إيمان مشرفة مدينة الحب
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 13564 الأغنية المفضلة : لا يا صديقي الألبوم المفضل : انا وليلى الفيديو كليب المفضل : اغسلي بالبرد تاريخ التسجيل : 19/10/2009 ~~ SMS ~~ : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
| موضوع: تحليل أدبي لجميع أغاني ألبوم الرسم بالكلمات 30/11/2010, 14:49 | |
| صباحكم / مسائكم سكر أحبابي الساهريين أضع بين أيديكم تحليل أدبي لأغاني ألبوم الرسم بالكلمات للقيصر كاظم الساهر--------------------------------- حبيبتي كلمات : نزآر قبآني ألحان وغناء : الموسيقار كاظم السآهر حبيبتي إن يسألوك عني يوماً :: فلا تفكري كثيرًا قولي لهم بكل كبرياء :: يُحبني يُحبني كثيرًا
صغيرتي إن عاتبوك يوماً :: كيف قصصت شعرك الحريرًا قولي لهم أنا قصصت شعري :: لأن من أحبه يحبه قصيرًا
صغيرتي إذا معاً رقصنا :: على الشموع رقصة مثيرًا وظنك الجميع في ذراعي :: فراشة تهم أن تطيرًا فواصلي رقصك في هدوء ٍ :: واتخذي من أضلعي سريرًا
حبيبتي يا ألفَ يا حبيبتي :: حبي لعينيكِ أنا كبيرٌ وسوف يبقى دائماً كبيرًا...نصّ مدهّش اتحفنا بهِ الرآحل الكبير نزار قبآني , وزآده ألقًا وجمآلاً وابدآعًاالموسيقآر الكبير كاظم السآهرقصيدة تُجسّد الحب بأروع معانيه , وتفصّل العشق شكلاً وتوجزهُ مضمونًا في كلمة نطقها سهل ولكن تطبيقها يحتآج الكثير من العناء والصدق والاخلاص كبداية القصيدة تحمل معنى السهل الممتنع , فكلماتها قريبة الفهم من الجميع كلمات بسيطة يتداولها المثقف والغير مثقف , الأميّ والمتعلم فالكل يتدآول كلمة حبيبتي , ولكنها لها أبعآد فلسفية نجدها بين السطور , أبدعها نزآر وسلّط عليها القيصر النور , فأشعتّ ونقلت لنا السرور ’,تبدأ القصيدة بمبدأ يذكره الشآعر في بدآية القصيدة وهو التفكير في دوآفع الحبوأسبابه من مظهر ومخبر , من صفة وخصلة , يرى الشآعر أن الحب لايحتآج لسبب كي يُعلن , فلاداعي للتفكير في سبب تلك المشآعر فالحب لايُعلل , فقط إن سئلتِ ياحبيبتي عني فلاتفكري في السؤآل وأجيبيهم فورًا وبكل شموخ وعزة " يحبني يحبني كثيرًا " فلعله كافِ كي أبآدله نفس هذا الحب الذي منحني إياهـ ’,ثم ينتقل الشآعر إلى منحى آخر من الحب , وهو يخآطب حبيبته الكبيرةُ الصغيرة ووصفها بالصغيرة , الصغيرة في نعومتها .. برآءتها .. توآضعها .. عفويتها .. جمالها فحبّ القيصر أن يحوّر الكلمة من أميرتي إلى صغيرتي كي تتناسب مع كل هذه المعآني الصآدقة والرآئعة , المقطع الثآني يحوي فلسفة جميلة استخدمها الشآعر ليوحي لنا أن الحب كبر من - نعم ولا - , الحب لايعرف سوى التضحية في سبيل اسعآد الطرف الآخر ورضاهـ حتى وإن كان الأمر غير محبب لدى البعض ولكن هو تصوير جميل ومعنى أجمل حملته أبيآت هذا المقطع ’,مقطع يتحدث عن منطقة مهمة في المرأة , وجزء تتباهى به المرأة كثيرًا وهو شعرها فهو من مصادر أنوثتها واعتزازها به مبدأ لديها , فهو وآجهة جمالية لها ومدعاة افتخارٍعند الكثيرات , ومن الصعب أن تستمع المرأة لكلام الغير في مايخص شعرها من القصأو الصبغ أو غير ذلك من علامات الزينة للشعر , ولكن عندما يتدخل الحبيب وتكون لديهرغبة معينة في شكل هذا الشعر فـ تقدم المرأة كل مابوسعها كي ترضي هذا الحبيب العآشق , لذا ياحبيبتي سيعاتبوكِ عن قصكِ لشعركِ - رغم أنه وصفه بالحرير ليبيّنجمآله الأخّاذ - فلاتطيلي معهم ياصغيرتي بالكلام , قولي لهم فقط أن حبيبي يحبه قصيرًا نرى في المقطع الثآلث وصورة جديدة للحب , مشهدًا رومانسيًا نتخيله عند السمآعأو القراءة , وتتواصل سلسلة الخطآب من الحبيب لحبيبته , وكأنه يعلمها الحبَومفاهيمه ومواقفه , فيقول لها اذا رقصنا على الشموع وأنغآم الموسيقى رقصةً مثيرةورآكِ النآس في ذرآعي - من فرط إثارتكِ ووصولك لحد النشوة من الفرح والاستقرآر -كالفرآشة التي على وشك الطيرآن , فلاتلتفتي لنظرآتهم أو كلامهم ووآصلي رقصكِفي هدوءٍ وسكينة , واتخذي من أضلعي سريرًا لكِ وفيه ايحآء إلى حآجة المرأة لحنآن الرجل وعطفه وتعآمله الحسن مع عشيقته مقطعٌ أخير , وصورة ختآمية تُعد الأروع وهي تتحدث عن العين , فما أهمية العين في مسألة الحب ؟؟نرى أن الشعراء قديمًا وحديثًا يتغنون بالعينين ووصفها بالسهآم , والرمآح ونذكر أبرز ماقيل عن العيون ووصفها :إنّ العيونَ التي في طرفها حـورٌ قتلننـا ثـم لـم يحيـن قتـلانـا يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن أضعـف خلـق الله اركانـا..وليست المرة الأولى التي يتغنى القيصر بالعين , فقد رآها الذبح تآرة في :ونظرة من عيونك تذبحنابصفين الهدب والحاجبينا وقد وجدها البيت والسرير تآرةً في :عيناها بيتي وسريري..فالعين التي هي أضعف أجزاء الانسان لها مفعول السحر في سرقة نبضآت القلب والقبض على المشآعر , والاستيلاء على كل الأحآسيس , العين التي نجد فيها الحزنوالفرح , الصدق والاخلاص , الحب والعشق , هذه العين لا أبآلغ ان قلت أنها تشكّل نسبةكبيرة من أيّ علاقة عآطفية قائمة لذا رأينا في المقطع الأخير اكتفاء بالعين للحب دون غيرها لما توجزه من أمور نعجزعن ذكرها هنا , ومن عَشِقَ العينان سيظلُ عاشقًا لهما دومًارآئعة (حبيبتي ) , صّوَرْ في الحب يقدمها العآشق كدروس لمعشوقته ونستمتع كثيرًا بهذه الدروس وتلك العلاقة -------------------------------------------
المحكمة
كلمآت : كريم العرآقي توزيع : د.فتح الله أحمد ألحآن وغنآء : الموسيقآر كاظم السآهر
..
كُنّ منصفًا يا سيدي القاضي ذنبي أنا رجلٌ له ماضي تلك التي أمامك الآنَ كانت لديّ اعزّ إنسانه أحببتها وهيَ أحبتني صدقاً جميع الهمّ أنستني صارحتها وقلت مولاتي كثيرةٌ كانت علاقاتي قالت : حبيبي دع الماضي وقبّلني بين ذرآعيكَ أنا الكلُ وأنا لي الحاضر والاتي كُنّ منصفًا ياسيدي القاضي تخونني لغتي وألفاظي انّ الذي أمامك الان أشبعني ظلما وحرمانا أنا حالةٌ فعلا لها يُرثى حتى نسيت بانني انثى دللتها .. دللتني !! دمرتني انتَ .. أهملتني انتَ أنتَ عذابي .. أنتَ همومي ونسيت قسوته وقلت له : حبيبي دع الماضي وقبلني بين ذراعيك أنا الكلُ وأنا لي الحاضر والاتي مرّ الزمان .. تغيرّت تغيّرَ تمرّدت تمرّدْ .. تجبّرت تجبّرْ تكبّرت تكبّرْ صبري الجميلُ تجاوزَ الصبرَ لغةُ الحوارِ تحوّلت جمرا فان رأتني جنبها سارحًا فورا تصير امرأة اخرى غيرتها مرضٌ يوسوس لي فعلا أحنّ لذلك الماضي أطلق يديَّ سيدي القاضي حرر يديَّ حرر يديَّ الله على سهراته الكبرى يومًا أراه ويختفي شهرا عذرًا يناقضُ سيدي عذرا من بيت صاحبة الى اخرى فالشلّة الأولى أعادته لضلاله وضياعه الماضي كنّ منصفا ياسيدي القاضي ..
قصيدةُ النسآء كما يحب القيصر والبعض تسميتها , قصيدةٌ وجدت من القبول ماهو قليلٌ بحقها إلى الآن فهي تستحق أن تخلّد بسبب كمية الإبدآع المتجذّرة بدآخلها من أداءٍ ولحنٍ وقبلهما كلمآت كريميّة خرآفية
بعد أن رأينا القيصر يخوض دور الطرف الثآلث " الشاهد "في تلك الرآئعة المسمآة بـ ( كان صديقي ) نجده اليوم يمثل أحد الأطرآف الرئيسية في عمق العلاقة
كرجل لم أكن أرغب الخوض في تحليلها خوفًا من عدم إنصآفي وتحيزي , ولكن سأحآول أن أمتثل انصآف القآضي في هذه المغآمرة
قصيدةٌ تحكي حكاية قلبين عشقا بعضهما متجآوزين جميع العقبآت التي قد تحوّل حياتهما فيما بعد فهي علاقةٌ بدأت بالصدق والصرآحة مما يدل على تمسّك الطرفين ببعضهما , ومرّ الزمآن فانقلبت تلك الحيآة رأسًا على عقب ووقع ماكان يخشآهـ أحدهما منذ البدآية وهو تأثير المآضي على علاقتهما فما كآن لهما سوى الإحتكآم للقآضي وشرح كلٌ منهم معاناته أمامه علّه يحرره من ذلك القيد الذي يربطهما ببعضهما
هي أشبه بتجسيد درآمي على خشبة المسرح , بطلاهـ هوَ وهيَ , ويقفآن أمام منصة القآضي الذي يسمع منهما بانصآتٍ شديد
كن منصفًا يا سيدي القاضي ذنبي أنا رجلٌ له ماضي تلك التي أمامك الآنَ كانت لديّ اعزّ إنسانه أحببتها وهيَ أحبتني صدقاً جميع الهمّ أنستني صارحتها وقلت مولاتي كثيرةٌ كانت علاقاتي قالت : حبيبي دع الماضي وقبّلني بين ذرآعيكَ أنا الكلُ وأنا لي الحاضر والاتي
استجدآء وتمني يغلفه الإيمآن بصدق قوله عندما يقول ( كن منصفًا ) فهو يطلب الإنصآف من القآضي معترفًا بذنبه الذي قد أعترف به من بدآية العلاقة معها , ومن منا ليس لديه مآضي ؟؟
نعم أشعرُ بذنبٍ كبير واستيآء من ذلك المآضي الأليم , ورأيتها فلم أتمالك نفسي وصدقًا أحببتها وأعليتُ قدرها وأخبرتها عن جميع علاقاتي المآضية كي أبدأ معها صفحةً جديدة وأكتب من بدآية السطر .. فقط حبيبتي
وقد أجابتني بنسيآن ذلك المآضي حيثُ لايمثّل لها أيّ شئ وما يهمها هو الحآضر والمستقبل – ونلاحظ تصديقها له في قولها " بين ذرآعيكَ أنا الكلُ " –
ونجد أستخدآم " كانت " للدلالة على المآضي , ودليل على مآذآقه منها حتى تحوّلت تلك المعزة إلى مآضي !!
كن منصفًا ياسيدي القاضي تخونني لُغتي وألفاظي انّ الذي أمامكَ الآن أشبعني ظلما وحرمانا أنا حالةٌ فعلا لها يُرثى حتى نسيتُ بانني أُنثى
يأتي دور الطرف الآخر هنا باستجدآء الإنصآف , والصدق أيضًا الذي يتضح من انتقآء ألفآظها , ونجد هنا قلبٌ للأحدآث من النهآية للبدآية وكأنها ردّت في البدآية على لفظه " كانت لديّ أعزّ إنسآنة " وفي دفآعها لم تعرف مآذا تقول فلسآنها عآجزٌ عن الوصف وتآهت جميع أحرف اللغة في مخيلتها ’,
سيّدي , لقد أذآقني المر والألم والضيآع والحرمآن , فمعه ومع إهماله لي أصبحت حآلتي يُرثى لها , ونسيت حتى طبيعتي التي أوجدتُ عليها وأنني أنثى , فلم أجد معه سوى الظلم والقسوة في المشآعر ولم أجد أيّ شئ يحسسني بأنوثتي معه ’,
ونلاحظ الفرق بين بدآية الرجل وبدآية المرأة هنا , حيثُ أن الرجل سَرَد القصة منذ بداية علاقتهما , أما المرأة فتحدثت عن ماذاقته من آلام بشكل مباشر ولعل ذلك يوضح أيضًا ذكاء المرأة في طلب العطف دللتها ..
يقآطع الطرف الأول الحديث بتوجيه كلامه للقآضي أنه لم يقصّر في دلالها ويبعد الاتهام الذي أتهمته إياهـ
دللتني !! دمرتني أنتَ .. أهملتني أنتَ أنتَ عذابي .. أنتَ همومي
فترد بتعجب ودهشة وسخرية , دللتني !!
بل دمرتني وأهملتني , ونجد في العذآب والهموم تقدّم الضمير ( أنتَ ) على ماحدث ففي البدآية كان الضمير متآخرًا وكان ذلك الرجل طرفًا في التدمير والإهمال الذي حصل في وقتها حيث كان الاهمال والتدمير وقتي في مدة معينة ’,
ولكن في ( أنت عذآبي , أنت همومي ) هنا تقدم الضمير على الحدث فنجد تحميل الرجل كل ما أصآبها فمعنى العذآب ومعنى الهموم تجسّد في شخصه هوَ , وأصبح ملازمه فهو العذآب بعينه وهو الهم بعينه وكأن ذلك العذآب والهم سيستمران معها طول حيآتها’,
ونسيتُ قسوته وقلت له : حبيبي دع الماضي وقبلني بين ذراعيك أنا الكلُ وأنا لي الحاضر والآتي
ومن ثم تعود إلى بدآية علاقتهم وتقول له لايهمني ذلك المآضي في شئ وماعليّ سوى من الحآضر وما سيأتي مادمتُ أنا فقط بين ذرآعكَ فذلك كفيلٌ بنسيآن كل مآحدث
ولكن نجد هنا أمرٌ هآم وهو في ( ونسيتُ قسوته ) , وكأن الرجل له أكثر من مآضي سواء ذلك الذي كآن قبل أن يقيم علاقتها معها أو مآضٍ حدث أثناء إقامة تلك العلاقة وماكان منها سوى النسيآن وطلب قبلةٍ تزيل كل شئ ’, وهنا دليل على تضحية المرأة الدآئمة وغفرانها لزلات الرجل ’, بعد ذلك التفآهم والتسآمح الذي كان بينهم , حدث التغيير - كلٌ يرى التغيير في الآخر -
مرّ الزمان .. تغيّرت تغيرَ تمرّدت تمرّدْ .. تجبّرت تجبّرْ تكبّرت تكبّرْ
نجد هنا أصوآتًا متداخلة بينهما , تعبيرًا عن ما رآهـ كلاهما من وجه آخر لايعرفانه عن بعضهما , ونلاحظ تسلسل في الأحدآث ( تغيّر - تمرّد - تجبّر - تكبّر ) فالتغير أي أن الانسآن تغير عن حالته ووضعه الذي كآن عليه , ورآفق ذلك التغيّر تمرّد ورفض وموآجهة واصطدآم , ومن ثم أتى الجبروت والتحكّم واختتمت الأحدآث بأنّ كلاً منهما تكبّر على الآخر !!
صبري الجميل تجاوز الصبرَ لُغة الحوار تحوّلت جمرا فإن رأتني جنبها سارحا فورا تصير امرأةً أخرى
يعود الرجل للدفاع ويصف لنا صبره الجميل , واستخدم وصف جميل ليبيّن أن صبر العآشقين على بعضهم هو فعلاً جميل , وليبيّن أيضًا أنه كان يعشقها لذا كآن صآبراً بحب ولكن مالذي حدث ؟؟
فذلك الصبر الجميل تجآوز معنى الصبر أسآسًا فلم يعد صبرًا , ونرى في كلمة " تجاوز " دليل على كثرة صبره حتى فآق ماحدث استحمآل ذلك الصبر ’,
وقد يدل الحديث عن الصبر هنا على عظمة صبر الرجل على المرأة في شتى الأمور ولا عَجَب أن يتغنى القيصر بذلك فله تجربةٌ سآبقة في قوله :
أنا صبر الرجآل على النسآءِ
ويصف لنا لغة الحوآر والنقآش الهآدئ بينهما فأصبحت تلك اللغة شعلة من نآر وليست نآرًا بل قطعة جمرٍ والتي هي أشد من النآر وهيجآنها , فمما أصابها أنها تتغير حتى حين ترآني سآرحٌ ’,
غيرتها مرضٌ يوسوس لي فعلا أحنّ لذلك الماضي أطلق يديَّ سيدي القاضي حرر يديَّ
يبيّن لنا الرجل هنا سبب تغيير من كانت حبيبته , وهي الغيرة التي وصفها بالمرض ووصفها أيضًا بـأنها أصبحت " توسوس له " , وبسبب تلك الغيرة الشيطآنية القآتلة فعلا أصبحتُ أحنُّ لذلك المآضي الذي اعترفت بالذنب منه للحظة ولكنه أفضل مما أذوقه الآن من ويلات وعذآبات
ويعود للاستجدآء بلفظي ( أطلق يديّ منها , حرر يديّ منها ) , وإن كان لهما نفس المعنى ولكن في دلالتهما كل لفظٍ أقوى وأشد من الآخر , فالاطلاق كإطلاق السرآح وكأنه أصبح مثل الأسير معها وينتظر اطلاق , أمّا التحرير فهو كالاستحلال حيث أنها استحلّته وسكنته ويريد انتزآعها من ذلك الجسد
الله على سهراته الكبرى يومًا أراه ويختفي شهرا عذرًا يناقضُ سيدي عذرا من بيت صاحبةٍ الى أُخرى فالشلّة الأولى أعادته لضلاله وضياعه الماضي كُنّ منصفًا ياسيدي القاضي
تختتم الطرف الآخر في دفآعها بشئ من السخرية والتشهير ردًا على حديثه عن الغيرة وتستخدم لفظ ( الله على ) كنايةً عن الكثرة وهي تقصد تلك السهرآت فتقول : لم تفآرقه حتى ونحن مع بعضنا بل أنني وصلت لدرجةٍ أصبحتُ لا أراه مطلقًا بسببها , وإن عآد فأعذآره كلها منآقضه لبعضها مما يوضّح كذبه وخدآعه , وللأسف استطآعت شلته الأولى أن تعيده لما كآن عليه في المآضي - وفي لفظ ( أعادته ) إعترآف مبطّن منها أنه تغيّر عندما عرفها ورمى المآضي خلفَ ظهره – والأمر أصبحَ لديكَ سيدي القآضي فأنصفني ------------------------------ 600 بوسة
كلمآت : كآظم السعدي توزيع : حسآم كآمل ألحان وغناء : الموسيقار كاظم الساهر .. يـ اللي دلالك زايد .. وياي ليش معاند هيه 600 بوسة .. وكل شي منك مارايد محتاج أمشي سنتين .. من الحاجب للعين يا حبي ماخذنى وين .. توّنس يلـ قلبك بارد
يللي دلالك زايد .. وياي ليش معاند هيه 600 بوسة .. وكل شي منك رايد
ست الحسن محلاها .. روحي تمشي وراها من حقها لو تتباهى .. حلوه ونجمها صاعد
يللي دلالك زايد .. وياي ليش معاند هيه ستمية بوسة .. وكل شي منك رايد
موال ... إبتسم كاس الهوى من طيب نفسك أكو غيرك حلو بس ماكو نفسك أريدك يا حبيبي تبوس نفسك بس بداخلك تنويه لي ..
كلمات شعبية غزلية خفيفة يقدمها لنا قيصرنا كوجبة خفيفة تفصل بين الوجبآت الدسمة الموجودة في الألبوم السآهري الجديد .
قارئ كلمآت الأغنية قد تمتلكه الابتسآمة أحيانًا , والرغبة أحيانًا , والاندمآج أحيانًا ايضًا فهي أشبه بالمُشآكسة الخفيفة من عآشق ومعشوقته التي سآرت بدرب الدلال عليه , والمرأة معروفه بدلالها وتحتاج بعض كلماتٍ كي تحسسها بأنوثتها , وليس شرطًا أن تكون كلمات صعبة وخآرقه قد لاتفهمها , بل المهم من ذلك أن تكون كلمات بسيطة وبساطتها تكمن أنها خارجة من القلب لذلك هي تصل القلب ..
يبدأها العآشق بمناداته لحبيبته ووصفها بالدلال الزائد والمعاندة معه في عدم الرضا , وهو عاكفٌ على إرضائها فيقول كل ما أريده منكِ فقط ( 600 بوسة ) ولعلّ المستمع يرى لؤم هذا العاشق في عشقه ومكرهـ وعزفه على أوتآر المشآعر , فما يريدهـ ستمائة بوسة وكأنّ هذا العدد لايساوي شيئًا أمام حبه لها ..
يعكف العآشق على وصف محاسن تلك المدللة , فيصفها بـ ( ست الحسن ) وأنّ من غرآمه بها أصبحت روحه تقوده لها من غير ادراكٍ منه , ويرى بعد ذلك أن من حقها هذا التباهي والدلال .. فهي حلوة وحلاوتها وحسنها في ازدياد
..
يردد بعد ذلك موالاً يناجيها به فيؤنسن الحب والهوى وكأنه يشرب ويبتسم كالانسان حيث يذكر أن كأس الهوى ذلك الشئ الجآمد ابتسم من طيب نفسك – ويقصد في طيب نفسك إما صفاء النية والصدق , أو نَفَس تلك المدللة وآصفًا له بالطيب رائحةً وطعمًا – وهذا الأقرب في القصد
يعود ويعترف العآشق أن هناك فعلا من البشر من يتصف بالحلاوة , ولكن ليست نفس حلاوة معشوقته , ويختمها بطلب أو أمنية من تلك المدللة - بما أنها رافضة القرب منه ومستمرّة في دلالها عليه – فيطلب منها أن تبوس نفسها وتنوي قبل أن تبوس نفسها بأنها هذه القُبلة كأنها من عآشقها المغلوب على أمرهـ .
ومما نلاحظه في الموآل استخدآم لفظ لعدة معاني - نفسك - وهو مايعرف بالأبوذيات وقد اشتهر القيصر بذلك الاتجاهـ واللون الغنائي
---------------------------------------
مو طبيعي
كلمات : كريم العراقي توزيع : د. فتح الله أحمد ألحآن وغناء : الموسيقآر كآظم السآهر
لا والله إنتَ مو طبيعي كم مرّه حلفت لي انتهى الموضوع وينك بس شفتها صرت ترجف وجمرات انتقامك نزلت دموع رحت إنت الجريح وتخلق أعذار وايديك بحضن ايديها نامت أسبوع لا والله إنتَ مو طبيعي
حنّ ولان .. الغضبان نسى الأحزان والحرمان مجرّد ضحكت وقالت: يا زعلان كذب يحتل مكانك يوم إنسان بديت من القلب تضحك وبست بشفايفك جرحك يا قلبي بزعلك وصلحك مثل بركان أحسّك بين الضلوع لا والله إنتَ مو طبيعي
انتظرها يا قلب متأسفه تقول بدمعة تجاملك أو عذر مقبول لسّه انت بسببها كتلة هموم كوابيس الظّنون وقلّة النوم إنتبه .. إصحى .. إهرب .. مليتني أحزان حريتك معك وتريد سجّان لا والله إنتَ مو طبيعي ...
كلمآت بسيطة في نثرها , عميقة في معناها ولها أثرٌ كبير لدى أغلب السآهريين فهي تحكي عن ذلك العضو الذي نجاهدُ أنفسنا كي نسيطر عليه وكثيرٌ من الأحيآن يتغلب علينا ويصول بنا ويجول وكأننا دميةٌ في يدِهـ ..
تحكي هذه الكلمات عن شخصية عاشق ليست سويّة , شخصية فيها من التناقض والتضآد الداخلي الكثير , ولكن يذهب هذا التضآد والتناقض إن عرفنا أنه في سبيل الحب والعشق والهوى ..
يتلاشى شعورنا بالتناقض إن عرفنا أن هذه الشخصية تُعطي للحب لأجل الحب ولاشئ سوى الحب , ويذهب تناقضنا إن عرفنا أن الحب أساسه التضحية والتسامح والرّحمة بقلب الحبيبة وقلب الحبيب أيضًا ..
كلمات هذه الأغنية هي خطآب يوجهه شخص ما لقلبه , قلبٌ ذآقَ ألم العشق وحرقته تلوّع أيامًا وأيام من جراء هذه العلاقة حتى ابتعدت معشوقته عنه وتوعدها بالانتقام وحتى الانتقآم لن يطفئ نيرآن غضبه ..
ولكن وبمجرّد أن عادت المعشوقة , أعادت له روحه المسلوبة , وأَشْفَتْ جوارحهُ المكلومة , وأيقضت قلبه النآئم في سبآتٍ عميق , تلاشى كلّ الغلّ والحقد والانتقآم وتبدّل الحال من غضبٍ لفرحٍ وشوقٍ وولهْ
فيأتي صآحبنا ليخآطب قلبه العآشق , فعلا انت لست طبيعيًا , فكم من مرةٍ أكدت لي أن موضوعكم انتهى من غير رجعة , وكم من مرةٍ بكيت بدل الدموع دمًا على كل لحظاتك معها , وبمجرّد أن رَجَعَت ورأيتها بدأت ترجف وتنتفض كالطفل الذي يظل يصرخُ ألمًا وحزنًا حتى تلقفه أمه ليعود له هدوءهـ , حتى الانتقآم حولته لدموع شوقٍ فرحًا برؤيتها !!
بل والأدهى والأمر أنه برغم جرحك أصبحت تختلق لها الأعذار لتجد عذرًا وتقتنع بأنه كان لها حق الترك والرجوع فأصبحت كمن يكذب الكذبة ويصدقها , فحالتك ياقلبي فعلاً ليست طبيعية أبدًا ..
يعود صآحبنا ليصف حالة قلبه بعد عودة معشوقته , فتبدّل الغضب منها إلى لين وحنيّة وتبدّل الحرمان والأحزان إلى فرح ونسيان , وبمجرّد أن ضحكت بوجهه تناسى الألم والفراق والجراح والخدآع وحنّ لها كأنها لم تفارقه لحظة , وكأنه يتساءل أين الزعل والحقد والانتقآم منها , هل تتحول المشآعر بين لحظةٍ وضُحاها من النقيض إلى النقيض ؟؟
نرى في آخر مقطع وحديث أخير بين تلك الشخصية وقلبها , فيقول لقلبه أنت بدآخلكَ كلّكَ انتظآر لها ولأسفها حتى تعفو وتصفح عنها ولو كان أسفها وعذرها بدمعة كآذبة فذلك بالنسبة لكـ مقبول وهوَ ماتتمناهـ , ونَسِيْتَ أنّك إلى الآن كتلة من الهموم , واستخدام " كتلة " دليل على كثرة الهموم وضخامتها وحتى النوم لم تهنأ به وأنتَ تفكر بها والظنون تأخذك يمنةً ويسرةً بعودتها من عدمه
نحن أمام شخصية تُأنسن شخصية , والأنسنة في الأدب هي الحديث عن شئ ما وكأنه بشر من لحمٍ ودم وهذا مارأيناهـ مع الشخصية وقلبها , وكأن القلب كائن يختلف عن صاحبه في طباعه وتفكيره
ولعلّ في هذه الكلمآت حوار بين العقل والقلب , ونرى انتصآر القلب على العقل مما يدل أن السلطة الأقوى دائمًا هي للقلب , وهذا برأيي أقرب مثآل له الأب والأم وحبهما لأبنائهما , فالأب حبُه عقليّ والأم حبها قلبيّ إنتبه .. إصحى .. إهرب .. مليتني أحزان حريتك معك وتريد سجّان
ومما يدل على علاقة القلب بالعقل هي تلك الاشارات التي يرسلها القلب للعقل حتى فآآض بالعقل ولم يعد يتحمل وامتلأ حزنًا وأسى , ويختمها العقل بحديثٍ أشبه بالسخرية مع تعجب فيقول هل يعقل أنه بيدكـ أن تكون حرًا وتبحثُ بنفسكـ عن سجانٍ لها , فعلاً ياقلبي أنتَ لست طبيعيًا
------------------------------------------
اسكت
كلمات : كريم العرآقي توزيع : عمرو عبدالعزيز ألحان وغناء : الموسيقار كاظم الساهر
اسكت يكفيني جرحك أنا سامحت الجميع مدري أبكي ولّا أضحك بارد دمّك فظيع تشكيني بين أصحابي ومنك مرضي وعذابي اسكت واخجل من ذنبك أنا مو مثلك أبيع والله ما أكرهك بس غاضب وزعلان بدربك زرعت الوفا وكان الحصاد حرمان خذلان صدمة أسف نكران دامي شنيع اسكت ..
من الأغاني العآميّة التي لاقت استحسانًا وقبولاً لدى الجمهور الساهري وغير الساهري ونرى فيها انتهاج طريقة مغايرة في انتقاء الكلمات والألفاظ , أبدع فيها العرآقي كتابةً وصآغها القيصر بشكل مميز دليل على رؤية فنيّة لما تعنيه هذه الكلمة ( اسكت ) ..
مايميز هذه الأغنية بدايةً الأكسنت وبمعنى أصح نطق القيصر لهذه الكلمة الذي هو خير معبّر لما تحويه طيّات الأغنية , فنلمس في النطق برود + قهر + غضب , مفاهيم اجتمعت لتشكّل كلمة من بضع حروف ..
هذهـ الأغنية تمثّل صرخة توجّه لمن خآن وبآع بأرخص الأثمآن , وفيها الكثير من المعاني الحزينة المُحبِطة البائسة ..
يبدأها بأمر السكوت لمن جرحه , وكأنه قادم له للاعتذار فبادره بذلك الأمر مع ذكره أنه سامح كل من أساء له , ونرى ذلك في ذكره (الجميع ) دليل أنهم كُثُر , ويرى أنه وَصَلَ لحالةٍ لم يَعُد يميّز مشاعره فيها هل هي فرح أم حزن , ضحك أم بكاء وهذا كله بسبب البرود الذي أصبح ينتآب بعض النآس من الاساءة والاعتذار وتكرار ذلك , فلم يعد يعرف هل يبكي على حاله وماجرى له منهم , أم يضحك سخريةً على حالهم هم ؟؟
بعد ذلك اعاد ليوضّح ماجرى له وأوجب اصدار ذلك الأمر لمن جرحه , فيوجّه الخطآب معاتبًا ومستغربًا بقوله : هل وصل بك الأمر أن تشكيني لأصحابي وأخلائي ؟؟ والأدهى أنك أنتَ من جرحتني وعذبتني وذقت معك الويلات والآهات , وكأنه يذكّرنا بالمثل الشعبي المتداول والذي يقول " ضربني وبكى وسبقني واشتكى " فيخاطبه بقوله ماذا ستستفيد من شكواك ؟؟ ووصفه بعدم الخجل وذهآب الحياء منه , والخجل هنا يذكره في أمرين هما خجل لما فعلته بي من ترك وهجر وجرح , وخجل لـ شكواك رغم أنك أنتَ الظالم ولستُ أنا .. ونعود لأمر السكوت وكأنه يأمره أيضًا بالسكوت من شكواهـ وخجله من ذلك
نجد بعد ذلك معنىً جميل يجسده بصدق وصفاء قلب , فيقول له رغم مافعلته أنتَ بي إلا أنني لا أكرهك وللتأكيد أردفها بالقسم ( والله ) , وعآد ليصف حاله أنه غاضب وزعلان وهذا الغضب والزعل مما يتبيّن لدينا أنه ليس ممن جرحه ولكن عليه , يتحسّف عليه بقوله أنني زرعتُ الوفاء والاخلاص والمحبة في دربك - ولفظ زرعت دلالة على فترة طويلة استمرت فيها عملية الزراعة - ويقول أنّ مازرعته أنا عدتُ وحصدته ولكن ليس كما زرعته بل على النقيض تمامًا , فلم أجد منكَ من حصاد لما قدمتهُ لكَ سوى الحرمان والخذلان , ووصفه أخيرًا بالدآمي كنايةً عن الدم , والشنيع كنايةً لـ عِظَمْ مافعله
---------------------------------- الجريدة كلمآت .. بدر بن عبدالمحسن ألحآن .. محمد شفيق غنآء .. الموسيقآر كآظم السآهر
ادري وش سر الجريدة به أحد .. يقطع وريده وينزف أخبارٍ جديدة وحنا نقراها الصباح دنيا مكتوبه فـ ورق دنيا من دم .. وعرق دنيا مجنونه أرق .. وهمّ انسرق .. إحترق .. المُهم كلها أخبارٍ سعيده وحنا نقراها الصباح لو طبعنا صفحة ما فيها خبر لا حروف .. ولا صور صفحة يملاها البياض صفحة تملانا بياض ما يعكرها الحبر بتكون الصفحة الوحيدة اللي نقراها الصباح ..
الجريدة , ثورة في اختيآرات القيصر وثورة في الأدآء أيضًا والبصمة السآهرية الوآضحة في التلحين الشفيقي
قصيدة تحمل فلسفة عآلية في جميع حروفها , فلسفة تجعلنا نتأمل ونتوقف كثيرًا في تفسير ماتحويه السطور ومابين السطور أيضًا , فالقصيدة تعتبر من السهل الممتنع وما أكد ذلك عدم ادرآك بعض السآهريين لها عند انتقآدهم
كلمآت بسيطة وتكمن بسآطتها في حديثها عن تلك الأورآق التي نتصفحها كل صبآح لنعرف جديد العآلم في جميع المجآلات
تبدأ القصيدة بجوآب لسؤال غير معلن وهو ( سر الجريدة ) , فيخبرنا أنه يعلم ماهو سر الجريدة , حيث لاسر لها في الأصل ولاجديد لتلك الصفحآت فما نقرأه اليوم سنقرأه غدًا وبعد غد , وربما يقصد في السر هو الهدف من نقل تلك الأخبار الأليمة وتأثيرها على قآرئها ’,
تطرقت هذه الكلمآت إلى محتوى الوريقات الصبآحية , وبدأ يخبرنا كاتبها عما نقرأه فيها بشكل يومي , من الخلافات والحروب بين بعضنا البعض وهنا نرى ايحآء بذكره ( الوريد ) وقد يكون القصد منها المشآكل والفتن بين أبناء الشعب الوآحد أو حتى بين جميع النآس باعتبآر أن الجميع أخوة , فاستخدآم الوريد هو كناية عن القرب , وقد يكون لها مدلول سطحي بمعنى الانتحآر , وهنا نجد عمق هذه القصيدة
يصف لنا الشآعر هذه الدنيا التي نخوض غمارنا فيها , والتي نجد جميع أخبارها في هذه الصفحآت المسمآة بـ ( الجريدة ) , وكأنه هنا يصف الكثير الكثير سواء من يعيش في هذه الدنيآ , أو من له علاقة بهذه الأخبآر الحزينة , أو حتى من يقوم بطرح هذه الأخبآر
وفي حديثه عن الدنيا كأنه يتحدث عن البشر ودلالته هنا استخدآمه لـ ( دم , عرق ) وهو يرى أن هذه الدنيا ( البشر ) تعشق الهم والأرق بقراءتها لتلك الأخبار والتفكير فيها ليل نهآر , وفي الأخير لاتتجآوز مجرّد أخبار من كثرتها وكأننا نقرأها بسعآدة كل صبآح وقد يكون يقصد بالسعآدة هنا تلك الابتسآمة السآخرة التي تُرسم على شفاهنا عندما نقرأ أحدآث العآلم المؤلمة والمكررة بشكل يومي ’
يختم الشآعر فلسفته بافترآضه لو كانت هنآك صفحة في تلك الجريدة بيضآء لاتحوي أخبآرًا ولايعكرها ذلك الحبر الذي أصبح لايكتب سوى في الموت والسرقة والحرق والدمآر , فستكون هذه الصفحة هي الصفحة التي سنقرأها فقط رغم بيآآضها , دليل أننا مللنا من جميع مايذكر في الاعلام المقروء من هموم تصيب القارئ بالأمراض والعلل ونجد مدلول رآئع في قوله ( صفحة تملانا بيآض ) , والمعروف أن المقصود باللون الأبيض هو السلام
------------------------------- نمت وحلمت
كلمات : د. نشوى جرار توزيع : عمرو عبدالعزيز ألحان وغناء : الموسيقار كاظم الساهر ..
نمت وحلمت إنّك رجعت تقول لي سامحني .. ظلمتك جرحتك سامحني يا عمري .. وحدك تركتك بست خدي وبكيت .. وباحضانك غُفيت بين إيدك يا عمري .. بردان ودفيت
صحيت والوسايد .. غرقانة بدموعي كل شي بيَّ جامد .. بردانة ضلوعي يا عيني عليَّ .. شسوى الشوق بيَّ لا إنتَ إجيت .. ولا جرحك يروح حتى حلم عيني .. ياخدني بجروح
..
إحدى روآئع الألبوم بلا أدنى شك , أغنية لم يختلف اثنآن على جمالها وسحرها وملامستها أوتآر القلب وأوجاعه ..
وكعادة القيصر في تعاونه مع الدكتورة نشوى , نجد تجديدًا واختلافًا كبيرًا في المسآر ويكمن ذلك الاختلاف في نوعية الكلمة , واللحن المنآسب لتلك الكلمة , وما أجمل الرقّة عندما تخرج من أصحابها وهذا مافعلته دكتورتنا العزيزة نشوى ..
تمنيتُ فعلاً لو كانت الكلمآت أطول من ذلك , ولكن لقصرها سبب معيّن وهو أن هذا مجرّد حلم , والحلم عادةً كما يُقال لايستغرق وقتًا طويلاً قد لايتجآوز الدقيقة ..
كان حلمًا بسيطًا ذكره لنا من عآش تفاصيل ذلك الحلم , وقد رأى البعض أن الحلم هو عبارة عن خطاب يرسله الحالم إلى نفسه , وكأنه فعلاً يريد هذا الأمر أن يحدث , وهو مانراهـ في هذا الحلم البسيط العميق ..
نرى أن الحالم من كثر تفكيرهـ في من تركه أصبح يلاحقه حتى في منآمه , وما يتمناهـ الحالم في وآقعه يهرب منه إلى حلمه كي يحققه ..
يبدأ النص بصورة كأننا نراها بأعيننا , صورة اعتدنا على المرور بها وهي ( النوم والحلم ) وبالطبع بينهما ارتباط كبير , والنوم به عدة مراحل , بداية مراحله يكون نومًا خفيفًا , ولكن يتخطى ذلك إلى النوم العميق وقد ذكر بعض العلماء أن الحلم يأتِ للنائم بعد مرور 90 دقيقة على نومه أي في مرحلة النوم العميق تقريبًا ..
ما الذي حدث لذلك الشخص الحآلم , مسلسل درامي قصير المدة رأينا فيه رجوع من هَجَرهُ متأسفًا طالبًا العفو والسمآح عن ما فعله من هجر وغيآب وماسببه له من ظلم ووحدة .
ونجده قال (رجعت ) حيث هنا احتمال الرجعة يغالبها الشكّ وهذا ماسنراه في نهاية التحليل من تأكيد الرجعة من عدمها , ولوقال ( عدت ) يكون كتأكيد للعودة
ويصور لنا ذلك الحالم أيضًا بكاء من رجع بعد غيبة - وهنا نرى تمنّي الحالم بأمور يريدها وتحققت له في حلمه من أسف وبكاء ودفء -
ولكن .. وفي ثوانٍ يتغير الوضع وينقلب الحال ويبدأ التغيير من كلمة (صحيت ) , وكأن التغيير في هذا النص يتمركز في كلمات معدودة ذات تسلسل ( نمت – حلمت – رجعت صحيت )
فبعدما فاق من الحلم وجد نفسه في حالة يُرثى لها , والدموع قد أغرقت مكان نومه واستخدام لفظ (غرقانة ) دليل على كثرة تلك الدموع إلى أن سببت في الغَرَق , وهنا أمر مهم لابد من التوقف عنده هل الدموع كانت في الحلم أو بعده ؟؟
مافهمناه أن الدموع كانت في الحلم بدليل قوله ( صحيت والوسايد غرقانه ) أي هذه حالة الوسادة عندما صحيت وهذا مايؤكد لنا أن مارآهـ ماهي سوى أمنية عاشها ورغب بها في حلمه مع تأكده أنها لن تحدث مما سبب تلك الدموع ..
وكأنه يصوّر تلك الدموع الكثيفة من برودتها جمّدت أعضاءه واخترقت جسده إلى ظلوعه أيضًا ..
يعود بعد افاقته من حلمه لاظهار الشفقة على نفسه في لفظ ( ياعيني عليّه , شسوى الشوق بيّه ) بسبب ذلك الشوق الذي ألمّ به في الحلم مما جعله يستدعيه ويحلم داخل الحلم أنه يراهـ ويستمتع معه وكأنه يسأل سؤال العالم بالاجابة ويقول انظروا ماذا فعل بي الشوق ؟
والمفاجأة أنه حتى بداخل الحلم لم يأتِ من تركه مما سبب بدموعه التي أغرقته وهذا نراهـ في قوله (لا انتَ إجييت ) ..
ومن مظاهر الشفقة على نفسه ماذكره في جملة ( حتى حلم عيني يآخذني بجروح ) أي أن حتى غايته من ذلك الحلم أخذته لمواطن جرحه وألمه , واستخدامه للعين هنا له دلالة , حيث أن العين لاتحلم بل عقل الانسان الباطني هو من يحلم , ولكن الرابط بين العين والحلم هنا هو ( الرؤية ) , أي رؤية من يتمنى رجوعه ولم يرجع ------------------------
الرّسمُ بالكلماتِ
كلمآت : نزآر قبّاني ألحآن وغناء : الموسيقآر كاظم السآهر
لا تطلبي منّي حساب حياتي إنّ الحديثَ يطول يا مولاتي كلّ العصور أنا بها فكأنما عمري ملايينٌ من السنواتِ تَعِبَت من السفرِ الطويلِ حقائبي وتعبتُ من خيلي ومن غزواتي لم يبقَ خدٌ أسمرُ او أبيضٌ الا زرعتُ بأرضه راياتي واليومَ أجلسُ فوق سطح سفينتي كاللّص أبحثُ عن طريق نجاة أين السبايا أين ما ملكت يدي اين البخور يضوعُ من حجراتي اليوم تنتقمُ الخدود لنفسها وتردُّ لي الطعناتِ بالطعناتِ إنّي كمصباح الطريق صديقتي أبكي ولا احد يرى دمعاتي لاتطلبي مني حساب حياتي إنّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي أنا عاجزٌ عن عشق ايّة نملةٍ او غيمةٍ .. عن عشق اي حصاة جربتُ الف محبة ومحبة فوجدتُ أفضلها محبة ذاتي فالحبُ أصبحَ كلهُ متشابها كتشابهِ الأوراق في الغابات كلّ الدروب أمامنا مسدودة وخلاصنا في الرّسم بالكلماتِ ..
رآئعة أدبية قبل أن تكون فنية , من أجمل ماكتبت أنآمل نزآر وخصوصآ أنها حالة تختلف عن حآلات العشق والغرآم والهيآم , فهي منفردة عن جميع قصآئده , ولا أعلم لماذا خطر ببآلي عند قراءتها وسماعها أنّ نزآر كتبها محاكٍ بها بعضًا من شهريآر !!!
يصور لنا النص ذلك الرجل الذي أتعبه عشقه وتنقله من امرأة لأخرى ومن حبٍ لآخر وكأن النسوة يجرون مجرى الدم في جسده !!
يبدأ النص بحديث من أثقلته الهموم والموآجع , وكأنه يفسّر ويوضّح أسباب ما أصابه وما أثقل كاهله , ويرى أنه لو بدأ بشرح ما ألمّ به وما أوصله لهذهـ الحآلة فهو يحتآج مرآجعة جميع مرآحل حياته ولو فعلها فلن تكفيه الثوآني ولا الدقآئق ولا الأيام ولا الشهور في تفصيلهآ ..
ولكن يبدو أنه قال ذلك من بآب الايحآء أنه حيآته كانت مليئة بالموآقف والأحدآث التي نصّبته ملكًا ومن ثم سحبت منه البسآط ليعودَ خالي الوفآض .. ويبدو أن النص كان تمردًا من نزآر وما أجمله من تمرّد عندما يلامس فكر القيصر وشفتآهـ واحساسه وخيآله , فهو يصور عآشق النسآء الذي من كثر النسوة اللاتي تعرف عليهن وكأنه عآش في كل العصور , وأُرهق من كثرة الأسفآر والانتقآل من هذهـ لتلك , ومن خوض المعآرك لنيل رضآهن الصعب والمحبب في نفس الوقت ..
وهو يصوّر الخدّ كنايةً عن المرأة فلم يكن يفرق عنده البيضآء أو السمرآء فجميعهن يطفآنِ نيرآن حبه وعشقه , وهو يصور المرأة هنا وكسب رضآها باحتلال الأرض هنا ونرى التصوير يكمن في لفظ ( الرآية ) , فالمتعآرف عليه أن الجيش قديمًا وحتى الآن عندما يستوطن أرضًا أول مايفعله هو نصب العلم أو الرآية دلالة الاستيطآن وهو مافعله هذا العآشق المتنقل من خدِ إمرأةٍ لخدِ أخرى , ومن سمرآء لبيضآء لسمراء وهكذا دوآليك ..
وبعد كل مارآهـ وعآيشه من أمورٍ يهوآها كل رجل تغيّر الحآل وأصبح كالتآئه الضآئع الفآقد لكل ماتنعّم به بسبب طمعه وغريزته وقد يكون بسبب تشبعه والملل الذي أصبح يرآفقه كظله , حتى أنه في وسط أرضه يشعر نفسه كالمتخفي عن أعيّن النآس فكل سبل النجآة مما أصابه قد تقطّعت بسبب ما اقترفه في حيآته .. يعود ليتذكر تلك الأيآم التي خُلّدت في خيآله وأصبحت مجرّد ذكرى , فيتسآءل نفسه علّه يجد السبب ورآء كل ذلك :
أين من كنّ حولي من السبآيا - وهم أسرى الحرب - ومُلْكُ اليمين وهم - الجوآري - وأين ذلك البخور والرآئحة العطرة التي كآنت تعجّ بها حجرآت قصري ؟؟ أين هم الآن عني وقد أصبحتُ في حآلة حوآرٍ مع الذآت مشتت العقل ..
وبعد هذه التسآؤلات يعود ليجيب عنها بكل صدق , وببيت أجده الأروع والأجمل والأكمل من جميع النوآحي الأدبية :
اليوم تنتقم الخدود لنفسها وترد لي الطعنات بالطعنات
وكأنه يرى أنّ مآفعله في مجمل حيآته انقلب وبآلاً عليه الآن , وبدأ مسلسل الانتقآم من تلك الخدود التي حآرب لأجلها أيآمًا وأيآمًا حتى حصل عليها وبدأ يبحثُ عن أخرى وأخرى , واليوم أصبح الدور لتلك الخدود كي ترد ما تشرّبته منه وتحرمه مما عآش طوآل حياتِه متنقلا لأجله ومقتنيًا له أو كأن ما أصابه هو جزاءًا له عما اقترفه بحقهن ..
ويصف لنا ذلك المتألّم نفسه بوصفٍ يعبّر عما وصل له وكأنه مصبآحٌ يضئ للنآسِ طريقهم , ومصبآح الطريق في الغآلب لايجد الاهتمام من قبل المآآرة ففائدته في انارة دربهم ولايلقون حتى النظر إليه , فهو يرى نفسه كذلك المصبآح الظآهر منه نورهـ ولكن مايكمن دآخل هذا النور لا أحد يعلمه اطلاقًا..
حالةٌ أخرى يقرأها لنا القيصر موسيقيآ بشكل خرآفي ومعبّر جدًا وينقلنا إليها الشآعر متقمصًا بها ذلك الموجوع , فيصف نفسه بالعجز عن الخوض في العشق وذكر لنا الشآعر أمثلة تعبّر عن العجز فعلاً ولها مدلولاتها ( نملة – غيمة – حصآة ) ولو فكرنا قليلاً في مدلول كل لفظ مما سبق لرأينا الابهآر في الاختيآر ..
العجز في عشق هذه الألفآظ يكمن في أن النملة تعتبر من أصغر المخلوقآت وأضعفها وقد لاتُرى أحيآنًا فهو يعجز عن عشقها , والغيمة ليست ثآبتة وقد تزول بمجرّد هطول المطر منها , أمّا الحصآة فهي جمآد لااحسآس ولاشعور فوصلت به حآلته للعجز حتى عن عشق ذلك الجمآد !!!
فلم يعد للحب طعمٌ أو لونٌ أو مذآق لديه وبعد تنقلاته الكثيرة من حب هذه وتلك وجد أن حب ذآته والاكتفآء بهذا الحب أفضلها , ويبدو أن ماعآيشه أفقده ذلك الشعور الجميل وذلك الاحسآس العآلي الرفيع , وسُدّت جميع طرق النجآة لديه الا طريق وآحد وهو كتآبته لكل ماعايشه ومايشعر به
------------------------- لكــــم كل الحـــب ... إيمــــان
| |
|