بشرى إدارية
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 50068 الأغنية المفضلة : التحديات الألبوم المفضل : كل ألبومات القيصر الفيديو كليب المفضل : قولي أحبك
وإني أحبك
تتبغد تاريخ التسجيل : 09/10/2008 ~~ SMS ~~ :
| موضوع: كاظم الساهر: "أنا لا أُباع ولا أُشترى ولست مستعداً أن أغنّي للغزاة" 2003 4/10/2010, 05:37 | |
| كاظم الساهر: "أنا لا أُباع ولا أُشترى ولست مستعداً أن أغنّي للغزاة" 2003
ما هي الألوان الغنائية التي سـ "تغزو" العراق أيضاً؟ 2003-05-05
عبدالغني طليس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رفض المطرب كاظم الساهر دعوة من المعارضة العراقية الى الغناء في بغداد بعد سقوطها في أيدي الأميركيين. ويقال إنه أوصل رفضه عبر رسالة خطية الى أحمد الجلبي وبعض أعوانه يهاجمهم فيها لأنهم دخلوا بلدهم على هدير الدبابات الأميركية وتحت تأثيرها، معلناً بالحرف: "أنا لا أُباع ولا أُشترى ولست مستعداً أن أغنّي للغزاة".
موقف الساهر ينطلق من قناعة الفنان الذي لا يمكن أن يوافق على احتلال بلده تحت أي شعار حرية أو عنوان ديموقراطية، كما لا يمكنه الغناء لشعبه وهو يرزح تحت ظروف اجتماعية وحياتية وسياسية مأسوية تماماً. ذلك أن الغناء في حاجة الى مناخ آخر فيه الأمان والطمأنينة والاستعداد للفرح. وإذا كان لا بد من الغناء، والمحتل في البلد، فينبغي أن يكون الغناء ضده. هذا ما عناه موقف كاظم الساهر الواضح والعميق والمؤثر على رغم ما كان يُنشر أحياناً عن عدم انسجام بينه وبين بعض المسؤولين في النظام السابق وأدى الى غيابه سنوات طويلة عن العراق وعن لقاء أهله وأحبته ورفاق عمره.
دعوة كاظم الساهر الى الغناء في بغداد تصب في خانة الاستعجال، وكان يمكن أن يتورّط لو أنه وافق وغنى، فالجمهور العراقي الذي يحب كاظم - طبعاً - لنجوميته العربية الواسعة ولأغانيه العاطفية والوطنية لن يكون سعيداً به يغني بعد أيام من سقوط عاصمة بلده، وبلده ككل، كما لن يكون كاظم في حال نفسية جيدة ليغني أو ليواجه جمهور وطنه المجروح. فالدعوة إذاً، خطأ. وتلبية الدعوة ان حصلت خطأ. وبرفض كاظم الساهر أعفى نفسه من إحراج استثنائي.
غير ان اللافت هو مضمون الرسالة التي وجهها الساهر الى الجلبي والتي حملت الرفض. انها رسالة تدين "عصابة الأربعين حرامياً" كما قال بالحرف، والذين "سيُلقون خارج التاريخ".
كان باستطاعة كاظم الساهر أن يرفض الدعوة بالقول ان وضع العراق مثلاً لا يحتمل الغناء، او انه مرتبط بأمور تسجيل أغنيات وإلى آخره من الأعذار التي "يبتكرها" الفنانون وتُقْبَل من دون أن تترك أثراً بالغاً. لكنه آثر، بل وجدها مناسبة ليقول رأياً وطنياً وسياسياً صريحاً ومدوياً. الرأي الوطني هو رفضه الغناء تحت حراب الأميركيين في العراق المحتل. والرأي السياسي هو رفضه قوى المعارضة العراقية التي سهلت الاحتلال.
معروف عن المطرب كاظم الساهر انه حار في مواقفه الوطنية والانسانية. ظهر ذلك في كل كلام تحدث فيه عن العراق منذ سنوات، وفي كل رأي كان يطرحه عن مواضيع قومية عربية. وخلال الحرب على بلده سعى الى لقاء فني إعلامي كبير في القاهرة حضرته شخصيات فنية رفيعة، وقد أضاء الحاضرون شموعاً للحرية، واهتم الإعلام التلفزيوني به. وأطلق خلاله الساهر مواقف كانت مقدمة وموضوعية لرفضه دعوة المعارضة الى الغناء في بغداد في هذا الشكل القاسي والمُحق.
غير ان لمسألة الغناء في العراق أبعاداً أخرى أكبر وأشمل وأعمق، منها: أي غناء اليوم في العراق؟ أي ألوان غنائية تنتشر؟ وهل هناك نوع من التواصل بين الجمهور العربي ككل الذي يتابع "الساتلايت" ببساطة، والجمهور العراقي الذي كان ممنوعاً عنه الساتلايت وتالياً فهو يجهل أكثرية المغنين العرب الذين ظهروا على الأقل خلال العقدين الأخيرين؟! وما هي القواعد التي ستحكم دخول الغناء والمغنين العرب الى "الساحة" العراقية، وبأي شركات انتاج، وبأي مضمون غنائي؟!
لقد رفض كاظم الساهر، وهو ابن العراق، الغناء حالياً في بلده المحتل. لكن من يمنع أي مطرب أو مطربة في العالم العربي من "غزو" الجمهور العراقي بحفلات ونشاطات بدعوة من المعارضة العراقية أو من أي شركة انتاج أو أي متعهد يرى "المناخات" مناسبة لتجارته؟! واذا كان الساهر وجد أسباباً موجبة للرفض، ألن يجد من سيغني في بغداد غيره أسباباً موجبة للقبول؟
المصدر | |
|