فشل الراوي -الحب المستحيل

موضوع: فشل الراوي -الحب المستحيل 18/10/2008, 00:43

مرحبا بالاحباب

ساشارك معكم هنا بقصة قصيرة كانت اولى خطواتي بالكتابة وساستحضرها معكم

الحب المستحيل-فشل الراوي

في تلك الليلة البدرية الجميلة جلس الفتى فوق فراشه يتأمل النجوم واستدارة القمر ويسامر وحدته كما اعتاد أن يفعل منذ أن أرغمته الظروف أن يغادر قريته الصغيرة بكل ما تحتويه من أهل وأصدقاء وأحباب وكذا الذكريات العالقة التي لا تكاد تفارق مخيلته التواقة للعودة لأحضانٍ حتما ستقيه من مقارعة هذه الوحدة القاتلة.فجاءة أحس الفتى بنور في الجانب الأخر من فراشه يضاهي ضوء البدر المنبعث من النافدة ودون تفكير التفت ولهول ما رأى خرست كلماته وتجمدت أوصاله وارتعش جسده فبجانبه كانت تجلس امرأة وليست أي امرأة، إنها ست النساء بجمالها الاخاد وبريق عينيها الذي يحمل مزيجا غريبا من الثقة والذكاء والحياء من الحب والكبرياء.لم يستسلم الفتى لذهوله طويلا فسرعان ما تمالك نفسه وبكل هدوء كلمها فردت وبعدها اختلطت الكلمات إلى أن أصبحت حديثا ذو شجون لا ينضب كأنهما يعرفان بعضهما لعصور خلت فتجانست الأفكار وماتت الأسرار فكانت فرصة افرغ فيها كل ما في صدره من شجن الحياة القاسية والغربة التي لا ترحم مما جعل عينيها تدمع وراحتها تحط فوق رأسه كأنها تحاول أن تخفف من آلامه.أما هو المسكين الذي وجد أخيرا من يسمع سمره ويحن لحزنه الدفين فقد أغلق عينيه كي يستشعر قوة اللحظة و...وفتحهما على أيادي ساخنة تغازله وتوقظه من حلمه الجميل إنها أشعة الشمس.

قفز فتانا من على فراشه كليث جريح بحث في كل ركن من بيته البسيط عن دمعة تائهة هنا عن خصلة شعر طويلة هناك عن رائحة عطر في الهواء قبل أن يسقط ماسكا يده بين راحتيه كيف يمكن أن يكون حلما؟ كيف يمكن أن يكون سرابا؟ ....لماذا أغمض عينيه؟؟؟ كلها أسئلة استرسلت في عقله وانسابت في هدوء على خذيه.وفجاءة انتفض ورايته يتوجه إلى دولابه العجوز يحمل حقيبة رياضية خفيفة ممتلئة بعض الشئ قبل أن يخرج بعينين شبه شاردتين مما أثار فضولي فتبعته.

كان يمشي في شوق تام خارطته ودليله قلبه وحنينه المتأجج وكانت خارطتي فضولي كنت كظله،قطع الأنهار فسبحت صعد الجبال فتسلقت صاد الطرائد فأكلت سهر الليالي فغفوة .مرت الأيام ونحن على هذا الحال دون أن ينال التعب من صمود الفتى و قوة عزيمته بل كلما طالت المسافات كلما أحس بقرب اللقاء أكثر فأكثر فمشى أكثر وتعبت أكثر.إلى أن جاء ذلك اليوم حين استيقظت على صوته وهو يصيح بكلام لم أتوضحه جيدا مما استدعى اقترابي إلى أن أصبحت في مرمى الكلام ،وما سمعته كان رسالة واضحة لكل محب عاشق ومواجهة نوعا ما لي ولفضولي .فقد كان يصيح بصوت مغرد صارخ هذه العبارات:

احبك جدا وجدا وجدا

وارفض من نارك أن استقيلا

وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا

وما همني إن خرجت من الحب حيا

وما همني إن خرجت قتيلا

نعم هكذا كان يقول وكان هذا كافيا لتجميد خطواتي فقد علمت حينها أنني اتبع شخصا لم يعد لديه ما يخسره وان رحلته يختلط فيها الشك باليقين وان نهايتها قد تكون أو تضيع في أمر قصائد الرثاء.كل هذا جال في خاطري وأنا ارقب فتانا يبتعد ويبتعد يظهر فيختفي ثم يختفي تاركا وراءه قصة غامضة ونهاية مفتوحة وتاركا أيضا فشل الراوي أمام الحب المستحيل.

مع تحياتي
محمد من المغرب

قصة مذهلة ..
ما هي بس قصة حسن .. رغم ان الحسن فيها بحد ذاته مشكلة
مذهلة كل شي فيها طبيعي ....... روعتها وحلاة اللي كاتبها
قصة مذهلة ..

جميل جدا ان نرجع معا الى بداياتك في الكتابة عزيزي محمد
وجميل جدا ان تعود الينا بهذه القصة القصيرة الحلوة
والاجمل هو كلماتك واسلوبك في الكتابة .. ولمسات الحزن التي اعتدنا ان نتأثر بها
كقراء من خلال كتاباتك التي لا تخلو أبدا من الأمل

شكرا محمد على القصة
كلك زوق .. ربي يوفقك ويحميك

مساء الابداع
احيانا..نتعلق بخيوط ننسجها من احلامنا
فننسى أنها أحْلامٌ ونسكنها ونعيشُها
وفجأة نصحو على فاجعة باسم *واقع*

هكـــذا أتصور بداية قصتك محمد
أبدعت في التصور و السرد و التصوير
جعلتنا نلتهم النص التهاما حتى اخر حرف

لا تحرمنا هذا الجمـــال سيدي
سأكون دائما في الانتظار

أسماء

شكرأ لك
مصطفى الدباغ

مرحبا محمد
اشكرك لعودتك الينا بهذه المشاركة الجميلة و لهذا الابداع الجميل. يسعدنا جدا ان نقراء هذه القصة و بكل تاكيد ننتظر المزيد من الابداع.

مع حبي و احترامي
عصام

جميلةٌ هي القصة..

والأجملُ منها كاتبها..

تحياتي لك استاذي العزيز...

» الحب المستحيل
» الحب المستحيل
» تصميم ....( الحب المستحيل )
» الحب المستحيل باللغة الفرنسية
» كلماااات البوم الحب المستحيل