رغم النجاح والشهرة 2005

الحزن رفيق كاظم الساهر الدائم رغم النجاح والشهرة
2005-08-19

يجهل المرء لماذا يرتبط الحزن بأغنيات كاظم الساهر، على الرغم من أنها تثير الفرح، هل لأن الحزن ينبع من الجينات العراقية أم أن ذلك يتعلق بحياته؟ فغالباً ما يبدو الساهر حزينا في نظراته وحديثه، حتى في نكاته. ولم يكن هذا غريباً إذ أن الحزن السعيد يرافق دائما صوته ويلازم حفلاته.

ولد الساهر بتاريخ 9/12 /1961 في مدينة الموصل العراقية، وهو الطفل الثامن في عائلته. بانت علامات النضج عليه وهو في عمر صغير، فاهتم بكتابة الشعر والموسيقى التي أثارت انتباهه، فبدأ في شراء الآلات الموسيقية وهو في العاشرة من عمره.وكونه تربى في عائلة فقيرة، اعتمد الساهر على نفسه في تحصيل النقود، فكان يبيع المثلجات خلال العطلات. وفي عام 1980 تعلم العزف على الغيتار والعود ثم تابع دراسته في معهد الموسيقى في بغداد وبقي فيه ست سنوات.

وبدأت حياة الساهر الفنية الفعلية عام 1987 عندما غامر وغنى من ألحانه «اللي تلدغه الحية بايده»، التي زاوج فيها بين النغم العراقي الأصيل والإيقاع العصري السريع، إلا أنه لاقى استحسان الجمهور فقط، وليس النقاد. غنى بعدها أغاني «عبرت الشط» و«بالعزيز» و«ايش جابرك على المر».

وبعد تخرجه من معهد المعلمين، ثم معهد الدراسات الموسيقية عام 1988، استمر بحماس في المجال الموسيقي. وفي العام 1990 بدأ الساهر بإصدار الألبومات، شأنه في ذلك شأن أي مطرب عربي. لكن كان لغزو العراق تأثيره على نشاط الساهر الفني، إذ تعرضت أعماله الفنية للمنع في الكويت، بعدما قام أحد المسؤولين في وزارة الإعلام الكويتية بمنع توزيع وتداول أغانيه في الكويت، باعتباره يمثل امتداداً للاحتلال العراقي.

وبسبب أزمة الخليج، حط الساهر رحاله في القاهرة، بحثا عن استقرار نفسي وفني، وهناك سجل أغنية «لا يا صديقي» وحلق وحيدا خارج السرب.كان الحزن في صوته همزة الوصل مع جمهوره، وظهر هذا جلياً حين غنى بأسى «سلامتك من الآه» التي تجاوب معها الناس وانتشرت على ألسنتهم وكأنه أيقظها في قلوبهم جميعا مرة واحدة.

أكثر ما يعرف عن الساهر أنه، بالرغم من الرفاهية المحيطة به، فان الحزن لم يفارقه، وقد علل ذلك بأنه تربى في بيئة صعبة وأصبح هو والحزن صديقين. وكما هو معلوم، فإن النغمة الحزينة متأصلة في الغناء العراقي، حتى يبدو أن العراقيين يطلبون الغناء الحزين، حتى في أعراسهم وأفراحهم.

وأرجع الكاتب العراقي جبرا إبراهيم جبرا هذا الحزن إلى التقلبات الجوية التي حصلت بعد فيضانات دجلة والفرات غير المتوقعة. بينما أعاد عالم الاجتماع العراقي علي الوردي ذلك إلى البداوة، والتي كانت سبباً وراء المزاج العرقي الحزين دوماً.

وما فعله الساهر انه أعطى حيزا للموسيقى حيث زاوج بين النغم العراقي الأصيل والإيقاع العصري السريع في غنائه، ولكن ضمن حدود معينة.

إضافة إلى انه أعطى حيزا لقوة الكلمة من خلال غنائه قصائد الشاعر نزار قباني. ففي عام 1996، سمع الشاعر نزار قباني، صدفة، غناء الساهر لـ «موال الغربة» على التلفزيون العربي في لندن، وكان ذلك بداية التعاون بين الإثنين. غنى كاظم أشعار نزار قباني ومزج شعر المراهقين والعشاق مع الصوت الرومانسي، فأضفى مناخاً جديداً على الجمهور، لم يكن مألوفاً من قبل.

عندما تألق الساهر سارع النقاد إلى الربط بينه وبين عبد الحليم حافظ، مشيرين إلى أنه سيكون خليفة الراحل، فيما نفى آخرون ذلك وقرروا أن الساهر يشكل امتداداً للمطرب العراقي ناظم الغزالي، ورفض الساهر هذا الربط.

بيروت ـ «البيان»

المصدر

» كاظم الساهر في حفل للفورمولا وان 2005
» أنباء حول تردي صحة كاظم الساهر 2005
» كاظم الساهر لأول مرة بالسودان 2005
» كاظم الساهر لا يَتَصَنَّعْ 2005
» كاظم الساهر يصوّر في دبي 2005