محكــمة الرســم بالكلمــات جـ1 ..!

أهــلاً بكــم ..

أكثر ما يقلق أي فنان لدى اعداده أي عمل جديد من وجهة نظري هو الاختيار ، و تتضاعف هذه المشكلة مع مؤسسة فنية مثل القيصر ، و ذلك لأن مساحات الأختيار و محدداته تكون أكثر من تلك المتاحة لغيره من المطربين ، فالساهر يفاضل هنا بين مسارات و مدارس فنية و طربية و ليس بين قصائد مجهزة على وجه التحديد ، فالاختيار يبدأ مع مدرسة القصيدة بجناحيها الكلاسيكي و المجدد ، و ينتقل بالرجل الى مرحلة الفن الشعبي العراقي الأصيل ، و لا ينتهي عادة لدى قصائد "اللهجة البيضاء" التي تناسب الجميع داخل أرجاء الوطن العربي!

و لعل أبرز ايجابيات الألبوم الجديد "الرسم بالكلمات" هي أن اختيار الساهر في كل هذه المدارس هذه المرة جاء موفقاً للغاية ، بحيث اختار الرجل الأفضل في كل هذه الأفرع كلمة و لحناً و توزيعاً و أداءاً ، و هو الأمر الذي جعلنا لا نشعر بتراجع عدد الأعمال المنتقاة من 13 في ألبوم صور الى 9 أعمال فقط في الألبوم الجديد ، و في هذه المساهمة يهمني تسليط الأضواء على الأعمال و المشاركين فيها أكثر من الاهتمام بالعمل ذاته ، و هو الأمر الذي سنجد له مساحة مناسبة في الفترة المقبلة باذن الله!

في مجال الكلمة .. يبرز كالعادة الشاعر السوري "المرعب" نزار قباني ، تمر بعد أيام قليلة أحد عشر عاماً على غروب شمس هذا المبدع ، و مع مرور هذه الفترة الزمنية تأبى أرحام النساء على الجود بشاعر بنصف قامة هذا المبدع ، و تأبى اللغة على انتاج أعمال بنصف قيمة أعماله و قصائده ، و مع اختيار الساهر لقصيدة "الرسم بالكلمات" هرعت الى العمل الأصلي الذي أبدعه نزار في صيف عام 1966 ، و كان سبباً في موجة غضب و انتقاد عارمة نالها القباني أثناء هذه الفترة ، و هو العمل الذي بدأت معه دعاوي البعض بتكفير الشاعر السوري ...!

كان اقتراب الساهر من هذه المساحة مغامرة ساهرية جديدة في بلاد الشعر القباني الوارفة الظلال ، برز أمامي وقت القراءة تحديين لمن يريد أن يتعامل مع هذا العمل غنائياً ، الأول يختص بمساحة الحرية و الجرأة و الجنس التي غمر بهم نزار جسد القصيدة ، و الثاني هو تلحين هذه الأبيات ، و اختراع القالب الموسيقي المناسب لاحتواء كل هذا الكلام في قصيدة مغناة!

أما التحدي الأول ، فلا أجد أفضل من النظر الى البيت الأصلي "جربت ألف عبادة و عبادة .. ما وجدت أفضل من عبادة ذاتي" ، ثم النظر الى البيت الساهري الجديد ، و الذي تحول الى "جربت ألف محبة و محبة .. ما وجدت أفضل من محبة ذاتي" ، و هو التغيير الذي لم يخل بالمعنى ، باعتبار العبادة مرحلة متقدمة جداً من مراحل المحبة ، و لا بالوزن الذي استقام كما يستقيم الظل مع العود المستفيم ، و من ثم الجزم بنجاح هذا الجزء بامتياز ، فالقوالب الموسيقية المناسبة التي أجاد فيها الساهر أداءاً و لحناً ، كما أجاد فيها د. فتح الله أحمد توزيعاً ، و هو عمل يستحق وقفة حقيقية لما به من ابداعات على كافة الأنحاء ، "الرسم بالكلمات" هو العمل الساهري الوحيد منذ فترة الذي رشحه البعض لزلزلة عرش "ليلى" أشهر و أبرز القصائد الساهرية .. و هو يستحق ذلك بلا جدال!

في مجال القصيدة المجددة ، أعتبر بطل هذه الناحية الموزع المصري المتألق هشام نياز ، قبل هشام نياز كان الحديث عن التجديد في القصيدة الساهرية صعباً ، لكن الدبلوماسي الذي ضل طريقه الى المؤسسة الساهرية فرض نفسه منذ الوهلة الأولى في "حافية القدمين" فارساً مجدداً للحن و الاحساس الساهري ، أبدع الرجل في توظيف أدواته بصبغة عصرية للغاية ، فما فعله هشام نياز مع "حبيبتي" عملاً يستحق التحية و الاحترام معاً!

و لا يفوتنا هنا أن ننسى أحدث ابداعات الشاعر كريم العراقي "المحكمة" ، و الذي أضمه الى مدرسة القصائد الكلاسيكية ، و التي واصل فيها كريم هوايته في المزج بين الشعر و الدراما ، و لكن كريم لم يتخلص بعد من مشكلة الكلمة "الشاذة" ، كلمة واحدة فقط في القصيدة تفصل بينه و بين درجة الاجادة الكاملة ، تلك الكلمة التي كانت "زعلانة مني" في قصة حبيبين ، أعادها كريم الى المحكمة في "الشلة الأولى" ، الغريب هنا أن كريم العراقي لدى القائه لقصة حبيبين في أكثر من مناسبة يستخدم لفظ "مستاءة" و لا يستخدم "زعلانة" ، و هنا علامة استفهام تستحق البحث و التقصي!

في المدرسة العراقية لجأ القيصر الى كريم العراقي ثلاثة مرات في "وين الباب" و "مو طبيعي" و "اسكت" ، الأولى جائت بشكل خفيف و شعبي ينتمي الى فصيل من الأغاني التي أجادها كريم و الساهر في تسعينيات القرن الماضي ، و الثانية جائت "أوبراليه" بشكل جيد في التنفيذ ، غير أن الاختيار الأوبرالي للتوزيع هنا أخذ من العمل و لم يضف اليه أي شئ ، و كان الأفضل أن تخرج الأغنية بشكل عادي ، لأن الكلمات و اللحن لا يحتملا أوبرالية التوزيع الذي جاء مبالغاً فيه بعض الشئ!

أما مع "اسكت" فقد استعاد كاظم القمة الفنية الشعبية العراقية مع هذا العمل ، الذي جاء توزيع عمرو عبدالعزيز فيه رائعاً ، القاء الساهر في مقدمة العمل جاء عبقرياً و مناسباً لجو العمل ، و فيه يبرز أيضاً توزيع عمرو عبدالعزيز للعمل بشكل "تجاري" يناسب روح العصر و الجديد ، و لا عيب في اللجوء الى التوزيعات التجارية طالما خرجت على المستوى و لم تضر بالعمل ، و هو ما أنجزه عمرو عبدالعزيز بامتياز في "اسكت" و "نمت و حلمت"!

في المدرسة العراقية أيضاً سمعنا "600 بوسة" لكاظم السعدي ، أشعر أن هناك الأفضل لدى السعدي ، و لولا توزيع المطرب و الموزع العراقي حسام كامل مع احساس و صوت القيصر ، لما شعرنا بها وسط الأعمال القوية التي عجّ بها الألبوم ، و بشكل عام .. أرى أن الأعمال الشعبية جائت أقل من الأعمال الأخرى بالألبوم ، و لكنها أيضاً أفضل ممن سبقها في البوم "صور"!

مع اللهجة البيضاء انتقلنا الى تجربة فلسفية مكتملة الأركان في "الجريدة" ، و هو ينتمي للأعمال الراقية التي أنجزها الثنائي "بدر بن عبدالمحسن و محمد شفيق" للقيصر مثل "ناي" و "صور ، و هي أقرب الى "صور" في فكرتها و طريقة كتابتها ، قد يبدو العمل غير مستساغاً لدى البعض من وجهة نظري لأنه من ألحان غير ساهرية ، و للغموض الذي اكتنف النص و جعله أشبه بنص أوروبي صدر الى السوق العربي بلا ترجمة ، و الحقيقة أن الكثيرين من الساهريين ينتظرون ترجمة أو تفسيراً لهذا العمل من ناحية الفكرة فقط!

و ختاماً مع نشوى جرار و رائعة "نمت و حلمت" أو "الحلم" ، و هي تجربة أدبية رائعة تستحق عليها الكاتبة كل التقدير و التحية ، غير أن التنفيذ و نطق الساهر للكلمات جاء غير مستساغا ً لي -كنطق- بعد سماعها أكثر من مرة ، و ملاحظاتي عليها تتلخص فقط في أن العمل لو استخدمت فيه "اللهجة المصرية" بشكل صريح لحقق نجاحات غير تقليدية و غير عادية ، فات علي الساهر أثناء الاعداد لهذا "الحلم" الرائع أن يحقق "الحلم المصري" في عمل ساهري عصري يناسب كثيرين من الشباب المصري في سن المراهقة ، لكن الأمل مازال معقوداً على نشوى جرار في انجاز نص مصري كامل ...!

عذراً للاطــالة .. نلتقي في حلقة جديدة من محكمة الرسم بالكلمات ...!

شكراً لقلمك و مقالك ..
راح اقراء مقالتك بعدين لانو هلا مستعجلة و لازم اخرج
و لكن لي عودة لمتابعة المقال
مبداية شكراً لمجهودك في الكتابة و واضح جداً بان ماخذ منك وقت طويل
الف تحية إلك

ما شاء الله عليك اخي محمد

لحقت تفصل الالبوم بهذه السرعة؟؟؟
عيني عليك باردة

قمت بقرائة الموضوع بشكل عام ...ولكني ساعود للرد التفصيلي بعد التدقيق
ومش حرحمك من التعليق والملاحظات والتساؤلات Evil or Very Mad

باي نقطة...خد بالك oui

واشكرك لجهدك الكبير بالموضوع

تقديري

مرحبا محمد

الحقيقة الان الوقت كثير متأخر و لازم أنام!! بس أكيد أشكرك لهذا الموضوع و ان شاءالله سأقراء كل كلمة كتبتها و سأرد عليك يوم غد.

تم التثبيت

العزيز ابوساهر

تحليل دقيق وصريح عن البوم "الرسم بالكلمات" في غضون 5 ايام
احييك على ذلك بس يمكن في حاجات راح تكتشفها مستقبلا وتجعلك تغير من رأيك في بعض ما كتبت وحللت

اقتباس :

لا نشعر بتراجع عدد الأعمال المنتقاة من 13 في ألبوم صور الى 9 أعمال فقط في الألبوم الجديد

فعلا لونرجع للماضي ونشوف كيف البومات الساهر كانت لاتتجاوز ال 8 او 10 اغاني بالكثير وكانت من افضل الالبومات
على الاطلاق مثلا "انا وليلي" فانتقاء الاعمال سمة بارزة في الالبوم الا اللهم 600 بوسة وكان من الممكن اختيار افضل منها كما اشرت

اقتباس :

اختيار الساهر لقصيدة "الرسم بالكلمات" هرعت الى العمل الأصلي الذي أبدعه نزار في صيف عام 1966 ، و كان سبباً في موجة غضب و انتقاد عارمة نالها القباني أثناء هذه الفترة ، و هو العمل الذي بدأت معه دعاوي البعض بتكفير الشاعر السوري ...!

شكرا لهذه المعلومة القيمة ابوساهر وهو اختيار موفق ولكن لااظن ان هذه القصيدة ستزلزل انا وليلى كما ذكرت
مع انه اعجبني التوزيع الموسيقي لابعد الحدود ودكتورفتح الله ابدع ايما ابداع والحان القييصر رائعة وتعتبر هذه الاغنية من احدى روائع ملاحم القيصر ولكن ل انا وليلى معزة خاصة في قلوب الساهريين صعب ان تهتز

اقتباس :

و لكن كريم لم يتخلص بعد من مشكلة الكلمة "الشاذة" ، كلمة واحدة فقط في القصيدة تفصل بينه و بين درجة الاجادة الكاملة ، تلك الكلمة التي كانت "زعلانة مني" في قصة حبيبين ، أعادها كريم الى المحكمة في "الشلة الأولى"

هذا مايستفزني في كريم العراقي... ولكأن القصيدة لن تكتمل الابالكملة الشاذة او العامية
نسيت ان تذكر في "المستبدة" كلمة "المخدة" يمكن انت ماحسيت بانها شاذة بس انا تعملي ازمة والان "الشلة الاولى"
كانه شلة محششين هههه اسف

شكرا حبيبي ابوساهر على الموضوع والحديث يطول ولي عودة ان شاءالله, واكتفي بهذا القدر الان

تحياتي
سعد مرزا

[quote="محمد صلاح"]

أهــلاً بكــم ..

أكثر ما يقلق أي فنان لدى اعداده أي عمل جديد من وجهة نظري هو الاختيار ، و تتضاعف هذه المشكلة مع مؤسسة فنية مثل القيصر ، و ذلك لأن مساحات الأختيار و محدداته تكون أكثر من تلك المتاحة لغيره من المطربين ، فالساهر يفاضل هنا بين مسارات و مدارس فنية و طربية و ليس بين قصائد مجهزة على وجه التحديد ، فالاختيار يبدأ مع مدرسة القصيدة بجناحيها الكلاسيكي و المجدد ، و ينتقل بالرجل الى مرحلة الفن الشعبي العراقي الأصيل ، و لا ينتهي عادة لدى قصائد "اللهجة البيضاء" التي تناسب الجميع داخل أرجاء الوطن العربي!

[size=18][center]معاك حق يا محمد. كاظم فعلاً نجح في اختيار بين كل المدارس و تألق كثير. الاختيار بين القصائد و الالوان الغنائية المختلفة ليش سهلاً و فقط موسيقار كبير مثل الساهر يستطيع ان يكون ناجحاً.

و لعل أبرز ايجابيات الألبوم الجديد "الرسم بالكلمات" هي أن اختيار الساهر في كل هذه المدارس هذه المرة جاء موفقاً للغاية ، بحيث اختار الرجل الأفضل في كل هذه الأفرع كلمة و لحناً و توزيعاً و أداءاً ، و هو الأمر الذي جعلنا لا نشعر بتراجع عدد الأعمال المنتقاة من 13 في ألبوم صور الى 9 أعمال فقط في الألبوم الجديد ، و في هذه المساهمة يهمني تسليط الأضواء على الأعمال و المشاركين فيها أكثر من الاهتمام بالعمل ذاته ، و هو الأمر الذي سنجد له مساحة مناسبة في الفترة المقبلة باذن الله!

أنا شخصياً أفضل البوم ساهري باغنيات اقل من 10 و أتمنى القيصر في السنين القادمة, لاينزل البومات باكثر من 10 أغاني. فمن الطبيعي ان مستوى البوم ب9 أغاني يكون أعلى من البوم ب 13 أغاني... كاظم لازم يتخذ وقته و يشتغل على الاغاني مثل ما يحب حتى يطلع الالبوم بمستوى الرسم بالكلمات. أرجو من كاظم ان يستمر بالبومات ب 8 او 9 أغاني فقط.

في مجال الكلمة .. يبرز كالعادة الشاعر السوري "المرعب" نزار قباني ، تمر بعد أيام قليلة أحد عشر عاماً على غروب شمس هذا المبدع ، و مع مرور هذه الفترة الزمنية تأبى أرحام النساء على الجود بشاعر بنصف قامة هذا المبدع ، و تأبى اللغة على انتاج أعمال بنصف قيمة أعماله و قصائده ، و مع اختيار الساهر لقصيدة "الرسم بالكلمات" هرعت الى العمل الأصلي الذي أبدعه نزار في صيف عام 1966 ، و كان سبباً في موجة غضب و انتقاد عارمة نالها القباني أثناء هذه الفترة ، و هو العمل الذي بدأت معه دعاوي البعض بتكفير الشاعر السوري ...!

ألف شكر لك للمعلومة. هذه القصيدة كثير رائعة و الاستاذ نزار يعبر عن معاني رائعة و عميقة جداً. الكلمات اللي استخدمهن نزار قباني كانت جريئة جداً و القيصر قام بتعديل بعض المقاطع لتصلح للغناء. أنا برائي هذه القصيدة من اجمل ما غناه الموسيقار من كلمات نزار قباني.

كان اقتراب الساهر من هذه المساحة مغامرة ساهرية جديدة في بلاد الشعر القباني الوارفة الظلال ، برز أمامي وقت القراءة تحديين لمن يريد أن يتعامل مع هذا العمل غنائياً ، الأول يختص بمساحة الحرية و الجرأة و الجنس التي غمر بهم نزار جسد القصيدة ، و الثاني هو تلحين هذه الأبيات ، و اختراع القالب الموسيقي المناسب لاحتواء كل هذا الكلام في قصيدة مغناة!

أما التحدي الأول ، فلا أجد أفضل من النظر الى البيت الأصلي "جربت ألف عبادة و عبادة .. ما وجدت أفضل من عبادة ذاتي" ، ثم النظر الى البيت الساهري الجديد ، و الذي تحول الى "جربت ألف محبة و محبة .. ما وجدت أفضل من محبة ذاتي" ، و هو التغيير الذي لم يخل بالمعنى ، باعتبار العبادة مرحلة متقدمة جداً من مراحل المحبة ، و لا بالوزن الذي استقام كما يستقيم الظل مع العود المستفيم ، و من ثم الجزم بنجاح هذا الجزء بامتياز ، فالقوالب الموسيقية المناسبة التي أجاد فيها الساهر أداءاً و لحناً ، كما أجاد فيها د. فتح الله أحمد توزيعاً ، و هو عمل يستحق وقفة حقيقية لما به من ابداعات على كافة الأنحاء ، "الرسم بالكلمات" هو العمل الساهري الوحيد منذ فترة الذي رشحه البعض لزلزلة عرش "ليلى" أشهر و أبرز القصائد الساهرية .. و هو يستحق ذلك بلا جدال!

اتفق معاك. أنا أعتقد كاظم تألق كثير في تغيير بعض المقاطع و منهن المقطع اللي ذكرته. و بخصوص الاغنية, أنا اراها من أجمل أعمال القيصر و يمكن تكون بمستوى أنا و ليلى و الحب المستحيل. لازم نستمع اليها أكثر و نشوفها بالحفلات و بمرور الوقت نقدر نتكلم أكثر عنها. بالتاكيد هي من أجمل الحان القيصر.

في مجال القصيدة المجددة ، أعتبر بطل هذه الناحية الموزع المصري المتألق هشام نياز ، قبل هشام نياز كان الحديث عن التجديد في القصيدة الساهرية صعباً ، لكن الدبلوماسي الذي ضل طريقه الى المؤسسة الساهرية فرض نفسه منذ الوهلة الأولى في "حافية القدمين" فارساً مجدداً للحن و الاحساس الساهري ، أبدع الرجل في توظيف أدواته بصبغة عصرية للغاية ، فما فعله هشام نياز مع "حبيبتي" عملاً يستحق التحية و الاحترام معاً!

صحيح تماماً.. توزيع اغنية حبيبتي كان أكثر من رائع و سجل نجاحاً كبيراُ له. الحمدلله التوزيع له دور كبير في نجاح هذه الأغنية.

لي عودة للتعليق على باقي المقال.

من المستحيل أن يهتز عرش أنا و ليلى

محبي هذه الأغنية كثر

أي أن هذه الأغنية مفضلة للجميع من محبي كـــــــــــاظم و غيرهم

و لا أعتقد أن الرسم بالكلمات أحلى من الحـــــــــــب المستحيل

محمد صلاح كتب:: أهــلاً بكــم ..

أكثر ما يقلق أي فنان لدى اعداده أي عمل جديد من وجهة نظري هو الاختيار ، و تتضاعف هذه المشكلة مع مؤسسة فنية مثل القيصر ، و ذلك لأن مساحات الأختيار و محدداته تكون أكثر من تلك المتاحة لغيره من المطربين ، فالساهر يفاضل هنا بين مسارات و مدارس فنية و طربية و ليس بين قصائد مجهزة على وجه التحديد ، فالاختيار يبدأ مع مدرسة القصيدة بجناحيها الكلاسيكي و المجدد ، و ينتقل بالرجل الى مرحلة الفن الشعبي العراقي الأصيل ، و لا ينتهي عادة لدى قصائد "اللهجة البيضاء" التي تناسب الجميع داخل أرجاء الوطن العربي!

هنا معك حق اخي محمد ..تنوع الاختيارات كثيرة بحيث يجمع الالبوم من كل شتات نصيب سواء لذوي الذوق الكلاسيكي الهاديء او الشعبي وحتى الاغاني التي تامر الاذن بدلال لتسمعها ..كان التنويع جميل ليناسب الكل

و لعل أبرز ايجابيات الألبوم الجديد "الرسم بالكلمات" هي أن اختيار الساهر في كل هذه المدارس هذه المرة جاء موفقاً للغاية ، بحيث اختار الرجل الأفضل في كل هذه الأفرع كلمة و لحناً و توزيعاً و أداءاً ، و هو الأمر الذي جعلنا لا نشعر بتراجع عدد الأعمال المنتقاة من 13 في ألبوم صور الى 9 أعمال فقط في الألبوم الجديد ، و في هذه المساهمة يهمني تسليط الأضواء على الأعمال و المشاركين فيها أكثر من الاهتمام بالعمل ذاته ، و هو الأمر الذي سنجد له مساحة مناسبة في الفترة المقبلة باذن الله!

بلنسبة للعدد كما قلت فعلا لم نشعر بنقص فهنالك الاغاني التي عملت بواجب التغطية (المحكمة )(الرسم بالكلمات) ولكن بوجهة نظري الخاص بان هنالك بعض التقصير في اللحن ببعض مقاطع الاغاني والتي كونت صورة نشاز للاذن ولتفسير العقل الموسيقي اذا فسرت لحنيا بشكل مقطعي وليس عام اما التوزيع والاداء ليس لي اي تعليق عليهم حتى الان

في مجال الكلمة .. يبرز كالعادة الشاعر السوري "المرعب" نزار قباني ، تمر بعد أيام قليلة أحد عشر عاماً على غروب شمس هذا المبدع ، و مع مرور هذه الفترة الزمنية تأبى أرحام النساء على الجود بشاعر بنصف قامة هذا المبدع ، و تأبى اللغة على انتاج أعمال بنصف قيمة أعماله و قصائده ، و مع اختيار الساهر لقصيدة "الرسم بالكلمات" هرعت الى العمل الأصلي الذي أبدعه نزار في صيف عام 1966 ، و كان سبباً في موجة غضب و انتقاد عارمة نالها القباني أثناء هذه الفترة ، و هو العمل الذي بدأت معه دعاوي البعض بتكفير الشاعر السوري ...!

تعليقي على هذه الفقرة ..ان الشاعر نزار قباني لم نجد رقي الاحساس العشقي الذي يغني كما في قصائده رحمه الله ولو ببعض التعديلات لتناسب الاخلاق

كان اقتراب الساهر من هذه المساحة مغامرة ساهرية جديدة في بلاد الشعر القباني الوارفة الظلال ، برز أمامي وقت القراءة تحديين لمن يريد أن يتعامل مع هذا العمل غنائياً ، الأول يختص بمساحة الحرية و الجرأة و الجنس التي غمر بهم نزار جسد القصيدة ، و الثاني هو تلحين هذه الأبيات ، و اختراع القالب الموسيقي المناسب لاحتواء كل هذا الكلام في قصيدة مغناة!

أما التحدي الأول ، فلا أجد أفضل من النظر الى البيت الأصلي "جربت ألف عبادة و عبادة .. ما وجدت أفضل من عبادة ذاتي" ، ثم النظر الى البيت الساهري الجديد ، و الذي تحول الى "جربت ألف محبة و محبة .. ما وجدت أفضل من محبة ذاتي" ، و هو التغيير الذي لم يخل بالمعنى ، باعتبار العبادة مرحلة متقدمة جداً من مراحل المحبة ، و لا بالوزن الذي استقام كما يستقيم الظل مع العود المستفيم ، و من ثم الجزم بنجاح هذا الجزء بامتياز ، فالقوالب الموسيقية المناسبة التي أجاد فيها الساهر أداءاً و لحناً ، كما أجاد فيها د. فتح الله أحمد توزيعاً ، و هو عمل يستحق وقفة حقيقية لما به من ابداعات على كافة الأنحاء ، "الرسم بالكلمات" هو العمل الساهري الوحيد منذ فترة الذي رشحه البعض لزلزلة عرش "ليلى" أشهر و أبرز القصائد الساهرية .. و هو يستحق ذلك بلا جدال!

وهنا ساضم الفقرتين سويا لاقول فعلا ليس مثل القيصر ممن عرف تقديم قصائد نزار بقالبهم الذهبي والذي بلوره بللحن والاداء التام وابحر فيهم كقرصان منتصر وجاني للغنائم الفنية وهذا يؤكد عبقريته ورقيه بالفن واستخدام الكلمات بل الرسم بها مما يجعل كل مشتاق لسماع طرب كلاسيكي التفتيش عن اغانيه وعدم المقدرة للبعد عنها ...ولكن لم ارى اي اهتزاز (لاغنية انا وليلى)التي تعتبر الاسطورة النادرة وبنفس الوقت لا انكر رجوعنا الى عصر سطوع القيصر من جديد بسماعنا اغنية (الرسم بالكلمات)

في مجال القصيدة المجددة ، أعتبر بطل هذه الناحية الموزع المصري المتألق هشام نياز ، قبل هشام نياز كان الحديث عن التجديد في القصيدة الساهرية صعباً ، لكن الدبلوماسي الذي ضل طريقه الى المؤسسة الساهرية فرض نفسه منذ الوهلة الأولى في "حافية القدمين" فارساً مجدداً للحن و الاحساس الساهري ، أبدع الرجل في توظيف أدواته بصبغة عصرية للغاية ، فما فعله هشام نياز مع "حبيبتي" عملاً يستحق التحية و الاحترام معاً!

تحية له فعلا فقد ابدع التوزيع وسجلت (حبيبتي) بتوزيعها الموسيقى نقطة ايجابية وملفتة بلالبوم بشكل رقاها للقمة واكتملت مع كلكلماتها وادائها .

عذراً للاطــالة .. نلتقي في حلقة جديدة من محكمة الرسم بالكلمات ...!

اشكرك اخي احمد على التفسير الرائع والمفصل تقريبا
اكتفي حاليا بهذا القدر
ولي عودة انشاء الله للاتمام

تقديري

شكرا لك ابو ساهر على هالمقال الراائع

اتفق مع كل نقطة ذكرتها

اقتباس :: أما التحدي الأول ، فلا أجد أفضل من النظر الى البيت الأصلي "جربت ألف عبادة و عبادة .. ما وجدت أفضل من عبادة ذاتي" ، ثم النظر الى البيت الساهري الجديد ، و الذي تحول الى "جربت ألف محبة و محبة .. ما وجدت أفضل من محبة ذاتي" ، و هو التغيير الذي لم يخل بالمعنى ، باعتبار العبادة مرحلة متقدمة جداً من مراحل المحبة ، و لا بالوزن الذي استقام كما يستقيم الظل مع العود المستفيم ، و من ثم الجزم بنجاح هذا الجزء بامتياز ، فالقوالب الموسيقية المناسبة التي أجاد فيها الساهر أداءاً و لحناً ، كما أجاد فيها د. فتح الله أحمد توزيعاً ، و هو عمل يستحق وقفة حقيقية لما به من ابداعات على كافة الأنحاء ، "الرسم بالكلمات" هو العمل الساهري الوحيد منذ فترة الذي رشحه البعض لزلزلة عرش "ليلى" أشهر و أبرز القصائد الساهرية .. و هو يستحق ذلك بلا جدال!

اغنية المحكمة , مكتبة عظيمة بحد ذاتها و فعلا فقط الحب المستحيل و ليلى يقدروا يتنافسوا مع المحكمة و الرسم بالكلمات

اقتباس :: و لا يفوتنا هنا أن ننسى أحدث ابداعات الشاعر كريم العراقي "المحكمة" ، و الذي أضمه الى مدرسة القصائد الكلاسيكية ، و التي واصل فيها كريم هوايته في المزج بين الشعر و الدراما ، و لكن كريم لم يتخلص بعد من مشكلة الكلمة "الشاذة" ، كلمة واحدة فقط في القصيدة تفصل بينه و بين درجة الاجادة الكاملة ، تلك الكلمة التي كانت "زعلانة مني" في قصة حبيبين ، أعادها كريم الى المحكمة في "الشلة الأولى" ، الغريب هنا أن كريم العراقي لدى القائه لقصة حبيبين في أكثر من مناسبة يستخدم لفظ "مستاءة" و لا يستخدم "زعلانة" ، و هنا علامة استفهام تستحق البحث و التقصي!
[/

size]

[size=18]صحيح .. اذا استخدم لفظ اخر بدل من الشلة كان افضل بكثير

اقتباس :: في المدرسة العراقية أيضاً سمعنا "600 بوسة" لكاظم السعدي ، أشعر أن هناك الأفضل لدى السعدي ، و لولا توزيع المطرب و الموزع العراقي حسام كامل مع احساس و صوت القيصر ، لما شعرنا بها وسط الأعمال القوية التي عجّ بها الألبوم ، و بشكل عام .. أرى أن الأعمال الشعبية جائت أقل من الأعمال الأخرى بالألبوم ، و لكنها أيضاً أفضل ممن سبقها في البوم "صور"!

بالضبط هذا رأي انا كمان , الكلمات عادية و ما اعرف ليش كاظم السعدي مصر بكل اشعار , يبوس الروح او العين او النفس ... كأن هالتعبير تكرر اكثر من اللازم

[quote]

و ختاماً مع نشوى جرار و رائعة "نمت و حلمت" أو "الحلم" ، و هي تجربة أدبية رائعة تستحق عليها الكاتبة كل التقدير و التحية ، غير أن التنفيذ و نطق الساهر للكلمات جاء غير مستساغا ً لي -كنطق- بعد سماعها أكثر من مرة ، و ملاحظاتي عليها تتلخص فقط في أن العمل لو استخدمت فيه "اللهجة المصرية" بشكل صريح لحقق نجاحات غير تقليدية و غير عادية ، فات علي الساهر أثناء الاعداد لهذا "الحلم" الرائع أن يحقق "الحلم المصري" في عمل ساهري عصري يناسب كثيرين من الشباب المصري في سن المراهقة ، لكن الأمل مازال معقوداً على نشوى جرار في انجاز نص مصري كامل ...!
[/quote]

اوافق الرأي بشدة , انا كمان حسيت ان الاغنية لازم تكون مصرية و حتى اوقات ادندنها باللهجة المصرية

بانتظار الجزء الثاني

تقييم ايجابي لك اكيد

تحياتي

محمد صلاح كتب:: أهــلاً بكــم ..

و لا يفوتنا هنا أن ننسى أحدث ابداعات الشاعر كريم العراقي "المحكمة" ، و الذي أضمه الى مدرسة القصائد الكلاسيكية ، و التي واصل فيها كريم هوايته في المزج بين الشعر و الدراما ، و لكن كريم لم يتخلص بعد من مشكلة الكلمة "الشاذة" ، كلمة واحدة فقط في القصيدة تفصل بينه و بين درجة الاجادة الكاملة ، تلك الكلمة التي كانت "زعلانة مني" في قصة حبيبين ، أعادها كريم الى المحكمة في "الشلة الأولى" ، الغريب هنا أن كريم العراقي لدى القائه لقصة حبيبين في أكثر من مناسبة يستخدم لفظ "مستاءة" و لا يستخدم "زعلانة" ، و هنا علامة استفهام تستحق البحث و التقصي!

والله معاك حق في كل كلمة كتبتها. يعني انا كل مرة اللي استمع الى الاغنية, أشوف ان كان أفضل ان يستخدم عبارة أخرى مكان الشلة الأولى. يمكن كاظم يغير المقطع في الحفلات. بخصوص هذه الأغنية, اليوم الاخ محمد زهرة ذكر خطاء نحوي بخصوصها و أتمنى كاظم يقوم بتعديلها في الكليب. رغم هذا الشيء, بدون اي شك, المحكمة تعتبر من أفضل ما لحن القيصر كاظم الساهر.

في المدرسة العراقية لجأ القيصر الى كريم العراقي ثلاثة مرات في "وين الباب" و "مو طبيعي" و "اسكت" ، الأولى جائت بشكل خفيف و شعبي ينتمي الى فصيل من الأغاني التي أجادها كريم و الساهر في تسعينيات القرن الماضي ، و الثانية جائت "أوبراليه" بشكل جيد في التنفيذ ، غير أن الاختيار الأوبرالي للتوزيع هنا أخذ من العمل و لم يضف اليه أي شئ ، و كان الأفضل أن تخرج الأغنية بشكل عادي ، لأن الكلمات و اللحن لا يحتملا أوبرالية التوزيع الذي جاء مبالغاً فيه بعض الشئ!

أما مع "اسكت" فقد استعاد كاظم القمة الفنية الشعبية العراقية مع هذا العمل ، الذي جاء توزيع عمرو عبدالعزيز فيه رائعاً ، القاء الساهر في مقدمة العمل جاء عبقرياً و مناسباً لجو العمل ، و فيه يبرز أيضاً توزيع عمرو عبدالعزيز للعمل بشكل "تجاري" يناسب روح العصر و الجديد ، و لا عيب في اللجوء الى التوزيعات التجارية طالما خرجت على المستوى و لم تضر بالعمل ، و هو ما أنجزه عمرو عبدالعزيز بامتياز في "اسكت" و "نمت و حلمت"!

اممممم,وين الباب أغنية خفيفة و بسيطة و جميلة..بس لانها في البوم قوي و رائع مثل الرسم بالكلمات, يمكن ما ماخذة حقها تماماً. الاغنية عراقية و بسيطة و لازم ننظر اليها من هالناحية .
بخصوص مو طبيعي, أنا حبيت الاغنية و أراها من أجمل اغاني الألبوم.بخصوص التوزيع, اسمح لي عن أفكر أكثر و اعطي رائي بعدين.
بخصوص أسكت, الأغنية جميلة و حبيتها كثير.

في المدرسة العراقية أيضاً سمعنا "600 بوسة" لكاظم السعدي ، أشعر أن هناك الأفضل لدى السعدي ، و لولا توزيع المطرب و الموزع العراقي حسام كامل مع احساس و صوت القيصر ، لما شعرنا بها وسط الأعمال القوية التي عجّ بها الألبوم ، و بشكل عام .. أرى أن الأعمال الشعبية جائت أقل من الأعمال الأخرى بالألبوم ، و لكنها أيضاً أفضل ممن سبقها في البوم "صور"!

أتفق معاك تماماً.....

مع اللهجة البيضاء انتقلنا الى تجربة فلسفية مكتملة الأركان في "الجريدة" ، و هو ينتمي للأعمال الراقية التي أنجزها الثنائي "بدر بن عبدالمحسن و محمد شفيق" للقيصر مثل "ناي" و "صور ، و هي أقرب الى "صور" في فكرتها و طريقة كتابتها ، قد يبدو العمل غير مستساغاً لدى البعض من وجهة نظري لأنه من ألحان غير ساهرية ، و للغموض الذي اكتنف النص و جعله أشبه بنص أوروبي صدر الى السوق العربي بلا ترجمة ، و الحقيقة أن الكثيرين من الساهريين ينتظرون ترجمة أو تفسيراً لهذا العمل من ناحية الفكرة فقط!

أنا أشوف الاغنية رائعة و جميلة و لكن أعتقد ليست جميلة بقدر اللي كاظم يقرر ياخذ الحان من محمد شفيق. يمكن كاظم عجب الكلمات و لكن, هناك استمرار لسر تعاون كاظم مع محمد شفيق و بدر بن عبدالمحسن!!

و ختاماً مع نشوى جرار و رائعة "نمت و حلمت" أو "الحلم" ، و هي تجربة أدبية رائعة تستحق عليها الكاتبة كل التقدير و التحية ، غير أن التنفيذ و نطق الساهر للكلمات جاء غير مستساغا ً لي -كنطق- بعد سماعها أكثر من مرة ، و ملاحظاتي عليها تتلخص فقط في أن العمل لو استخدمت فيه "اللهجة المصرية" بشكل صريح لحقق نجاحات غير تقليدية و غير عادية ، فات علي الساهر أثناء الاعداد لهذا "الحلم" الرائع أن يحقق "الحلم المصري" في عمل ساهري عصري يناسب كثيرين من الشباب المصري في سن المراهقة ، لكن الأمل مازال معقوداً على نشوى جرار في انجاز نص مصري كامل ...!

والله كلامك صحيــــــــــــــــــــح يا محمد.. أنا لما فكرت بكلامك, شفته صحيح و اذا الاغنية كانت باللهجة المصرية كانت أفضل و لكن, الاغنية بشكلها الحالي, رائعة كثيراً و أعتقد لا أحد كان يتوقع الاغنية تكون هيك.. اللحن و الأداء رااااائع تماماً.

عذراً للاطــالة .. نلتقي في حلقة جديدة من محكمة الرسم بالكلمات ...!

و شكراً لك لكرة أخرى و أكيد سننتظر مقالاتك الأخرى بخصوص الالبوم.

أحبابي ميساء, بيلما, سعد, آلاء و مها

شكراً جزيلاً لكم لاهتمامكم بالموضوع و بمشاركنكم في هذا القسم. ننتظر ردود باقي الأحباب.

مرحبا محمد
بدايه عذرا للتأخر بالرد وهو لسببين
اولا مشاكل النت اللي ما بتخلص
وتانيا اني حفظت الموضوع عندي حتى اقرأه على رواق واعرف رد عليه
أكثر ما يقلق أي فنان لدى اعداده أي عمل جديد من وجهة نظري هو الاختيار ، و تتضاعف هذه المشكلة مع مؤسسة فنية مثل القيصر ، و ذلك لأن مساحات الأختيار و محدداته تكون أكثر من تلك المتاحة لغيره من المطربين ، فالساهر يفاضل هنا بين مسارات و مدارس فنية و طربية و ليس بين قصائد مجهزة على وجه التحديد ، فالاختيار يبدأ مع مدرسة القصيدة بجناحيها الكلاسيكي و المجدد ، و ينتقل بالرجل الى مرحلة الفن الشعبي العراقي الأصيل ، و لا ينتهي عادة لدى قصائد "اللهجة البيضاء" التي تناسب الجميع داخل أرجاء الوطن العربي!

طبعا معك حق محمد , كاظم كتير يتعذب ويتأنى باختياراته وبيهتم بأدق التفاصيل ويحذف ويضيف ويعدل لأنه يعرف مدى وعي وفهم جمهوره لكلماته وألحانه ولأنه بيحاول دائما يرضي جميع فئات جمهوره

و لعل أبرز ايجابيات الألبوم الجديد "الرسم بالكلمات" هي أن اختيار الساهر في كل هذه المدارس هذه المرة جاء موفقاً للغاية ، بحيث اختار الرجل الأفضل في كل هذه الأفرع كلمة و لحناً و توزيعاً و أداءاً ، و هو الأمر الذي جعلنا لا نشعر بتراجع عدد الأعمال المنتقاة من 13 في ألبوم صور الى 9 أعمال فقط في الألبوم الجديد ،
انا بصراحه بالأول استغربت قلة عدد الأغاني خصوصا بعد التصريح ان الألبوم سيضم 10 او 12 اغنيه لاحتمال ضم اغنياته ( لاتعاتب , وعدتك , العاقل يجن , العدل يا حبيبتي) بس بعد سماعي الألبوم كنت راضيه تماما عن الكم والنوع ونسيت انزعاجي لعدم وجود واحده من الأغاني السابقه به

في مجال الكلمة .. يبرز كالعادة الشاعر السوري "المرعب" نزار قباني ، تمر بعد أيام قليلة أحد عشر عاماً على غروب شمس هذا المبدع ، و مع مرور هذه الفترة الزمنية تأبى أرحام النساء على الجود بشاعر بنصف قامة هذا المبدع ، و تأبى اللغة على انتاج أعمال بنصف قيمة أعماله و قصائده ، و مع اختيار الساهر لقصيدة "الرسم بالكلمات" هرعت الى العمل الأصلي الذي أبدعه نزار في صيف عام 1966 ، و كان سبباً في موجة غضب و انتقاد عارمة نالها القباني أثناء هذه الفترة ، و هو العمل الذي بدأت معه دعاوي البعض بتكفير الشاعر السوري ...!
اولا الف شكر لك على المعلومات الجديده وثانيا اقدم تعازي الحارة لقيصرنا الغالي وللعالم بأسره لقرب سنوية رحيل شاعرنا المبدع الفريد من نوعه والنادر في عصرنا هذا كما سبق وأشرت
رحمه الله وغفر ذنوبه واسكنه فسيح جناته

كان اقتراب الساهر من هذه المساحة مغامرة ساهرية جديدة في بلاد الشعر القباني الوارفة الظلال ، برز أمامي وقت القراءة تحديين لمن يريد أن يتعامل مع هذا العمل غنائياً ، الأول يختص بمساحة الحرية و الجرأة و الجنس التي غمر بهم نزار جسد القصيدة ، و الثاني هو تلحين هذه الأبيات ، و اختراع القالب الموسيقي المناسب لاحتواء كل هذا الكلام في قصيدة مغناة!
معك حق محمد قصيدة قويه بحجم الرسم بالكلمات ليس من السهل ابدا التعامل معها وجعلها قابله للغناء كلاماً ولحناً ولكن لا شيء يقف في وجه خبرة وإبداع قيصرنا فقد عرف كيف يبسطها ويحولها لتتناغم مع الحانه العذبه وادائه المفعم بالإحساس

أما التحدي الأول ، فلا أجد أفضل من النظر الى البيت الأصلي "جربت ألف عبادة و عبادة .. ما وجدت أفضل من عبادة ذاتي" ، ثم النظر الى البيت الساهري الجديد ، و الذي تحول الى "جربت ألف محبة و محبة .. ما وجدت أفضل من محبة ذاتي" ، و هو التغيير الذي لم يخل بالمعنى ، باعتبار العبادة مرحلة متقدمة جداً من مراحل المحبة ، و لا بالوزن الذي استقام كما يستقيم الظل مع العود المستقيم ،
بصراحه انا ما قرأت كلمات القصيده الأصليه بس اخدت فكرة عنها من الأعضاء اللي وضحو التعديلات اللي اجرها كاظم على بعض الكلمات لتكون مناسبه للغناء بس اللي استغربته وجود كلمه مو بمكانها وكلما رددت الأغنيه لوحدي اخطأت فيها واستبدلتها لوحدي بالكلمه الأنسب
لما بيقول اني كمصباح الطريق صديقتي أبكي ولا أحد يرى دمعاتي
تعجبت قوله صديقتي بدل حبيبتي على اعتبار انه القصيده كلها موجهة لحبيبته ومولاته وصدقا لو قال حبيبتي كانت الجمله حتكون احلا بكتير
و هو عمل يستحق وقفة حقيقية لما به من ابداعات على كافة الأنحاء ، "الرسم بالكلمات" هو العمل الساهري الوحيد منذ فترة الذي رشحه البعض لزلزلة عرش "ليلى" أشهر و أبرز القصائد الساهرية .. و هو يستحق ذلك بلا جدال!
للأسف لأول مرة اخالفك الرأي واضم صوتي لباقي الأعضاء فما بظن انه ممكن أي شي ينافس محبه ليلى وعشقنا لها
رغم اعجابي الكبير و حبي للرسم بالكلمات

في مجال القصيدة المجددة ، أعتبر بطل هذه الناحية الموزع المصري المتألق هشام نياز ، قبل هشام نياز كان الحديث عن التجديد في القصيدة الساهرية صعباً ، لكن الدبلوماسي الذي ضل طريقه الى المؤسسة الساهرية فرض نفسه منذ الوهلة الأولى في "حافية القدمين" فارساً مجدداً للحن و الاحساس الساهري ، أبدع الرجل في توظيف أدواته بصبغة عصرية للغاية ، فما فعله هشام نياز مع "حبيبتي" عملاً يستحق التحية و الاحترام معاً!
فعلا اغنيه حبيبتي كتير رائعه من حيث اللحن والتوزيع الموسيقي واكيد تستحق التحية والأحترام

و لكن كريم لم يتخلص بعد من مشكلة الكلمة "الشاذة" ، كلمة واحدة فقط في القصيدة تفصل بينه و بين درجة الاجادة الكاملة ، تلك الكلمة التي كانت "زعلانة مني" في قصة حبيبين ، أعادها كريم الى المحكمة في "الشلة الأولى" ، الغريب هنا أن كريم العراقي لدى القائه لقصة حبيبين في أكثر من مناسبة يستخدم لفظ "مستاءة" و لا يستخدم "زعلانة" ، و هنا علامة استفهام تستحق البحث و التقصي!
غرييييب اول مرة بنتبه لهالشغله عنجد شكرا يا محمد للفت نظري لهالنقطه المهمة من اليوم ورايح حصير انتبه اكتر حتى اكتشف الكلمه الغريبه بكل قصائد كريم اللي مغنيها كاظم

الف شكر الك محمد على تاتحليل الرائع
والشامل لكل نقاط وجوانب الألبوم والأغاني
لي عودة قريبا للتعليق على باقي الموضوع باذن الله
تسلم ايديك على ما ابدعت

تسلمي يا مروة لردك الرائع.. بانتظار الباقي.

عدت لتتمة الرد ..

محمد صلاح كتب:: أهــلاً بكــم ..

في المدرسة العراقية لجأ القيصر الى كريم العراقي ثلاثة مرات في "وين الباب" و "مو طبيعي" و "اسكت" ، الأولى جائت بشكل خفيف و شعبي ينتمي الى فصيل من الأغاني التي أجادها كريم و الساهر في تسعينيات القرن الماضي ، و الثانية جائت "أوبراليه" بشكل جيد في التنفيذ ، غير أن الاختيار الأوبرالي للتوزيع هنا أخذ من العمل و لم يضف اليه أي شئ ، و كان الأفضل أن تخرج الأغنية بشكل عادي ، لأن الكلمات و اللحن لا يحتملا أوبرالية التوزيع الذي جاء مبالغاً فيه بعض الشئ!

شكر اخي للتعليق ..فعلا كما قلت بالنسبة لاغنية ( وين الباب )واعلق بان اللون الشعبي لهذه الاغنية جعلها سهلة التمتمة بين الحين والاخر واعتقد بانها ستكون من الاغاني المرافقة للقيصر في معظم حفلاته . اما اغنية ( مو طبيعي ) يليق لها الصبغة الاوبرالية فعلا واستحقت هذا التعب بللحن .. فادائها كان مميز" تحدي للقلب بان يجافي من يحبه" بالبراهين والامثلة اغنية تحتل الصدارة مع اغنيتي حبيبتي والرسم بالكلمات

أما مع "اسكت" فقد استعاد كاظم القمة الفنية الشعبية العراقية مع هذا العمل ، الذي جاء توزيع عمرو عبدالعزيز فيه رائعاً ، القاء الساهر في مقدمة العمل جاء عبقرياً و مناسباً لجو العمل ، و فيه يبرز أيضاً توزيع عمرو عبدالعزيز للعمل بشكل "تجاري" يناسب روح العصر و الجديد ، و لا عيب في اللجوء الى التوزيعات التجارية طالما خرجت على المستوى و لم تضر بالعمل ، و هو ما أنجزه عمرو عبدالعزيز بامتياز في "اسكت" و "نمت و حلمت"!

(اسكت )هذه الاغنية التي تمنيت لو كانت اطول بالفعل .. رائعة ولكن جمالها لم يكتمل سوى معنى فقط فما نلبث ان نبداء بسماعها حتى نلاحظ سرعة انتهائها ولكن كما قلت عن لحنها ..

في المدرسة العراقية أيضاً سمعنا "600 بوسة" لكاظم السعدي ، أشعر أن هناك الأفضل لدى السعدي ، و لولا توزيع المطرب و الموزع العراقي حسام كامل مع احساس و صوت القيصر ، لما شعرنا بها وسط الأعمال القوية التي عجّ بها الألبوم ، و بشكل عام .. أرى أن الأعمال الشعبية جائت أقل من الأعمال الأخرى بالألبوم ، و لكنها أيضاً أفضل ممن سبقها في البوم "صور"!

هذه الاغنية من الاغاني البسيطة والسريعة والخفيفة اشبه بدعاية بين المسلسلات .. جميلة بشكل عام ..وايضا ارشح بانها ربمى تحتل الصدارة بحفلات القيصر

مع اللهجة البيضاء انتقلنا الى تجربة فلسفية مكتملة الأركان في "الجريدة" ، و هو ينتمي للأعمال الراقية التي أنجزها الثنائي "بدر بن عبدالمحسن و محمد شفيق" للقيصر مثل "ناي" و "صور ، و هي أقرب الى "صور" في فكرتها و طريقة كتابتها ، قد يبدو العمل غير مستساغاً لدى البعض من وجهة نظري لأنه من ألحان غير ساهرية ، و للغموض الذي اكتنف النص و جعله أشبه بنص أوروبي صدر الى السوق العربي بلا ترجمة ، و الحقيقة أن الكثيرين من الساهريين ينتظرون ترجمة أو تفسيراً لهذا العمل من ناحية الفكرة فقط!

اما اغنية ( الجريدة ) لا اعرف لماذا احببتها جدا وخاصة لحنها وطريقة الادار ..بنهاية القفل لكل فقرة تشعر بالم يصفعك اغنية اقرب الى وطنية برائيي ولا اظن بان الساهري هو اصغر من ان يفهمها دون تفسير ..

و ختاماً مع نشوى جرار و رائعة "نمت و حلمت" أو "الحلم" ، و هي تجربة أدبية رائعة تستحق عليها الكاتبة كل التقدير و التحية ، غير أن التنفيذ و نطق الساهر للكلمات جاء غير مستساغا ً لي -كنطق- بعد سماعها أكثر من مرة ، و ملاحظاتي عليها تتلخص فقط في أن العمل لو استخدمت فيه "اللهجة المصرية" بشكل صريح لحقق نجاحات غير تقليدية و غير عادية ، فات علي الساهر أثناء الاعداد لهذا "الحلم" الرائع أن يحقق "الحلم المصري" في عمل ساهري عصري يناسب كثيرين من الشباب المصري في سن المراهقة ، لكن الأمل مازال معقوداً على نشوى جرار في انجاز نص مصري كامل ...!

اسمحلي اخي ..ان اغنية ( نمت وحلمت )لم تليق اداء القيصر ولم اقدر ان اسمعها باستمتاع واندماج كمى باقي الاغاني الكاظمية ..ربمى عدم استصاغة اللهجة المصرية التي لم يتقنها القيصر برائيي

عذراً للاطــالة .. نلتقي في حلقة جديدة من محكمة الرسم بالكلمات ...!

الف شكر لك اخي محمد صلاح الغالي
والف تقدير لتحليلك المفصل لالبوم ( الرسم بالكلمات )ومشاركتنا به
ارجو ان لا اكون قد تطاولت بتحليلي
مع تقديري

لاء بالعكس نمـــــــــــت و حلمــــــــــــت من أجمل الأغانــــــــــــــــــــي

بخصوص نمت و حلمت, أنا استمعت اليها لعدة مرات و أعتقد اللهجة المصرية لاتتناسب مع الكلمات و اللحن. أداء القيصر و الالحان كثير كثير رائعة و انا حبيت الاغنية كما هي.

ما بعرف عصام و الاء

يمكن كلامكم صحيح ..بس هيدا رائيي حاليا
وبركي مع تكراري لسماعها اغير رائيي

آهات كاظم كتب:: مرحبا محمد

لما بيقول اني كمصباح الطريق صديقتي أبكي ولا أحد يرى دمعاتي

تعجبت قوله صديقتي بدل حبيبتي على اعتبار انه القصيده كلها موجهة لحبيبته ومولاته وصدقا لو قال حبيبتي كانت الجمله حتكون احلا بكتير

أهلاً مروة

أعتقد القصيدة موجهة الى الصديقة و ليس الحبيبة. لان الشاعر يقول انه لايستطيع ان يعشق من جديد و خلاصه الرسم بالكلمات فقط حتى يرسم بالكلمات أحلامه و مدينته الفاضلة.. لهذا السبب انا ارى ان كلمة صديقتي استخدمت بمكانها. لكن اتمنى أحبابنا المتخصصين في مجال الشعر و الكلمات, يوضخون لنا الموضوع.