كاظم الساهر: هناك من لا يريد استقرار العراق 2006

كاظم الساهر : هناك من لا يريد استقرار العراق
السبت 22 أبريل 2006

- محمود موسى

قبل أسابيع نشرت الصحف ووكالات الأنباء خبرًا عنوانه (( عراقيون يرشحون كاظم الساهر لرئاسة الجمهورية )) .. جاء في التفاصيل أن إحدى إذاعات العراق أجرت استفتاء على الهواء لاختيار رئيس الجمهورية ، وحصد كاظم 60 صوتًا من أصل 70 صوتًا .. وأرجع أحد المشاركين أسباب اختياره للساهر لكون الناس ملوا من أصوت الرصاص والمتفجرات .. وأصبحوا في حاجة إلى من يبعث الفرح والسرور في نفوسهم وأن الساهر هو الأقدر على إسعادهم .. من هذا الخبر حاورت كاظم الساهر الفنان .. الذي أصبح الحلم والقيمة والقدوة لملايين العراقيين والعرب بفضل احترامه لفنه ومشواره ولهذا نال احترام الجمهور وتقديرهم .. وأثناء وجوده في القاهرة التقينا به في منزله وتكلمنا عن أيام ولحظات الخوف والموت . وكفاحه إلى أن أصبح علامة غنائية ..

عمر نجوميتك الآن تقريبًا 16 عامًا ؟
في العراق انطلقت عام 1986 .. وفي الوطن العربي عام 1990

بعد أن أصبح أحد العلامات الغنائية .. هل تتذكر خلال هذه السنوات أيام الألم والفرح ؟
في مسيرتي ما كان في دلال .. مسيرتي دائمًا كان فيها خوف من الموت لأننا كنا نعيش من حرب إلى حرب وكان أملنا في الحرية يكاد يكون مفقودًا تمامًا .. تمامًا .. وأحيانًا كنا ننام في غرف وأغنياتي الجديدة والنوت الموسيقية في غرف أخرى .. وأتذكر أننا عندما كنا نذهب للنوم كنا نتشهد على روحنا .. هذه كانت أثناء الحرب الإيرانية .. ثم جاءت حرب الخليج وللأسف صرت محرومًا من دخول كثير من البلاد العربية كوني أحمل جواز سفر عراقيًا .. إضافة إلى أن بعض شركات الإنتاج رفضت التعامل معي وكنت أعطي ألبوماتي ببلاش فكان هدفي أن يسمعني الناس .. وصوتي لا يسكت ، والحمد لله بهذا التحدي وصلت إلى المكانة التي منحني إياها الله سبحانه وتعالى ومنحني حب الجمهور في كل الوطن العربي

أثناء الحوار أذيع خبر على قناة العراقية عن محاكمة صدام حسين .. فسألته عما إذا كان يتابع المحاكمة ؟
أنا أتابع نشرات الأخبار والقنوات الإخبارية بشكل دائم وأتحدث مع إخواني وأصدقائي بالسياسة والأوضاع الحالية في العراق

يبدو أنك غير مبسوط من الأوضاع في العراق ؟
أنا مش مبسوط أبدًا .. ولكن مازال الأمل موجودًا .. ورغم أن بعض السياسيين الموجودين مهمتهم صعبة جدًا وبعضهم رائعين ولكن الظرف أصعب .. وهناك كثير من الإخوان في العراق يحاولون أن يرجعوا العراق إلى شكله الجميل .. ولكن للأسف يفسد ذلك الهجمات التي نراها .. وأنا أسميها عصابات منظمة لا يريدون استقرارًا للبلد ويريدون زرع الفتنة ، أما الشعب البسيط فإنه يبحث عن الاستقرار والوحدة .. وأنا أمس كنت أشاهد برنامج (( خلينا نسولف )) في يوم عيد إخواننا المسيحيين ووجدت العراقيين من الشمال إلى الجنوب يتصلون على الهواء للتهنئة .. هذا هو شعب العراق الطيب والمحب للوحدة

هل تابعت ما نشرته الصحف عن اختيارك رئيسًا للعراق من خلال استفتاء إذاعي في العراق ؟
قرأت الخبر .. وأنا أشكرهم أنهم بيفكروا فيّ بهذه الطريقة وأنا أعتبر هذا شرفًا كبيرًا .. ولكن أجد نفسي في مجال فني أصلح ، أما في مجال السياسة لا أصلح .. فأنا أعتقد أن قدرتي على أن أوصل رسالة بلدي لكل العالم عن طريق فني وليس عن طريق السياسة .. فالناس ينتظرون صوتي وغنائي وليس خُطبي

عندما قرأت هذا الخبر بماذا شعرت ؟
شعرت أن بلدي عظيم والشعب عظيم .. فالشعب العراقي مثقف وشعب يفكر من خلال طرحي لكثير من الأغاني الإنسانية التي أقدمها .. فشعرت كم أثرت فيهم حتى يجلسوا من نفسهم لنفسهم ويرشحوني ويختاروني .. شعرت بإحساس عظيم وقلت إن هذا الجمهور العظيم يجب أن أجلس وأتفرغ له بطريقة مختلفة وأعمل جاهدًا على مواصلة إسعاده والتعبير عن أحلامهم وأفراحهم وأفكارهم

ماذا تطلب من السياسيين في العراق ؟
نشاهد السياسيين على الشاشة وهم يضحكون مع بعض وجالسين مع بعض ويدافعوا عن بعض .. أتمنى أن هذه الحالة تسود أكثر وتظهر للناس بصورة أكبر وأتمنى لما يصير حادث يخرج البعض ويشدد أكثر على حرمانية القتل بصورة أكثر

هل ترى أن دخول الدين في السياسة له تأثير سلبي ؟
والله يا أخي كنا نقرأ ونحن صغار عن تسييس الدين وفي ناس - هذا تاريخيًا موجود - يبتغون أشياء من وراء ستار الدين .. ولكن في ناس عظماء يعطون روحهم في سبيل خدمة الوطن ويريدون بناء العراق ولكن للأسف هذه الصفة ليست هي الغالبة

هل يزورك حنين العودة للعراق ؟
بألم : (( أنت زرت بلد وقدمت شيء حلو واستقبلك الناس بشكل جميل يكون لك حنين أن تزوره مرة أخرى .. فما بالك بمدى الحنين والشوق لوطني وأرضي وأهلي )) ..

هل هناك خطة للعودة ؟
الآن لا .. وأول المعترضات والدتي .. طبعًا شعب العراق طيب ولكن الظرف صعب هذه الأيام !

غنيت للعراق في آلامه وجراحه .. متى تتوقع أن تغني لأفراح العراق ؟
إن شاء الله الأمل موجود بداخلنا وعندما غنيت أغنية (( العراق )) على مسرح رويال ألبرت هول في لندن قبل أيام وجدت ناس تبكي وتقول كلمات الأغنية (( سلام عليك على رافديك عراق القيم .. فأنت مزار وحصن ودار لكل الأمم )) .. ودائمًا نقول إن شاء الله قريبًا يعود العراق .. بس هي لعبة .. ممكن بيوم واحد نجد الأمور خلصت ويعود العراق والاستقرار والبناء والحضارة

وأخيرًا .. وجدت قبل هذا الحوار في حالة غضب مما نشر في بعض الصحف عن اتهام شخص لك بسرقة أغنية (( أنا وليلى )) من والده ؟
أنا أستغرب من موقف بعض الإخوان الصحفيين على إعطاء مساحة وفرصة لمرضى النفوس والباحثين عن الشهرة ، وأقول إن شاعر أنا وليلى الأستاذ حسن المرواني .. وهو رجل محترم وأستاذ لغة عربية ، ولظروف خاصة ابتعد عن مجال الشعر وابتعاده هذا شجع الآخرين على محاولة سرقة جهده .. والله يظهر الحق .. وأنا عن نفسي سأظل أدافع عن حقوق الشعراء الذين أتعامل معهم .. وأتساءل لماذا تذكروا الآن هذه القصيدة وهي موجودة منذ عشر سنوات وأرددها في كل حفلاتي ، أعتقد أن في الأمر شيئًا .. أما عن نفسي فلم أكن طرفًا أبدًا في هذا الموضوع فأنا أغني الشعر الجميل فإذا كان كاتبه (( فلان أو فلان )) فما هي مصلحتي في ذلك ، المهم أن أحرص على حقوق الشعراء المعنوية والمادية

جريدة الأهرام المصرية