جلســة .. مع سيــدة شبــاط الأولــى!

لم ترحم برودة ليالي شباط الباردة من تزاحموا في المقهى الثقافي الذين اصطفوا بالمئات لمتابعة سيدة الشعر الأولى في أحدث قصائدها ، البشر يتلاصقون على الطاولات المستديرة ، الأكف المرتعشة من الصقيع تعانق الأقداح الملتهبة عناق الغائب ، كل منًا يمنّي النفس بليلة على طريقته وحده ، لكأنها امرأة كتب لها أن تجد حضوراً في خيال ألف رجل دون أن يملك خيالها رجل واحد ، كم عاشت أيامها و لياليها وحيدة توالي توزيع البهجة و السعادة على كئوس الجميع ، قبل أن تعود الى مخدعها في اخر الليلة بكأس خال مما وزعته على الاخرين قبل قليل ، من المؤلم أن توزع ما ليس لك فيه حظ و لا نصيب ، الأكثر ألماً أن تعيش حياتك هكذا مشتتاً ما بين عوالم تريدك و تشتهيك ، و عالم تريده و تشتهيه وحدك!

أنا هنا وسط هذه الحشود ، و وسط هذا البرد ، كي أترجم هذه الطلاسم التي استحوذت على لغاتها و قصائدها ، البعض ينظرون الى القصائد كحزمة من الألفاظ التي ترصع النص الجرئ كما ترصع الأحجار الكريمة رقاب الجميلات ، يجدون سعادتهم في ألمها و معاناتها ، و يستمدون من أناتها الورقية أحاسيسهم بالانتصار الوهمي لسطوة الذكورة ، أسمع أحدهم بجواري يراهن على لون فستانها ، و اخر يراهن على لون حذائها ، و اخرون بجوارهم يراهنون على ألوان أخرى ، يا الهي .. أالى هذا الحد رخص الشعر و هانت مفرداته و تقزمت غاياته و مداركه؟ ، أالى هذا الحد فقدت الحروف رونقها و الكلمات زهوتها ، و لم يتبقى منهم جميعا الا هذه الألوان التي يراهنون عليها؟ أصابني الحزن مرة على حياتها ، و ألف مرة على قصائدها التي لم تعد تزن في سوق الشعر الا ألوان يراهن عليها الحضور الكريم!

مع ظهورها .. انتفض الجميع من على المقاعد ، جائت و في صحبتها الدفء و السعادة ، الأكف التي سقطت أمام البرد تؤدي مهامها في التصفيق بحماس يندر تواجده في قاعات الشعر هذه الايام ، رأيتها كما كانت بالجامعة قبل عشرون عاماً من اليوم ، كثيراً ما فاخرت الرفاق بزمالتها و صداقتها وقتما كانت طفلة تحبو في دنيا الأدب و الكلام ، لا أظنها تذكرني بعد كل هذه السنوات التي تركت أقدامها اثراً غير بسيط في هيئتي و مظهري ، فهيئة الرجال تتبدل كثيراً عندما ينتقلون من مراهقة الجينز الى أناقة و كلاسيكية الياقات البيضاء ، لها في نفسي محبة عاشق و اعجاب زميل و جنون مشجع كروي متعصب ، كم أشعر بالفخر لأنها مرت لثوان قليلة في ساعة العمر القصيرة ، كم أباهي نفسي ببضع من الذكريات البريئة التي تركتها معي قبل أن تحترف الرحيل الى القصائد و الرجال ، و حتى بعد أن خسرت في النهاية كل ما راهنت عليه ، و خذلتها القصائد و الرجال على السواء ، أبقى سعيداً و راضياً بأن تكون تلك المضيئة وسط الظلام مكسبي الوحيد من سوق النساء ، و البسمة الوحيدة التي مرت من هنا!

و فجأة تغافلني و تبدأ في الالقاء ، الصمت يفرض نفسه على الجميع ، قصيدة جديدة تولد هذه اللحظة من مستودع سحرها و رقتها ، هرولت الى قلمي و حافظة اوراقي بعد أن ثبتت مصباحي الطبي السميك على وجهي العريض جيداً ، عذراً .. فقد أعتدت عندما تتحدث أن يسكت العالم من حولي!

يسلمو ايديك اخ محمد
فعلا تبلورت الكلمات المزخرفة بالتميز لتشكل حكاية قصيرة رائعة
الف شكر لك لمشاركتنا بتنزبل موضوع من كتاباتك
لنى الفخر بان نكون من قرّاء ما تكتب
واتمنى الا تحرمنى من هذا التمتع بفخر القراءة

كل الشكر

قصتك جميلة في السرد و المعاني و التصوير

لدرجة احسست اني ازاحمكم المقاعد و اعاني قسوة برد شباط

برغم الضجر و الملل الذي بت اعانيه هذه الأيام

من القراءة و الكتب التي تزاحمني في كل ركن من اركان البيت.

الا اني لم اتردد لحظة واحدة في مصافحة قصتك القصيرة

التي اعترف باني ارتشفتها مرات متعددة دون ملل او كلل

بل بمتعة و فرح كبيرين

محمد صلاح

بت مقتنعة كل الاقتناع ان الآتي أجملـ

سأكون في الانتظار ،،،

مرحبا بالغالي على قلوبنا جميعا

محمد صلاح

دائما وبعد انقطاعك الأدبي عن بيتنا المتواضع

تعود إلينا حاملا معك أرق الكلمات وأجمل العبارات

و تمتعنا بتميزك الذي لا مثيل له

وتتحفنا بقصصك ورواياتك الفائقة الروعة

موضوعك يصعب وصفه أو تقييمه بكلماتي البسيطة

كل ما استطيع قوله

سلمت يداك وقلمك المبدع

ولا تحرمنا من ابداعك الراقي

وألف شكر لك على هذه الجلسة المدهشة

اعشق النص الذي يجبرني على قرائته مرارا وفي كل مرة يهبني متعة مختلفة

ما أروع أن تكون سيدة شباط الأولى.... شاعرة،

وفي الآن نفسه ملهمة شاعر

إنها كالشمس تضيء نهارا، وتجعل القمر

مضيئا ليلا، بل واكثر روعة منها في ليالي الصيف المقمرة

الرائع..... محمد صلاح

لا اعرف متى ساتوقف عن الدهشة ؟

مضيئة كلماتك في ليالينا المظلمة.

ظل بالقرب دائما...نحتاجك

flower

ام دلال
....

مرحبا بك يا غالي

الحقيقة في بعض الأحيان لم اعرف ماذا أكتب عن بعض الأمور. و الآن ما أعرف كيف أعبر عن مشاعري بعد ان أقراء هذه الكلمات.. القصة كثير كثير رائعة و حين اقراء الكلمات, أحس ان كاتب عظيم وراء هذا الابداع.. كل جزء من كلامك بمنتهى الجمال . أتمنى الا تحرمنا من تواجدك الادبي في هذا البيت الساهري..

مع حبي و احترامي
عصام