خير النساء ...

بسم الله الرحمن الرحيم

اخوتي واخواتي هذه القصة التي شاء ربي ان ارويها لكم تحوي في معانها الكثير من العبر فيرجى قراءتها كاملة للاستفادة التامة

من احدى روايات الخير ,ذات يوم وفي احدى القرى كانت هناك امراة ارملة مؤمنة قد انعم الله عليها بالهدى والتقوى وقد كانت تصحو في كل صباح لتحضر القليل من الخبز لتحصل على نصيبها من الطعام ,حيث ان هذه الارملة لم ترزق باطفال خلال زواجها وقد كان مصدر قوتها الوحيد هو عملها في قطعة صغيرة من الارض انعم الله بها عليها ,وعندما ذهبت تلك المرأة لتحضر خبزها من الفرن شاهدت امرأة قد اشقاها الجوع ووقد كان لها ثلاثة أطفال وقد كانت ترجو صاحب الفرن القليل من الخبز لتطعم اطفالها وعيناها كانتا تقطران دمعا عسى الله ليخفف من فظاظة قلب ذلك الفران ,لكنه ابا اطعامها وذاك في متابعة تلك المراة المؤمنة الى ان جاءة امرأة اخرى وقد كانت تحمل في يدها
وعاء يكسو وجهه السمك اللذيذ الطازج وقد طلبت هذه المرأة من الفران ان يطهو لها تللك الاسماك في الفرن فقد كان في بيتها ضيوف وارادت اطعامهم وعندما باشر الفران بطهو السمك الطازج وقد بدأت الرائحة تصدر من الفرن والمرأة الفقيرة تقف في حسرة هي واطفالها ترجو القليل من ذاك السمك لاطعام اطفالها وبدأ اطفالها بالبكاء وقد انفطر قلب امهم فذهبت الى المرأة التي في حوذتها السمك وطلبت منها القليل من السمك فقط لتطعم اطفالها وذاك كله على مشاهدة من المرأة المؤمنة
فابت صاحبة السمك اطعامها ولم تحس بجوع هؤلاء الاطفال ,وعندما رأت المرأة المؤمنة مارأته من قلة ضمير الفران وانعدام
الخير وما رأته من صاحبة السمك من تكبر على المعروف وما يحمله قلبها من قسوة ,ابت المرأة المؤمنة السكوت على ذلك فقلبها الذي
اناره الله بنوره وصوت ضميرها الحي ابى السكوت على ذلك ,وذهبت الى المرأة صاحبة السمك ووسألتها في مقايضة وقالت لها :
ما رأيك ان تعطي ما لديكي من سمك لتلك المرأة الفقيرة وأطفالها وذلك مقابل ان اقدم لك منزلي بما فيه ؟
هنا اصابت الصدمة صاحبة السمك طبعا ولم تفكر حتى ووافقة دون تردد وطبعا تناول الاطفال وامهم السمك وقد غمر الله قلب تلك المرأة
المؤمنة بعطفه وزاد قلبها نورا ولكن عندما حل المساء قالت تلك المرأة المؤمنة لنفسها (يالله انا لما فعلت ذلك ...لقد اصبحت بلا مأوى اين سوف اذهب ...وقد ادمعت عينها ودعت الى ربها ان يجدلها مأوى فقالت :يا رب يا عظيم يا الله لقد وهبت بيتي لتلك المرأة مقابل عملن للخير فادعوك ربي لتجد لي خلاصا فقالت ربي اعطني خيرا منه وبينما كانت تسير رأت امرأة تقف في جانب منزلها فذهبت اليها وطلبت منها انا تأويها لليلة فقط وفي قليل من التردد وافقت تلك المرأة على ان تقطن لديها فقط لليلة واحدة واعطتها غرفة لتقطن فيها ,وقد خلدت الى النوم فذهب ليل وتلاه نهار فافاقت المراة وذهبت لتوقظ المرأة المؤمنة فوجدتها قد فارقت الحياة ,فذهلت المرأة وقالت لنفسها (يا الله ما هذه المصيبة ومن اين حلت علينا )فذهبت المرأة واخبرت اهل القرية عن المرأة التي توفيت لديها وطلبت الى النساء للتجمع للقيام بواجب غسل الميت فتقدم النساء لغسلها وعندما كشفو عن وجهها رؤها رجلا فذهلت صاحبة المنزل لما رأت فطلبت من رجال القرية التجمع ليقوم بغسل ذلك الميت وعندما تقدمو لغسلة فاذا كشفو عن وجهه وجدوه امراة وتناوب الرجال والنساء فكلما دخلت النساء وجدوها رجلا وكلما دخل الرجال وجدوها امرأة ,فقرر اهل القرية ان يدعو المرأة تبيت تلك الليلة في نفس المنزل وصاحبة المنزل في دهشة من امرها وقد اطالت السهر وبعد برهة من الزمن رأت اناسا يرتدون ابيضا في ابيض يدخلون دارها نورهم انار دارها بل انا ر القرية باكملها لقد اراد الله لتلك المراة ان تأتي الملائكة لتقوم بغسلها و بعد دقائق حملت الملائكة تلك المرأة الى السماء لتأخذ المرقد الذي اعاها الله اياه بدلا من دارها التي تبرعت به وصاحبة المنزل تصف ما راته تقول وطبعا بحكمة من الله ان رائحة المسك غمرت ارجاء القرية ولم تغادرها لعشرة ايام
وان الكفن قد صنع من الحرير التي قد حصلت منه على قطعة صغيرة حرير لا تحتويه الارض باكملها
اخوتي واخواتي لا تبخلو على غيركم وانفسكم بعمل الخير اعمل قليلا تجده عند الله كثيراكثيرا