رسالة اعتراف بيوم الحب
-
على حينِ فرحةٍ ودون أي مُقدماتٍ ،
ووسط واقعٍ مريرٍ لا يعرفُ شيئاً سوى القسوةِ والتبلد ؛
واقعٌ يحاصرني ويمدُّ كل أصابعه وأرجلهِ كعنكبوتٍ ؛
ليخطفني وليخنقني وليجعلني جسداً ومعلَّقٌ بهِ روحٌ جريحة .
وسط كل هذا الزخم والاضطراب أجدُ جميعَ غمامات الأفقِ قد تلاشت ،
وتقهقرت للخلفِ معلنةً قدوم أشعةِ السعادةِ والمحبة الخالصة ،
والتي أتت لتخفف عنى وطأة الظروف وشدَّتها،
وتأخذ بأكف روحي إلى هناك ؛
حيثُ لا أين أينٌ ؟ ولا بين بينٌ ؟
حيث التوحُّد والانغماس لدرجة الذوبان والاقتناع الكامل والشامل
بأنَّ جميع مقادير الحياة وجميع شئونها تتراقصُ بكف يديك وحدك أنت سيدتي الجميلة.
-
كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة والتي من خلالها أردت أن أقول بأنَّكِ :
قد أخذتني بعيداً حيث صدر من أهوى ومن تحتهِ ذاك الرائع والذي ينبض بمشاكساتٍ
تجعلني من فوقهِ أضحك كثيراً وكأنَّني طفلٌ تمازحه أمُّهُ بأصابع روحها .
-
قالوا قديماً – وكنت أقرأ هذه العبارة وأنظر لها بتعجب ولا أثق كثيراً بها –
فإن شئت أن تحيا سعيداً فمُت بهِ شهيداً وإلاَّ فالغرامُ لهُ أهلُ
وأجدها الآن قد كشفت كلَّ أستارهِا وأخرجت لي لسان حالها
وتقولُ يا فتى الغرام قلنا قديماً وأنكرتنا ونراك الآن نفَّذت كلَّ ما أمرناك به
وأجدُ نفسي أبتسم وأحاولُ أن أُخفى بسمتي الخجولة .
وأقول لها بصوتِ يعلوه ثوب الغضب وتسكن بواطنه اللهفة والشوق ،
والحنين والحصار والتجمهر والتحزب للهوى أجدني أقولُ أنا كما أنا
وأنا اعلم أنى كاذب وتفضحني بسمتي الخجولة.
-
صعبٌ جداً علىَّ يا سيدتي الفاضلة أن أقرأ حروفك وأقف وحسب
فأنا لم أرى كلمات عادية بل كانت مجسمة واصفه وصفاً تفصيلياً دقيقاً
كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في علاقتنا المجيدة .
كلماتك يا رائعتي كانت بمثابة جردٍ لأعمال سنة ماضيه بحذافيرها
وكم شعرت بمدى تقصيري في كتابة أحداثها بنفسي.
فأنت رائعةٌ بكل الحروفِ وكل الصور وناعمةٌ كثوبِ الحرير وماءِ المطر
وكم أعجبني رقصك وعزفك المنفرد الطويل فوق السطور وتحتها
وكم شجعتني لمساتك الخفيفةُ الخفية ما بين السطور لأن أصرخها
بكل كياني آهـِ منك وألف آهـ فلقد أدخلتني لمدينة حب عتيقة عميقة
حيث الحب على فطرته وبنكهتهِ الطبيعية دون أي إضافات ولا تعقيد.
-
ماذا تراني أقول فأنا الآن في مأزقٍ وأحاول أن أجد لنفسي خَلاصاً
وكيف الخَلاصُ وأنت تنسابين حولي كرائحة الياسمين
وتملئين جيبي بحبَّات البندق والحنين وتخطفين ضلوعي وتسكنيها
وتملئيها بما يشاءُ الحبُّ من صور الإخلاص والفلقِ ومن كُتب الأولين
وتحاصرين شفاهي و تحاولى غزوها وهى تصرِّح لجميع وزارت الإعلام
بأنَّها بحاجة للتغيير على يديكِ
وبشغفٍ تنادى عجِّلي بالفتحِ وبالنصرِ المبين.
-
عجيبٌ هو أمري وأمْرُكِ
والأعجبُ هو ذاك الوليد الذي أنجبه الشوقُ وأنجبتهُ الأماني .
ما أعظمها لحظات الإتحاد وما أروعها تلك اللحظة ؛
التي أتركُ فيها جميعَ أغطية الحياة وأهرول نحوك كي ألتحف بكِ ولو لثواني.
ما أروعني حينما أُسجِّلُ اعترافاتي وشطحاتي وأمنياتي على تقاطيع جسدك
الأسطوري البديع وما أروعه ذاك العام الذي بدأت فيهِ عملي عندكِ
وكسَّرتُ كل الضوابطِ والوعود لأن أُنهى العمل في موعدهِ وتراجعت كثيراً عن وعدى
وظللت أنحتُ وأعمل عندك حتى نهاية هذا العام ولأجلٍ غير مُسمَّى .
-
عمُّوري
2009