النابغة الذبياني ... !!!

موضوع: النابغة الذبياني ... !!! 24/4/2011, 07:40

النابغة زياد بن عمر و الذبياني

- 18 ق. هـ / - 605 م

نسبه ونشـأته :

هو زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مُرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن غيض

وقد سمي النابغة لأنه لم يقل شعراً قط حتى صار رجلاً وساد قومه فلم يفجأهم إلا وقد نبغ عليهم بالشعر بعدما كبر فسمي النابغة
وقيل : سمي بذلك لبيت قاله وهو :

وحلت في بني القين بن جسر فقد نبغت لنا منهم شئون

نشأ النابغة في قومه ذبيان , وكانت منازلهم بين الحجاز وتيماء ولم يتجاوز سن الحداثة إلى سن الصبا ثم الكهولة , حتى وجد نفسه
شاعراً مطبوعاً كريم اللفظ و المعنى، ثم تتنقل سمعته بين القبائل وتشتهر بالأسواق و المواسم حتى تصل إلة عكاظ .

فيُنصب له قُبة من أَدَم , ويتحكم إليه الشعراء فيقضي بينهم وكان حكمه مقبولاً ورأيه موفقاً رشيداً .

تترامى إليه أخبار النعمان بن المنذر ملك الحيرة والمعروف بأبي قابوس وأنه يحتفي بالشعر ويهتم به وأن الشعراء يقفون ببابه
ويمدحونه , فيخف إليه ويمدحه وينال عنده الحظوة ويصبح شاعره الخاص ونديمه المفضل , فحسده أترابه ولِداته من المقربين عند النعمان ودسوا له ووضعوا على لسانه شعراً أوغروا به صدر الملك النعمان وأثاروا عنده الحفيظة والغضب , فتغير عليه وأبعد
منزلته منه وتوعده فلم يجد النابغة بداً من الهرب والنجاء بنفسه والرجوع إلى قومه .

وكان بمشارف الشام دواة فتية تنتمي إلى غسان تنافس المناذرة و تُخاصمهم , فرحل إليهم وكان ذلك على عهد الحارث بن عمرو الغساني وفي أيام علوّ شأنه واتساع نفوذه فوجد عنده مرعى خصيباً وعند الأمراء من حوله احتفاءً وتكريماً فطابت له الحياة عندهم زماناً وأخذ يتنقل بينهم بين جلق والجولان وفي قصورهم يعيش وبين أعطاف نعمائهم يتقلب

ولكن ناله ما ينال مصاحب السلطان فلم يَصْفُ له العيس بين ملوك غسان ولم يكد يموت ممدوحه الحارث بن عمرو وحتى تنكر له من خلفه بسبب سوء العلاقة بينهم وبين قومه من ذبيان وحلفائهم من أسد , مما دفعه إلى أن يعود إلى بلاده وقومه .

ثم لم يلبث أن تذكر مليكه من المناذرة وما ناله من أعطيات النعمان وما كان له عنده من الكنزلة والتكريم , فحن إليه , وأنشد
القصائد في مدحه , وفيها الأبيات السائرة من الاعتذار من ذنبه و التنصل مما أشاعه عنه خصومه وحساده ,وتشفع عنده ببعض أصحابه من فزارة , فقبل النعمان شفاعتهم وأمر برد النابغة إلى منزلته ومنحه ما تعود من أعطيات .

ثم ظل يتردد بين الحيرة ومنازل قومه بالحجاز إلى أن نُعِيَ إليه النعمان

فجزع وقال كلمته المشهورة : ( طلبه من الدهر طالب الملوك ) .

وكان النابغة في أطوار عمره بين قومه أوفى قصور المناذرة و مصاحبته للنعمان و مقامه مع الغساسنة و محكماً في عكاظ و مادحاً وراثياً للملوك شاعراً متصرفاً رفيع الطبقة حتى عد من أمراء الشعر وزعماء القول .

عاش النابغة الذبياني عمراً طويلاً.

إليكم باقة من بعض أشعاره

إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ

بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ، قاموا ، فقالوا : حمانا غيرُ مقروبٍ

ضلتْ حلومهمُ عنهم ، وغرهمُ سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ

قادَ الجيادَ منَ الجولانِ ، قائظة ً ، منْ بينِ منعلة ٍ تزجى ، ومجنوبِ

حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ ، ما طمعتْ ، في منزلٍ ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ

------------------------------------------

يا عامِ! لم أعرِفك تنكِرُ سُنّة ً، بعدَ الذينَ تتَابَعوا بالمَرْصَدِ

لو عاينتكَ كماتنا بطوالة ٍ ، بالحَزْوَريّة ، أو بلابة ِ ضرغدِ

لثويتَ في قدٍّ ، هنالك ، موثقاً في القومِ، أو لَثَوَيْتَ غيرَ موَسَّدِ

----------------------------------------------------------

كتمتكَ ليلاً بالجمومينَ ساهرا ، وهَمّينِ: هَمّاً مُستَكنّاً وظاهرَا

أحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها، وَوِرْدُ هُمومٍ لم يَجِدْنَ مَصادِرَا

تُكَلّفُني أنْ يَفعَلَ الدّهرُ هَمّها، و هل وجدتْ قبلي على الدهرِ قادرا؟

ألَمْ تَرَ خَيرَ النّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ على فِتيَة ٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ، سائِرَا

و نحنُ لديهِ ، نسألُ اللهَ خلدهُ ، يردّ لنا ملكاً ، وللأرضِ ، عامرا

ونحنُ نُرَجّي الخلُدَ إن فازَ قِدحنُا، و نرهبُ قدحَ الموتِ إن جاء قامرا

لكَ الخيرُ إن وارتْ بك الأرضُ واحداً و اصبحَ جدُّ الناسِ يظلعُ ، عاثرا

وردتْ مطايا الراغبينَ ، وعريتْ جيادكَ ، لا يحفي لها الدهرُ حافرا

رأيتُكَ تَرعاني بعينٍ بَصيرَة ٍ، وتَبعَثُ حُرّاساً عليّ ونَاظِرَا

و ذلكَ منْ قولٍ أتاكَ أقولهُ ، ومِنْ دَسّ أعدائي إليكَ المآبِرَا

فآلَيتُ لا آتيكَ، إن جئتُ، مُجْرماً، و لا أبتغي جاراً ، سواكَ ، مجاورا

فأهْلي فِداءُ لامْرِىء ٍ، إنْ أتَيتُهُ تَقَبّلَ مَعرُوفي، وسَدّ المَفاقِرَا

سأكعمُ كلبي أن يربيكَ نبحهُ ، وإن كنتُ أرعى مُسحَلانَ فحامرَا

و حلتْ بيوتي في يفاعٍ ممنعٍ ، تَخالُ به راعي الحَمولة ِ طائِرَا

تزلّ الوعولُ العصمُ عن قذفاتهِ ، وتُضحي ذُراهُ، بالسحابِ، كوافِرَا

حِذاراً على أنْ لا تُنالَ مَقادَتي، و لا نسوتي حتى يمتنَ حرائرا

أقولُ ، وإن شطتْ بيَ الدارُ عنكمُ غذا ما لقينا من معدٍ مسافرا

ألِكنْي إلى النّعمانِ حيثُ لَقيتَهُ،فأهْدَى لهُ اللَّهُ الغُيوثَ البَواكِرَا

و صصبحهُ فلجٌ ولا زالَ كعبهُ ، على كلّ من عادى من الناس ، ظاهرا

و ربَّ عليهِ اللهُ أحسنَ صنعهِ ، وكانَ لهُ، على البَريّة ِ، ناصِرَا

فألْفَيتُهُ يَومْاً يُبِيدُ عَدُوَّهُ، وبَحْرَ عَطاءٍ، يَستَخِفّ المَعابِرَا

--------------------------------------------------------------

أتمنــى لكــم الفـائـدة

النابغة الذبياني ... !!! 951589

موضوع: رد: النابغة الذبياني ... !!! 21/9/2013, 23:19

شكراً جزيلاً