بشرى إدارية
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 50068 الأغنية المفضلة : التحديات الألبوم المفضل : كل ألبومات القيصر الفيديو كليب المفضل : قولي أحبك
وإني أحبك
تتبغد تاريخ التسجيل : 09/10/2008 ~~ SMS ~~ :
| موضوع: أفول الشاذ وسيادة التأصيل لروح الطرب بقلم: ظافر جلود / دبي 2007 18/10/2010, 00:19 | |
| جريدة الصباح العراقية
أفول الشاذ وسيادة التأصيل لروح الطرب 2007 قبل ظهور موجة أغنيات "الفواكه" التي سادت ثم بادت لبعض من المطربين العراقيين الشباب وحققت لهم الانتشار على صعيد الأموال، من جهة وأخرى بوصفها متنفسا لهم لضيق ذات اليد ، وهي أغنيات أثبتت التجربة أنها لا تعيش طويلا في ذاكرة المستمع العراقي خاصة والعربي عامة، "إلا ما ندر " ، كانت الأغنية " المهاجرة " تعيش مرحلة من أكثر المخاضات وأصعبها بعد تزايد هجرة المطربين للخارج وذوبانهم بين رغبات التنوع والانتشار والشهرة والبحث عن ملاذات أمنة وبين الحاجة إلى ديمومة استمرار زخم متطلبات الحياة والاستقرار في المدن العربية الكبيرة الخليجية منها بالذات التي وجدت في الصوت واللحن العراقي امتداد حضاري وثقافي متأصل ومتشابك بين هذه الجذور المتوحدة لأنها الأقرب إلى طبيعة ثيمة الإحساس واللهجة والعاطفة والكلمة ،فقد ولدت من هذا المخاض تجارب ينظر لها بأنها عودة الروح إلى تلك النغمة الرائعة التي استطاعت أن تلحم وحدة المكون العراقي في انصهار متجانس وألزمت من كان يريد أن يلعب على إطراف الصراع بنشر مصادر الخلاف والتفرقة، الوقوف عند حدود جمال هذا الفسيفساء الملون ، وطبيعي المقصود تلك الأغاني الجميلة التي أطرت الفوز الكروي بكاس أسيا ، وكانت سبب في الدعوة إلى ضرورة الانتباه لهذا الإرث الجميل الذي هو يشكل تاريخ أكثر من حقبة وجيل .
وفي ما مضى شكلت الأغنية العراقية الأصيلة علامات بارزة في ساحة الغناء العربي، ومع أنها لم تكن يوما في فلك الأغنية المصرية ، وهذا ليس انتقاصا منها بل رفعة لكون الطرب المصري يقف على قمة الهرم العربي ومؤثرا فيه، بل إعجابا بالفنانين العراقيين الذين حافظوا على هويتها حيث مازالت يتذكر مرددوها ومحبو سماعها صوت محمد القبنجي وإحساس ناظم الغزالي الذين أضفيا عليها نكهة متميزة رفعت من قيمتها الغنائية في حقبة الرواد، والناظر إلى هذه الأغنية يدرك حجم التطور الذي طالها كلاماً ولحناً وأداء مما دفع نجوم الغناء العربي إلى تقديم اللون العراقي الغني بالمقامات الموسيقية والشجن والإحساس الذي ينبع من عمق المعاناة التي يكابدها العراقي منذ القدم والحروب المتتابعة التي أثرت في الأغنية العراقية. ويدرك المستمع للأغنية العراقية اليوم والمتابع لها حجم التأثير الموسيقي الذي بدأه الجيل الذي تلي العمالقة، فما زالت الحان الراحل عباس جميل وطالب القرة غولي وفاروق هلال وكمال السيد ومحمد نوشي وكوكب حمزة وآخرين غيرهم تعيد ذاكرة المستمع بانسيابية دجلة والفرات، والحنين إلى المكان في داخل أغنيات معاصريهم مثل حضيري بو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وحسين نعمة وفؤاد سالم وياس خضر وفاضل عواد ورياض احمد وحتى الأصوات النسائية القليلة مثل عفيفة اسكندر وزهور حسين ومائدة نزهت وأمل خضير ، والأصوات الريفية الخالدة مثل حمدية صالح غادة سالم ووحيدة خليل ، فيم كان للشعراء الغنائيين خير معين في تحقيق المنجز الغنائي وعلى مدى ربع قرن أمثال الأشهر منهم مظفر النواب وكريم العراقي وعريان السيد خلف وكاظم السعدي واسعد الغريري و فالح حسون الدراجي وكاظم إسماعيل كاطع وطاهر سلمان .
وعلى الرغم من كل المعاناة التي جرت المجتمع العراقي إلى ويلات الحروب والدمار والحصار ، فان الأغنية كانت أسيرة لهذه الأحداث التي سرقت منها بريقها المتوهج وانحدرت كثيرا نحو تغيب عواطفها إلى مسارات لاتعبر عن الرغبة في تحقيق غايتها في الموسيقى والشعر والصوت ، بل انجذبت بعنف إلى تسخير جهدها في الضياع من تاريخها فأنجبت خلال فترة ليست بالقصيرة أكثر من " 50 " ألف أغنية لتبرير الحرب في الثمانينات واشاعة الحماسة للموت المجاني، هدرت فيها الطاقات ووضعت فوق رفوف النسيان ، لذلك حينما ننظر اليوم لهذا الجهد نجد الأغنية العراقية تسير في أكثر من اتجاه من اجل عودة الروح والارتقاء بها وعودتها إلى تسيد الساحة الغنائية بعد تعافيها من هزات عنيفة ، وأغاني الفواكه واحدة منها " ليس كلها " ، التي أصابتها بعلة سرعان ما تداوت منها على يدي بعض الأصوات المحبة للأغنية العراقية الأصيلة. وأول هذه الاتجاهات تتمثل في عودة الجيل الغنائي السبعيني الذي نالته شظايا الوجع للساحة الغنائية مثل سعدون جابر ومحمود أنور واحمد نعمة وعلاء سعد ورضا الخياط وعلي العيساوي، وأبرزهم سعدون جابر الذي حقق شهرة عربية كبيرة بمجموعة من أغنياته، ولازال متحمسا بتقديم أغنياته بعراقيته الخالصة والتي تشعر بها حين تترنم مستمعا لها.
كما تشكل الإطلالة اليومية للفنان القيصر كاظم الساهر والمستمرة من بداية التسعينات وحتى الآن نقطة تحول في الانتشار والتعريف بالألوان الغنائية ، فهو الملحن والمطرب المثقف القادر على الإقناع بحتمية بقاء الأغنية العراقية في مدارها الفضائي تحاكي الوجدان والضمير الإنساني، وهو أيضا من أشهر ألامعين و المستمرين بعد أن حقق بأغانيه انتشارا جماهيريا عربياً كبيراً، ومازال الساهر الذي يقف اليوم على قمة الغناء العربي برمته يقدم أغنيات تلامس الوجع العراقي من جهة ويناجي العشاق بأغانيه من جهة أخرى، إضافة إلى كونه مستمرا في تقديم اللون الغنائي العراقي من ناحية ألحانه الذي يمزج فيها بين الموروث والتجديد والذي يطعمها بأشعار بين الفصيح والشعبي، وهو يعتبر خير ممثل الغناء العراقي حاليا ، وعلى جانب آخر يأتي الفنان ماجد المهندس الذي جافاه الحظ لسنوات طويلة تعثر بها جهوده سبقت انطلاقته الأخيرة كنجم قادم للساحة الغنائية العربية من رحم التجربة العراقية وصوتا يملؤه الحنين والشوق، فهو هوى غنائي عراقي مطعم بألوان مختلفة الخليجي منها وأقربها،لقد استطاع المهندس أن يعيد بذكائه وحسه الفني الق الغناء وأن يختصر سنوات طويلة ليحقق خلال سنتين فقط شهرة ونجومية واسعة بصوته وألحانه وحسن اختياره لأغانيه، وتحققت له شعبية كبيرة، حيث ينظر إليه باعتباره الجناح الثاني الممثل للأغنية العراقية مع الجناح الأول كاظم الساهر. يضاف إلى ذلك جهود الثنائي المطرب الملحن مهند محسن ورضا العبد الله الذي يمثلان الضلع الثالث في مثلث نجاح الأغنية في الخارج ،وفي مسار آخر التي تسير فيها الأغنية أكدت مجموعة من المطربين مثل حاتم العراقي وعادل المختار وقاسم السلطان وهيثم يوسف وباسل العزيز ، وصلاح حسن ،الذين يقودون الآن مرحلة لتجديد شعبيتهم بعد أن كانوا راضين بانتشارهم المحلي«العراقي» الصرف، وهذا يبدو واضحا من، خطواتهم في الاختيارات المتعددة التي تسهم في الانتشار «عربيا» وهم يقدمون ألوانا مختلفة من الغناء.
أما آخر المسارات تتمثل في مجموعة من الأصوات العراقية الشابة منها ماجد الحميد وهمام ودالي وقيس هشام وعلي بدر، وهؤلاء يتلمسون بدايتهم مقدمين ألوانا متعددة من الغناء ويملكون مواهب جيدة في الأداء وبحاجة لفرصة لإثبات أنفسهم.
بقلم: ظافر جلود / دبي
المصدر
| |
|