بشرى إدارية
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 50068 الأغنية المفضلة : التحديات الألبوم المفضل : كل ألبومات القيصر الفيديو كليب المفضل : قولي أحبك
وإني أحبك
تتبغد تاريخ التسجيل : 09/10/2008 ~~ SMS ~~ :
| موضوع: أعيش حالة توتر دائم والاعتزال يراودني!! 2005 5/10/2010, 18:24 | |
| العندليب العراقي كاظم الساهر يفتح قلبه لـ(مجلة الجزيرة) أعيش حالة توتر دائم والاعتزال يراودني!! Tuesday 6th September,2005
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
القاهرة / لقاء مصطفى الطهطاوي يتردد حالياً بقوة أن المطرب والملحن العراقي كاظم الساهر في طريقه إلى اعتزال الغناء نهائياً، وخوض تجربة التمثيل السينمائي لأول مرة في فيلم عن حياة الشاعر الراحل نزار قباني .. هروب الساهر من الغناء إلى السينما سببه تراجع شعبيته كما يزعم البعض، خاصة أن ألبومه الأخير (إلى تلميذة) لم (يكسر الدنيا) كما كانت تفعل ألبوماته الأولى، مما دفعه إلى اليأس والاحباط وربما.. الاعتزال!
فهل انتهت أسطورة الساهر منذ أن ظهر في مطلع التسعينات عقب حرب الخليج بألبومه الأول (اختاري) الذي تم تكثيف الدعاية له بشكل ضخم في العديد من الأقطار فقيل وقتها إنه تخطيط مقصود تماماً لأهداف سياسية فصعد بقوة الصاروخ بفضل تركيزه على شكل معين من الغناء اقترب به بشدة من قلوب محبيه من جماهيره فتجاوزت توزيعات ألبومه الثاني (بعد الحب) حاجز الـ 700 ألف نسخة بينما كسر حاجز المليون بألبومه الثالث (مدرسة الحب) وارتفعت أسهمه حتى أصبح المطرب العربى الأول في غضون أربعة أعوام فقط
وفجأة وبلا مقدمات بدأ يتراجع تدريجياً فلم تعد ألبوماته تحقق نفس النجاح أو حتى 10% مما كانت تحققه فتوالى فشل ألبوماته هذه في أسواق القاهرة ووصلت الأزمة إلى أعلى معدلاتها في ألبومه الأخير (إلى تلميذة) الذي اختار منه أغنية (أحبينى) وقام بتصويرها بالفيديو كليب مع الممثلة المتألقة حنان ترك التي أعربت عن غضبها الشديد من الأسلوب الذي أظهرها به في الكليب فكانت (أشبه بالكومبارس) ورغم تكثيف الدعاية للألبوم خاصة على القناة الفضائية التي تملكها الشركة منتجة الألبوم (روتانا) والعديد من القنوات الأخرى سواء بالأغنية أو الكليب، رغم هذا لم تتخط توزيعات الألبوم حاجز الـ80 الف نسخة وهو ما يمثل خسارة فادحة للشركة التي أنتجته..
في الحوار التالي يتحدث كاظم الساهر عن أبرز محطاته في عالم الغناء، فإلى نص الحوار:
* هل انتهت أسطورة كاظم الساهر الذى صنعته وسائل الإعلام كما قيل وتردد؟ ( يضحك بشدة ويجيب): أعتقد أنكم مخطئون تماماً لأن أسهمي كما هي بل تزداد وترتفع فلم أفقد فرداً واحداً من جمهوري القديم بل ازداد هذا الجمهور بفضل الأجيال الجديدة من الشباب.
* وما دليلك على ما تقوله؟ دليلي هو الحفاوة الكبيرة التي ألاقيها في الحفلات التي أقوم بإحيائها في كافة الأقطار العربية والأجنبية وكثرة العروض التي أضطر للاعتذار عن الكثير منها، بسبب تضارب مواعيدها مع حفلات أخرى هنا أو هناك وآلاف الاتصال والإيميلات التي أتلقاها يومياً من المعجبين حول العالم.
مؤامرة
* وبماذا تبرر فشل وسقوط سلسلة ألبوماتك الأخيرة؟ أود أن أوضح شيئاً مهماً أذكره لأول مرة وهو أنه لا يوجد ألبوم واحد لي ممن قمت بإصداره وخططت لأفكاره بنفسي تعرض للفشل، ولكن هناك مؤامرة دبرت ضدي لاستغلال نجاحي ومحاولة إسقاطي من عرش الطرب.. هذه المؤامرة تمثلت في قيام بعض منتجي الكاسيت ابتداء من عام 1995 بالبحث عن أغنياتي القديمة جداً التي كنت أسجلها في جلسات خاصة بين الأصدقاء والمعارف وهي غير صالحة للإذاعة، وللأسف راحوا يصدرونها في الأسواق على أنها ألبومات جديدة فكنت أفاجأ بمعدل كل شهرين بصدور ألبوم سيئ جداً لي والجمهور بالطبع لا يعرف شيئاً ولطالما صرخت وطلبت من الرقابة التدخل ومنع هذه المهزلة وقمت برفع دعاوى قضائية عديدة ضد هؤلاء التجار وبالفعل تدخلت الرقابة وتصدت وتم تعديل قانون الرقابة بضرورة الحصول على موافقة المطرب عن أي إصدار له، ولكن للأسف كل هذا حدث بعد أن تم استنزافي بشكل سيئ لمدة أربعة أعوام كاملة.. صدر خلالها عدد كبير من الألبومات التي لا ترقى لدرجة البروفات.
ألبومي
* تقول إن جمهورك في تضاعف بماذا إذاً تفسر غيابك عن سوق الكاسيت في مصر في صيف هذا العام؟ أولاً أنا لم أعلن عن إصدار أي ألبوم لي في الصيف وكيف أقوم بإصدار ألبوم جديد بينما ألبومي الأخير (إلى تلميذة) لم يمض على صدوره سوى ستة أو سبعة أشهر فقط.
حفلات
* إذاً لماذا لم نشاهدك في أي حفلات غنائية بالشكل نفسه الذي أعتدناك عليه في الأعوام السابقة فكنت نجم هذه الحفلات الأول؟ أنا لم اختف بهذا الشكل الكبير فقد قمت بإحياء حفلات عديدة لصالح دار الأوبرا والموسيقى العربية وهذا كان مقصوداً مني. * وأين أنت من المهرجان الدولي للأغنية هذا العام وكذلك مهرجان (أوسكار الفيديو كليب)؟ سبق لي الفوز بجوائز من كلا المهرجانين في أعوام سابقة.
استفزاز
* ألبومك الأخير (إلى تلميذة) صدر تقريباً في توقيت متقارب مع ألبوم هيفاء وهبي (بدي أعيش) والألبومان يتبعان شركة واحدة .. ما رأيك في قيام مهرجان أوسكار الفيديو كليب بمنح هيفاء وهبي جائزة أفضل كليب لعام 2005 بينما تجاهلتك أنت؟ أنا لا أحب الأسئلة الاستفزازية ولتذهب الجوائز لمن تذهب له فكما قلت أنا لم أترشح ولم أقدم كليبي لأي مهرجان.
تكريم
* وما رأيك في تكريم المهرجان الدولي للأغنية بالقاهرة لنانسي عجرم؟ مؤكد أن القائمين على المهرجان رأوا أنها تستحق هذا التكريم.
* وما تعليقك إذاً على موجة الكليبات (الفاضحة) التي أغرقت القنوات الفضائية في العامين الماضيين؟ تدن وإسفاف وإساءة للأغنية العربية العظيمة وروادها من الأساتذة الكبار.
أزمة
* وما حقيقة الأزمة التي نشبت بينك وبين حنان ترك بعد مشاركتها لك كليبك الأخير (أحبيني)؟ هذه أزمة مفتعلة صنعتها بعض الصحف وأنا نفسي بعد أن شاهدت الكليب في مرحلة إذاعته الأولى طلبت من القناة تعديله وإعادة المشاهد التي تم حذفها من غير قصد وتحدثت أنا وهي وتفاهمنا وانتهى الأمر ونحن أصدقاء وأعتز بصداقتها وفنها الجميل.
* وماذا عن أزمتك مع شيرين سيف النصر بسبب أحد الكليبات ؟ لا توجد أي أزمات فقد اتفقنا على التعاون معاً في كليب ولم يكتمل المشروع.
شائعات
* كنت متحمساً جداً لمشاركة شيرين سيف النصر الكليب ومن أجل هذا قمت بنفسك بزيارتها في مسرحية (بودي جارد) التي تقدمها مع الفنان الكبير عادل إمام وأثيرت حولكم شائعات عديدة ما تعليقك؟ شائعات مثل عشرات الشائعات الأخرى التي طاردتني مع فنانات وغير فنانات وهذه ضريبة يجب أن يدفعها كل فنان ناجح.
* ولكن شيرين أكدت بنفسها إنها اعتذرت حتى توقف سيل الشائعات من جهة ومن جهة أخرى بعد دخول أكثر من فنانة أخرى حلبة المنافسة على نفس الكليب؟ نعم حدث صراع من قبل مجموعة فنانات على الكليب ولكن الحقيقة أن المشروع تأجل.
* أجبت على النصف الثاني من السؤال ولم تعلق على ما قالته بأنها انسحبت لوقف الشائعات؟ لأن السؤال يجيب عن نفسه إنها مجرد.. شائعات.
* وهل علاقتك بالمطربة التونسية لطيفة كانت أيضاً شائعات؟ هذا موضوع قديم انتشر عند تعاوننا الأول في ألبوم (استحالة) الذي وضعت لها ألحانه قبل سبعة أعوام ورددنا وقتها بأنفسنا على الموضوع بكل صدق في العديد من البرامج التليفزيونية والصحف.
* ولماذا إذاً توقف تعاونكما سوياً بعد تجربتين أو ثلاث فقط؟ كل فترة ولها ظروفها فهذا الوقت كان ملائماً للتعاون وكان لابد من التنويع مع ملحنين آخرين غيري وهذه هي نصيحتي لكل الفنانين والفنانات.
إحصائية
* في إحصائية تم إجراؤها قبل ستة أعوام ثبت أن جمهورك يمثل بنسبة 80% من النساء بماذا تفسر هذا الجمهور النسائي ؟ أعتقد أنها إحصائية غير دقيقة تماماً لأن جمهوري متنوع ودليلي على هذا الشباب الذين يتابعون حفلاتي وأخباري وكذلك الرسائل التي أتلقاها على إيميلي الخاص وكذلك الخطابات.
* وهل يغضبك أن يكون جمهورك غالبيته من النساء؟ إطلاقاً فهذا شيء يسعدنى ولكني أجبت عن سؤالكم وتوضيحه وأود القول إن التعبير عن أحاسيس ومشاعر حواء أكبر بكثير من التعبير عن مشاعر آدم.
شقاء * كاظم الساهر.. نعود معك لمحطة البداية الميلاد والنشأة.. متى وأين؟ اسمي بالكامل كاظم جابر إبراهيم السامري من مواليد 12 سبتمبر 1958 بمدينة الموصل بالعراق، والدي كان جندياً بالجيش الملكي واشتغل فيما بعد كصاحب محل موبيليا، وأمي لم تدرس ولم يكن يشغلها سوى الاهتمام بالأسرة وإعداد أولادها إعداداً جيداً وهم عشرة أبناء ما بين ولد وفتاة وترتيبي بينهم السابع.
* ومتى ظهرت مواهبك الفنية؟ ظهرت ملامحي الفنية في الغناء والتلحين وأنا في الثانية عشرة من عمري حينما لحنت قصيدة بعنوان (أين أنت) حيث تأثرت بشدة بالمقامات الموسيقية العراقية وكانت ظروفي المعيشية ومرور العراق بالعديد من الظروف الصعبة وراء صقل موهبتي وشكلت شخصيتي التي اعتمدت على منطق القوة ومنحتني الصبر على مزاولة أعمالي الموسيقية داخل الإذاعة العراقية خاصة بعدما حصلت على دبلومة الدراسات النغمية قسم العود.
ذكريات
* حدثنا عن أهم المواقف والذكريات التي ما زلت تختزنها عن مرحلة الطفولة والشباب؟ لا يستطيع إنسان مهما بلغ أن ينسى ذكريات الطفولة والشباب فما زلت حتى اليوم أذكر بكثير من الفرحة الفطرية (حي الحرية) في بغداد العظيمة فهي منطقة شعبية قديمة لكنها دافئة رائعة بالتكافل الاجتماعي والمحبة والاعتماد على النفس، كنت ورفاقي نلعب ونلهو ونغني حتى إن جيراننا الذين مازالوا حتى الآن في المنطقة يرسلون لي رسائل يتمنون عودة تلك الأيام الجميلة ويدعونني للعودة للعب في المنطقة حتى ولو كسرت مع أقراني زجاج نوافذهم ثانية كما كنا نفعل في الماضي، نعم أحن لمحبة وصفاء زمان بشكل يفوق الوصف.
معاناة
* نعلم أنك عانيت في صباك من الفقر والحرمان.. حدثنا عن أهم ملامح هذه المعاناة؟ نعم هذه حقيقة فقد عانيت كثيراً ولا يمكن أن أنسى مثل هذه الأيام العصيبة فقد عملت في صباي مع والدي في النجارة لتوفير لقمة العيش الكريمة لأسرتنا كثيرة العدد، كما بعت (البوظة) وأذكر أنني أيضاً اشتغلت على ماكينة نسيج في مصنع ملابس، وعملت في محل (مجوهرات) كنت أقوم بتنظيفه ومسح أرضيته وزجاجه وجدرانه، وغير هذا من الأعمال الصعبة التي صقلتني ونضجت بسببها بسرعة.
تأثر
* دائماً ما تتحدث عن والدتك وتأثرك الشديد بها في مرحلة الطفولة.. لماذا؟ نعم والدتي كانت أكثر وأشد تأثيراً فيّ منذ صغري فلقد تعلمت منها المبادئ الإنسانية الرائعة، فقد علمتني مبادئ الصبر الجميل وكيف أقابل السيئة بالحسنة وألاّ أحسد الناس على ما أعطاهم الله من فضل أو نعمة، كما تعلمت منها القناعة وهي فعلاً الكنز الذي لا يفنى.
مثابرة
* رغم الفقر والمعاناة معروف أنك كنت متفوقاً دراسياً.. كيف هذا؟ كنت طالباً شديد الاجتهاد والمثابرة ومميزاً في مدرستي وعند أساتذتي وأذكر أنني حصلت على المركز الأول في الصف الخامس الابتدائي مما منحني وقتها ثقة كبيرة في تجاوز مراحل الدراسة الإعدادية والثانوية العامة والجامعة.
تشكيل
* ومتى اكتشفت الفنان في داخلك؟ بصراحة كنت أمتلك طاقات إبداعية كبيرة في صغري دفعتني إلى نحت الحجارة والرسم على الأرض بالفرشاة ويوماً بعد آخر صرت أتمنى أن أكون فناناً تشكيلياً ونحاتاً مشهورا واشتهرت بموهبتي هذه في الحارة والمدرسة، حتى كتبت أول مقطوعة موسيقية ولحنت أول أغنية لي حيث أدهشت أساتذتي وزاد اهتمامهم بي وبموهبتي.
الحرب* موهبتك كمطرب ظهرت وقت اشتعال حرب العراق وإيران.. كيف حدث ذلك؟ في فترة الحرب مع إيران كان يجب علي مثل أي شاب في عمري أن أؤدي الخدمة العسكرية تجاوباً مع ظروف بلادي حينها، لكنني كنت محظوظاً حين تم تجنيدي في فرقة الجيش الموسيقية فلا أنا أهوى حمل السلاح ولا أقوى على إيذاء أحد، ومن حسن حظي أن هذه الفرقة كانت تضم نخبة كبيرة من الموسيقيين والمثقفين والفنانين التشكيليين العراقيين وتعلمت منهم عشق الحب والفن والسلام ولهذا كنت وما زلت أعتبر نفسي محظوظاً لأني لم أتدرب على السلاح وظللت موسيقياً حتى في أحلك أيام الحرب سواداً.
* وماذا تقصد بقولك أنك تعلمت الحب والسلام في هذه الفرقة الموسيقية؟ أنا واحدٌ من ملايين العراقيين الرافضين للحرب الذين كانوا يتمنون حمل وردة بدلاً من حمل مسدس أو كلاشينكوف، ولكن الشعب العراقي كان مجبراً على هذه الحرب والمواطن الذي يرفض الانخراط في صفوف الجيش والقتال يقتل على الفور. البدايات * بعد انتهاء الحرب وبالتالي انتهاء فترة انضمامك لفرقة الجيش الموسيقية .. كيف بدأت علاقتك بالموسيقى والغناء؟ استجبت لرغبة جامحة في داخلي وتعمقت في دراسة الموسيقى ومدارس التلحين ثم بدأت الدخول في تنفيذ الأعمال الفنية ولم أشتهر كفنان في بلدي إلا في سن ال (31) من عمري وتحديداً في عام 1988م، حيث إن الأعمال التي نفذتها أثناء فترة الخدمة العسكرية لم تكن تتحقق فيها المواظبة والدقة للظروف الحربية والسياسية وقتذاك.
شهرة
* وما الأغنية التي أطلقت شهرتك وجعلت لك جمهوراً ؟ أغنية (لدغة الحية) كانت وراء شهرتي المحلية والعربية أيضاً وسر استمتاعي بالفن والحياة فقد ساعدتني على تجاوز مرحلة نفسية صعبة في حياتي رغم أنني أصدرت قبلها ألبومين (شجرة الزيتون) و(غزال) إلا إنني أعتبر هذه الأغنية أول تعارف حقيقى لي مع الجمهور.
* ومتى بدأت انطلاقتك العربية؟ كانت البداية بألبوم (يالعزيز) ثم جاء ألبوم (اختاري) الذي أكد نجوميتي وأعقبته بألبوم (بعد الحب) ثم (مدرسة الحب) وتوالت الألبومات بعد هذا (الحب المستحيل) و(أنا وليلى) وأعتقد أن أصعب ألبوم قدمته هو (حبيبتي والمطر) ورغم هذا فوجئت بانتقادات كثيرة بسبب دسامته ورغم هذا أعتبره من أهم ألبوماتي وأكثرها رومانسية وبالطبع أصدرت عددا آخر من الألبومات الكبيرة أذكر منها (لا يا صديقي) و(رحال) و(أغسلي بالبرد) و(قصة حبيبتي) و(حافية القدمين) حتى آخر ألبوماتي (إلى تلميذة).
إفلاس
* ننتقل إلى مرحلة مهمة من تاريخك الغنائي وهي غناؤك لقصائد نزار قباني، البعض يقول إن قصيدة نزار مميزة بإيقاعها الموسيقي فساهمت في منحك النجاح أو سهلته لك فأعطتك أكثر مما أعطيتها.. ما ردك على هذا الرأي الفني النقدي؟ هذا غير صحيح.. وهذا الكلام يدل على إفلاس رأي مروجيه فهم لم يستطيعوا فَهم الانسجام الإبداعي والتناغم الكبير بين شعر الراحل نزار قباني وبين صوت وموسيقى كاظم الساهر، فالموسيقى التي لا توازي الشعر المفعم بالإيقاع الموسيقي العارم قد تسقطه وشعر الراحل نزار من هذا النوع الشعري وبالتالي يتطلب جهداً مضاعفاً في تلحينه أكثر من أي نوع من الشعر، فقصيدة (حافية القدمين) استغرقت مني أعواماً حتى أنجزتها، فالشعر الجميل كما قلت بحاجة إلى موسيقى جميلة ترتقي به فنياً إلى ما يستحق من مرتبة رفيعة.
تلحين
* لك تجارب عديدة مع التلحين.. حدثنا عنها؟ لم أستأثر بألحاني لنفسي بل قمت بالتلحين لعدد من المطربين والمطربات وفي مقدمتهم لطيفة التي لحنت لها (استحالة) و(ما وحشتكش) وكذلك المطربة غادة رجب في ألبوم (لماذا) والمطربة الكبيرة ماجدة الرومي في (طوق الياسمين) وكنت أجهز عدداً من الألحان للمطرب الكبير محمد عبده ولكن ظهرت مشكلة في مهرجان (الجنادرية) أدت إلى توقف الفكرة وأيضاً لحنت للمطرب جورج وسوف أغنية (سلمتك بيد الله) وفي عام 1987 لحنت قصيدة من أشعار صديقي عزيز الرسام بعنوان (لا يا صديقي) وقمت بغنائها وهي مكونة من 85 بيتاً من الشعر وظللت أغني لمدة ساعة ونصف الساعة بصفة متصلة فكانت نقطة انطلاقه ليتعرف الجمهور العراقي علي ثم توالت أعمالي الغنائية حيث شهد عام 1988 أغنية (عبرت الشط) وأغنية (تدري الحين) وفي عام 1990 قدم أغنية (سلمتك بيد الله) و(العزيز) ووقتها قالوا (إن كاظم ظاهرة وسوف ينتهي) وهو ما لم يحدث له حتى الآن، فازدادت رقعة شهرتي إلى خارج العراق لتمتد إلى باقي الدول العربية في الأردن ثم إلى لبنان ومكثت حوالي خمسة أعوام متنقلاً ما بينهما ولكن لم أنل حظي من الشهرة الواسعة.
مصر
* ومتى حضرت للقاهرة لأول مرة؟ كعادة كل نجوم الغناء العربي لابد من الوصول إلى (هوليود الشرق) مصر حتى ينال خاتم النجاح والجماهيرية العريضية ففي عام 1995 جاءت الفرصة لي على طبق من ذهب حيث وجه الموسيقار الكبير حلمي بكر الدعوة إلي حيث كان شاهدني وسمعني في لبنان وأعجب بألحاني وصوتي، وكان ذلك في مهرجان القاهرة الدولي للأغنية في دورته الأولى وللمشاركة في الحفلات الغنائية التي تقام ضمن فعالياته ولم أكذب خبراً وأحييت الحفل لتبدأ مرحلة جديدة في حياتي وحققت نجاحاً لم أحققه من قبل خاصة لاختياري أغنياتي.
علاقة
* أطلق عليك الشاعر الكبير الراحل نزار قباني وصف (القيثارة) ونعلم أنك كانت تجمعك به علاقة من نوع فريد.. حدثنا عن أبعاد هذه العلاقة؟ مهما تحدثت عن علاقتي بهذا الرجل فلا أستطيع وصفها ولا أنسى حينما كان يتصل بي فأجده يقول (أين تتسكع الآن أيها العصفور الجميل) فقد كانت تجمعنا محبة شديدة وغنيت من قصائده 17 قصيدة من أروع قصائده فقد كانت مرحلتي الفنية قبله شيئا وبعده شيئا آخر تماماً، فقد استهواني شعره وقصائده أكثر من أي شاعر آخر.
المرأة
* دائماً وأبداً المرأة عنصر مهم بالنسبة لك.. لماذا؟ المرأة بالنسبة لي رمز جميل للحب والنقاء والجمال والصدق والإحساس ولهذا تعاملت معها في نحو 120 أغنية عاطفية ورومانسية من هذا المنطلق فقدمت صورة لعاشق لم يعد موجوداً يرى أقرب أمانيه لقلبه أن يموت من أجل الحب وفي الوقت ذاته أسعى لإعادة الناس للرومانسية التي أصبحت عملة منتهية الصلاحية صارت تاريخاً نقف على أطلاله اليوم في ظل تسابق الناس على الأشياء المادية والصراعات والحروب من حولنا.
* حدثنا عن أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها؟ أعتز جداً بالجائزة التي حصلت عليها عن أغنية (أنا وليلي) فقد حصلت على المركز السادس عالمياً، ولا أنسى جائزة الفنون والثقافة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وجائزة أحسن مطرب عربي من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية ومهرجان أوسكار الفيديو كليب والعديد من الجوائز الأخرى من الأردن ولبنان والجاليات العربية في عدد من المدن الأوروبية وغنيت في أكبر مسارح باريس وألبرت هول بلندن واستراليا وأمريكا وغيرها.
شعراء
* غنيت لشعراء سعوديين.. حدثنا عن هذه التجربة وتقييمك لأغانيها وأهم المحطات والشعراء فيها؟ غنيت للشاعر المرحوم طلال الرشيد أجمل قصائده التي أحبها الجمهور بصوتي أيضاً كأغنية (الليلة إحساسي غريب) و(مشتاق) و(قلبي مثل النار يا غالي عليّ) كما نجحت مع الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهناك رغبة مؤكدة بيننا لتجديد التعاون قريباً، وهذه الأيام يربطني تعاون مع الشعراء حمد الكتبي والناصر ومحمد بن عبود.
* لكن نعرف أن هناك علاقة مميزة وخاصة كانت تربطك بالشاعر طلال الرشيد رحمه الله.. فما شكل هذه العلاقة؟ طلال الرشيد كان أغلى أصدقائي وأقربهم لقلبي فقد كان إنساناً رائعاً ونبيلاً بما تحمله هذه الكلمة من معان ولا يمكن أن أنساه يوماً لدرجة أنه حين بلغني خبر وفاته ذهلت ولم أستطع تصديق الخبر إلا بعد فترة ومررت بمحنة نفسية وألم عصيب، ولكن عزائي أنه سيبقى مميزاً بأخلاقه وإنسانيته في ذاكرتي طول العمر فهو أغلى الشعراء رحمه الله وتغمد روحه بالجنة.
تعاون
* ومن هو الشاعر السعودي الذي تتمنى التعاون معه؟ أتمنى التعاون مع سمو الأمير الشاعر خالد الفيصل الذي لم أتعاون معه حتى اليوم رغم أن شعره من النوع الرفيع والراقي جداً وكله إحساس .
* ما هي أصعب المواقف التي قابلتك كمطرب؟ قرار نقابة المهن الموسيقية المصرية منعي من العمل في مصر نظراً لرفضي حسب زعمهم دفع الرسوم النسبية عن حفل زفاف قمت بإحيائه بمدينة الإسكندرية وكان ذلك في عام 1996 ولم يسبق لي التعرض لموقف مشابه لهذا على الاطلاق .
مغالاة
* يتردد كثيراً أنك تغالي في أسعار حفلاتك.. ما صحة ذلك؟ على الإطلاق.. فأغلب الحفلات التي غنيت فيها كنت متبرعاً وبرغبتى دون أن يطلب أي شخص منى ذلك، غنيت في مهرجان الأغنية في إحدى دوراتها متبرعاً ودفعت تذاكر السفر وأجر الفرقة من جيبي وغنيت من قبل في حفل ليالي التليفزيون مجاناً ولي الشرف، وحضرت من أمريكا خصيصاً على نفقتي، ودفعت ثمن التذاكر والإقامة، وكذلك في حفل الإذاعة الذي أشرف عليه فرج أبو الفرج حينذاك وحفل الأوسكار في الشرق الأوسط، وحفل القناة الفضائية المصرية في سميراميس، وحفل الأوبرا.. وكل هذه الحفلات غنيت فيها مجاناً ودفعت أجر الفرقة الموسيقية في بعضها، وفي بعضها كان يتم استكمال الفرقة، لأنهم أحياناً كانوا يحضرون فرقة موسيقية من 25 عازفاً فقط بينما أنا أغني مع أوركسترا كاملة من 65 عازفاً. مظاهرة!
* كاظم الساهر صف لنا علاقتك بالجمهور التي يصفها النقاد بأنها علاقة من نوع خاص ؟ الجمهور هو (حبيبي) وهو الذي يغسل جراحي، ويزيل الغبار من صدري، إنه جمهور جميل هل تصدق أنني وأنا في مطار القاهرة استقبلتني عائلة مصرية وهم يهللون ويقولون لي: (ولا يهمك.. أحنا أهلك .. وإحنا ناسك) وكان ذلك عقب إحدى الأزمات التي مرت بي بالقاهرة، وهذه الكلمات جعلتني أطير من الفرح، هؤلاء الأحباب هم الذين يهزون كياني هزاً هذا هو الجمهور البسيط الذي يحبك لشخصك ولفنك ولغير منفعة أو سبب شخصي. وأحكي لك قصة غريبة حدثت لي وأنا راكب أحد التاكسيات في القاهرة. وكنت متجهاً إلى المطار كان معي العود ولم يكن السائق يعرفني، وجاءني خاطر للحن جديد لأغنية (مقدرش أكون جنبكم) فاستأذنت السائق أن أعزف على العود، وأخذت أدندن بلحن الأغنية وإذا بالسائق يقول بصوت عال (الله أكبر)، فقلت له: هل تجاملني؟ فقال: لا والله.. لقد عادت بي هذه الأغنية لأيام زمان، ونظفت أذني بموسيقاها الرائعة.. فهل يملك الفنان أن يبتعد عن مثل هذا الجمهور.
حملات
* كثيراً ما تعرضت لحملات ظالمة كيف تنطلق هذه الحملات؟ لا أعلم ولكنها كما قلت أنت ظالمة ثم إنها كثيراً ما تأخذ أكبر من حجمها بكثير جداً لقد كتب أحدهم كلمات على لساني لم أقلها فقامت الدنيا ولم تقعد وكل الذي قلته بالفعل إنني شكرت الفرقة الموسيقية التونسية لأنهم تعبوا معي جداً وسهروا الليالي الطوال من أجل إنجاح الحفلة، ثم إن واجبي كفنان دارس يعرف أقدار الناس أن أحيي هذه الفرقة لأنهم فنانون أصلاء.
* هل كان للفنانين المصريين موقف مدافع عنك؟ أكثر من مدافع. لقد كنت في طريقي إلى النقابة، فإذا بصوت الفنان الراحل محمد رشدي يدوي وهو يدافع عني قبل أن يراني كان يقول إن كاظم قد نجح نجاحاً رائعاً في مصر، وهذا النجاح لا بد أن يثير حفيظة بعض الفاشلين وأنصاف الموهوبين وراح يخوض حرباً دفاعاً عني، ولم يكن الموسيقيون الموجودون في النقابة بأقل حماسة منه ثم طوقني الجميع بفضلهم يوم الحفلة حيث توجني الجمهور بما لا أحلم به أبداً من فضل عظيم.
حزن
* لماذا يبدو غناؤك حزيناً دائماً؟ الأغنية العراقية حزينة بطبعها، فالشعب العراقي شعب عاطفي جداً، والموروث العراقي عندنا حافل بالبكائيات، ثم أضف إلى هذا كله مخزونا طويلا من الحروب والمآسي والمحن والدم والدموع ولهذا جاء غناؤنا حزيناً حتى في حفلات العرس.
تأثر
* هل تأثرت في هذا الغناء الحزين بالمطرب ناظم الغزالي أم بمحمد قبنجي؟ لم أتأثر بناظم الغزالي بل تأثرت بمحمد قبنجي ويوسف عمر، لأنهما يؤديان المقام بطريقة رائعة جداً، وأسلوب القبنجي هو الذي جعل الشباب ينجذب إليه، ولقد لفت نظري إلى هذا الفنان العظيم الشاعر الغنائي أحمد رامي، فقد رأيته في التليفزيون يحضر حفلة لهذا الفنان الكبير، فإذا بشاعر الشباب وهو في شيخوخته يخلع سترته ويحركها في الهواء من فرط إعجابه بهذا المطرب العظيم، أما على المستوى الموسيقي البحت فإن قراءة المقام عمل صعب جداً ويحتاج إلى مساحة صوت كبيرة تمتد من القرار إلى الجواب، ولا يستطيع أن يفعل هذا أي مطرب، بل إن أحداً أياً كان لا يستطيع أن يدخل هذه المدرسة الفنية الصعبة ، إن القبنجي هو سيد درويش العراق وأنا تلميذ في مدرسته الغنائية وتلك هي أصعب مدرسة في الغناء العربي.
العراق
* من هي المرأة التي تغني لها دائماً؟ إنها حبيبتي (بغداد).. هي وطني العراق. إنني أعيش وأتنفس هذا الوطن، وكل كلمة أغنيها هي في هذا البلد وأهله وناسه، وأنا حينما أقول (سلامتك من الآه) فإنما أقولها لهذا الوطن الجريح، وحينما أقول (ضميني على صدرك) فهي موجهة لبلدي إن كل الغزل في أشعاري وأغنياتي موجهة لحبيبتي الكبرى التي عشت في حضنها وتربيت في خيرها.
* هل يدخل انفعالك الساخن على المسرح داخل دائرة هذا الصدق الذي تتحدث عنه؟ لا بد للمستمع والمشاهد أن يشعر بالمطرب والفنان، لا بد أن تنشأ بين الاثنين هذه الحالة من الوجد الروحي والعاطفي وإلا تحول المطرب إلى مؤد بلا روح ولا إحساس، ويعني هذا أنني لا بد أن أعيش مع الأغنية وأعايش بها الناس أيضاً وبالنسبة لي فإن الغناء هو كل حياتي حيث أفكر وأعيش وأحلم بفني، وكل ما يحدث لي من تعب أو هزل أو حتى آلام في المرارة أو المعدة هو بسبب هذا الفن بل إن الأرق والسهر وعدم النوم مصدرها القلق حول ما أقدمه للناس، ولهذا أنا أعيش حالة توتر دائم.
فرق
* ما هو الفرق بينك وبين المطربين الموجودين على الساحة الآن؟ لكل فنان لونه وطريقته في الحياة والعمل، هناك من يعيش حياته للفن وحده وكل خلجه في جسمه أو حركة يقوم بها تكون موظفة من أجل فنه، وهناك من يتصل بالشاعر ليأخذ منه أية كلمات ثم يتصل بالملحن ليضع له موسيقاها ثم يحفظها ويسجلها في أيام ثم يعيش حياته بعد ذلك بالطول والعرض وأنا لست من هذا النوع أنا من النوع الأول الذي يتوحد بفنه فيذوب فيه ويصبح وإياه شيئاً واحداً.
اعتزال
* قرأنا كثيراً عن استعدادك لخوض تجربة التمثيل السينمائي ما حقيقة هذا؟ نعم تلقيت عروضاً كثيرة وفكرت فيها ولكني دائماً أتردد وأخاف وأتراجع مثل الأطفال قبل التنفيذ.
* ما حقيقة غضب أبناء بلدك منك بسبب إصرارك على الغناء في أمريكا رغم احتلالها لبلدك؟ أولاً أنا لم ألمس هذا الغضب العراقي على أرض الواقع وهدفي من قبول هذه الحفلات يتمثل في التعبير عن معاناتي ومعاناة أبناء بلدي من الواقع الذي أصبحنا نعيش فيه اليوم وأعتبر أنني نجحت في هذا بنسبة كبيرة وهناك من تفهموا موقفي وهناك من لم يستوعبوه حتى الآن.
* طالعنا مؤخراً أخباراً تؤكد على اتخاذك لقرار الاعتزال نهائياً.. أين الحقيقة؟ لا أنفي أن مثل هذا القرار يراودني بين وقت وآخر حينما يسيطر علي اليأس والإحباط وحينما أشعر أنني قدمت كل ما يمكنني تقديمه.
صحة
* ولكن هناك من يؤكدون أن حالتك الصحية ليست على ما يرام والأطباء ينصحونك بعدم الانفعال وترك العمل؟ هذه شائعات تلاحقني كلما ألم بي أي شيء والحمد لله كلها متاعب صحية خفيفة مثل التي تواجه أي إنسان ولم يسبق للأطباء أن طلبوا مني هذا بل العكس هو الصحيح فيقولون لي إن علاجي هو الغناء.
حلم
* أخيراً.. ما هو الحلم الذي يراودك حالياً ؟ أحلم مثل كل عراقي وعربي باليوم الذي يرحل فيه الاحتلال عن أرض بلدي ويعود لها الاستقلال والحرية والهدوء.المصدر
| |
|