الساهر: العراق يرتحل معي وأغني للبسطاء وملحمة جلجامش الأهم في مسيرتي 2008

كاظم الساهر: العراق يرتحل معي وأغني للبسطاء وملحمة جلجامش الأهم في مسيرتي
2008-08-12

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إن أردت أن ترى العراق بنهريه الخالدين وطيبة أهله وتاريخه وحضاراته العتيقة، والحنين وصبر «أيوب» وخصب أرض السواد والأزقة وعيون فتيات الأزقة البغدادية الكحيلة و«شناشيل» البصرة وجبال «كردستان» الخضراء التي تقترب من القبة السماوية فتلامس أصداء الغيب؛ فما عليك إلا رؤيته والاقتراب منه والاستماع لفنه الجميل، إنه قيصر الغناء العربي وسفير الأغنية العراقية كاظم الساهر، الذي أكد أنه لن يتوانى لحظة واحدة عن العودة إلى وطنه العراق إذا شعر أن ذلك يسير في خدمة أرضه وشعبه، وأنه يعيش «عراقاً مصغراً» في كل يوم وليلة من ليالي التغريبة العراقية التي لا تتضح لها نهاية.

قُبيل ارتقائه خشبة مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي يوم الجمعة الماضي، قال كاظم الساهر «إن العراق يسكن فيّ، وهو يرتحل معي بجميع تفاصيله، وحين أغني ترتسم أمامي صور الأمكنة التي أحنّ إليها من الشمال إلى الجنوب».

ورفض الساهر أن يكرّس فنه أو غناءه لما وصفها بالأغاني «الدموية» أو «الحماسية» التي يكون وقودها الوحيد هو الناس الأبرياء والبسطاء في كل زمان ومكان.

وأضاف: بالنسبة للأغاني الوطنية التي أقدمها فهي للناس البسطاء والأبرياء من أبناء شعبي، وقد أدنتُ الاحتلال منذ أول لحظة في العديد من التظاهرات الفنية، ولكن لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن أشجع قتل شعبي وتدمير بلدي بحجة الغناء للمقاومة.

وأعتقد أن الصورة مشوشة وغير واضحة حتى بالنسبة لأكبر السياسيين بما يخص الحالة العراقية، والأغاني التي أقدمها تظهر مظلومية الشعب العراقي وأحزانه والصبر الذي يطاول صبر أيوب، فحين تستمع إلى ما أديته في «بغداد لا تتألمي» أو رائعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الرعاة والنار» فإنك تلمس تلك الروح الرافضة للقتل والخراب، وهو الحال كذلك مع عشرات القصائد التي غنيتها للشاعر العراقي كريم العراقي وتبين للعالم حقيقة ما جرى على أرض العراق.

مواويل المتنبي

وحول آخر أعماله قال الساهر: لقد انشغلت في الفترة الأخيرة بالعمل الذي أعتبره الأهم في مسيرتي الفنية وهو «ملحمة جلجامش» التي أنجزتها وهي في انتظار اللمسات الأخيرة للتنفيذ على يد الفنان العراقي فتح الله أحمد، وأنا بصدد إطلاق ألبومي الجديد الذي أنجزته بطريقة «التخت الشرقي» بفرقة عربية شرقية كاملة ـ كما المطربين القدامى ـ وأضفتُ إليه مواويل اخترتها من قصائد «المتنبي» والشاعر «علي الإمارة» وداود الغنام وآخرون، ولم أضع اسماً لهذا الألبوم لغاية الآن، أما عن سبب تأخري في إطلاقه، فهو لتدقيقي له لأكثر من مرة، فجمهوري كما وصفه بعض النقاد هو «جمهور مثقف وصعب الإرضاء» ولكني آمل أن أتمكن من إطلاقه بعد رمضان المبارك بفترة.

وأشار الساهر إلى اعتياده على سماع النقد الموجه إلى أعماله كلما أصدر ألبوماً يقدمه بطريقة مغايرة، فقال: كلما طرح لي ألبوم جديد؛ وجهت له سهام النقد التي تكون في بعض الأحيان قاسية جداً، كما هو الحال مع ألبوم «أنا وليلى» وغيره، وبعد أن يلاقي الألبوم النجاح والقبول من الجمهور تعود تلك الأقلام الناقدة لتنصفه وتنعكس الصورة.

الجنادرية

وأكد النجم كاظم الساهر أنه يتمنى إحياء حفل في المملكة العربية السعودية في «الجنادرية» أو سواها من مهرجانات المملكة، إلا أن الحظ لم يحالفه بذلك، ولم توجه إليه الدعوة إلا مرة واحدة وكان منشغلاً حينها ومرتبطاً في مكان آخر، واقترح يومها اسم الفنان «سعدون جابر» أو «مهند محسن»، ولم توجه له الدعوة بعدها.

ومن جانب آخر أكد الساهر أنه «لم يعتزل نزار قباني» كما أشارت بعض الأقلام، وأن الحكاية وما فيها أنه طُلب إليه أن يشارك في جلسة غنائية مع فنانين آخرين لغناء قصائد نزار، إلا أنه أراد أن تكون هذه الجلسة مدروسة مسبقاً وتحمل علماً موسيقياً يوضح مكامن الجمال في قصائد نزار قباني، لا أن تكون جلسة ارتجالية.

ظهرت في السنوات الأخيرة حالة يمكن وصفها بالحالة أو «الكاريزما الساهرية» بظهور فنانين وكأنهم نسخ مقلدة عن الفنان كاظم الساهر في فنه أو أسلوبه أو أدائه على المسرح أو حتى طريقة كلامه. ويرى الساهر أن لا ضير في التأثر بفنان معين، على أن لا يكون تقمصاً بالكامل، حتى لا تضيع شخصية الفنان الحقيقية، وأن الأصوات التي ظهرت في العراق تشير إلى وجود كنوز لا تنضب من الأصوات الشابة، وأشار إلى رضا العبد الله ومهند محسن وماجد المهندس باعتبارهم من الأصوات الجميلة التي أثبتت حضورها في المشهد الفني العربي وعرفت كيف تدخل قلوب الجمهور العربي.

لمحات

الفنان الأديب

كتب الساهر 35 أغنية، وأنجز أيضاً مجموعة من الروايات والقصص القصيرة، لكنه يصر على بقائها حبيسة أدراج مكتبه، فهي - كما يقول - «نتاج شخصي ولا أنوي إصدارها».

المسافر

أدى الساهر دور البطولة في المسلسل العراقي المسافر منذ سنوات طويلة، بمشاركة: مقداد عبد الرضا، آسيا كمال، عز الدين طابو، وهو لا ينوي إعادة الكرّة في التمثيل، لأنه وكما يقول «وجد نفسه في الموسيقى والغناء».

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

المصدر