بشرى إدارية
البلد : الجنس : عدد الرسائل : 50068 الأغنية المفضلة : التحديات الألبوم المفضل : كل ألبومات القيصر الفيديو كليب المفضل : قولي أحبك
وإني أحبك
تتبغد تاريخ التسجيل : 09/10/2008 ~~ SMS ~~ :
| موضوع: كاظم الساهر لن يغني للخونة 2003 10/1/2011, 03:29 | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كاظم الساهر لن يغني للخونة ١ أيار (مايو) ٢٠٠٣ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بقلم سليمان نزاليأتي صوتٌ جامحٌ، صوت لا تنحني له هامة وطبقات، لذئاب الغزومن محتلي وطنه، من قلب العراق الجريح..يأتي، فتطرد حنجرته التي من ذهب ومن شذا الرافدين، كلَّ أصوات النشاز الأعرج، الشائه.وتظل تلقي بعباءات إيقاعها الشامخ على بدايات الأرض وبساتين الخصوبة والنخيل. هورجل يسبق صوته، رجولة ومواقف.صوت عذب من فرات وشناشيل ضياء وكبرياء، ينزل ساحات الروح الحزينة، رفقة ورقة، أهلا وسهلاً. وتظل تلهث خلفه أصوات خائفة، تابعة،منها من يدعي الحياد، ومنها من يرتدي أطروحة الفن للفن كقناع هروب،ومنها من يريد أن يفصل قسراً وظلماً وتمويها ، وظيفة الفن عن هموم الناس والسياسة والبلاد وجراحها. ومنها الخبيث الذي يريد أن يجعل من السلم الموسيقي طريقا يفضي إلى "السلام الصهيوني" وحرية تدمير كل القيم والثوابت وسجلات التاريخ والبطولة بإسم اكذوبة"التحرير".
لكن الفنان الأصيل كاظم الساهر، قرر أن يغني ضد الغزاة، ضد المحتلين وأتباعهم. فأبى الصعود على سلالم المرتعبين من حروب إمبراطوية الشر والنهب والهيمنة والتهديدات..وملاحقهم وزمرهم من ألسنة التدجين والخنوع والشماتة والتواري والغبار.
كلّ كلمة أطلقها كاظم، ضد المحتلين صارت أفقا من تحدي وإلتزام ومسؤولية. صوته الجميل الذي يخلب ألباب معجبيه الكثر، قدمه لشعبه، للمعذبين تحت نير الإحتلال اليانكي، للرافضين للإحتلال الغاشم. للذين يرون صوته، في بيداء التراجعات والإنتكاسات، يتحول إلى سحابة مطر،وقطرات صبر وصمود وعافية..ولأمته العربية والإسلامية التي تميز ، بحكمة وفطنة ونتاج تجارب، مثل الفنان كاظم، بين المدافعين الحقيقيين عن حياض الوطن وكرامته وعزته، وبين المرتمين في أحضان الإمبريالية المسعورة وخرائط نواياها ومخططاتها المسمومة ضد العرب.
هوكاظم الساهر الذي يستحق الثناء على مواقفه ضد الغزو، هوالذي لم يضعف في زمن الضعف والتفكك والجبن والتخاذل. لم يضع لحنا لحاشية" التحرير" المكذوب، لم يكتب أغنية لتابع وخائن وعميل. لذا لم يقع في مكيدة"المحررين". كان الرجلُ واضحاً في أقواله، أعماله، تصريحاته، حازماً كان في صرخته العالية، كما قال بنفسه"ضد عصابة الأربعين حرامي في المعارضةالعراقية الذين باعوا الوطن للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية" في زمن يقف فيه السقوط في الميادين والساحات العامة العربية متحدثاً ، زوراً، وبكل وقاحة، وبلكنة مستوردة، عن الحرية والديمقراطية..في وقت ينتشر فيه"الفنانون" الوصوليون، الذين يعتدون على الذوق والآداب العامة، بقرقعات وحشرجات التيه والتشويه والسطحيةوالإستلاب والإغتراب..في زمن عربي مكسور الجناحين، تهيمن فيه فئات وشرائح النصب والإحتيال والتزوير ومقاولات الكسب والتكسب والإرتزاق، تحت أي مسمى، وعناوين مغتصبة، وبأية طريقة، ومهما كان الثمن..في زمن تلويث الإسماع.. ومطاردة المبادىء والمثل وروادها و فرسانها وصقورها.. في زمن يعتقل فيه المجرمون المعتدون الضحية والمناضل، كي يقدمَ إلى المحاكمة ويتعرض فيه للملاحقة والأذى والوشاية والشماتة..يأتي هذا الصوت المحترم، الذي يعرف وظيفة ودور فنه، من اجل سعادة شعبه وأمته، من أجل التخفيف من ويلاتها وعذاباتها، من أجل الدفاع عن قضاياها وهمومها المتعددة، وفي مواجهة الغزاة والمحتلين، وفضح ممارساتهم الوحشية، يجيء صوت الفنان الكبير كاظم الساهر، يمسك بكل وضوح وصلابة، ببوصلة الإنتساب الثابت، المكين، لعراقه المجيد، لأمته العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج..يرفض بكل حزم كل ضغوط وإغراءات مروجي عملة"التحرير" الزائفة.
يريدون إستغلال هذا الصوت الرخيم، الواعي، الملتزم، يريدونه أن يكون بوقاً يضاف إلى أصوات النقيق والغربان و…أحفاد إين العلقمي. لكن الفنان كاظم الساهر قال بكل وضوح في رسالة بعث بها إلى جريدة "السفير"::ليس الغزوهدية تحرير" وقال أيضا:"يريدوني أن أغني للخونة..بإعتبار أن القنابل العنقودية وصواريخ الكروز ما هي إلاّ أزهار بنفسج يلقي بها العاشق على شرفة حبيبته" وكاظم ، يكظم غيظه، ولا يغني للتابعين..بل يغني للعراق الحبيب، ينشد ضد الغزو، ينشد من أجل حرية فعلية لأرض الحضارة والتاريخ، يغني لفلسطين السليبة، لسوريا، للبنان، للشعوب العربية كلها، من أجل سعادتها وسيادتها وتقدمها وإزدهارها وتخلصها وإنعتاقها من كافة أنواع الإحتلالات الدخيلة.
وكاظم الساهر لا يعتذر"عن إنحيازه للقضايا العربية ضد المستعمرين وعملائهم".
تحية لك ، يا كاظم الساهر ، الفنان الملتزم، الشجاع، وعسى أن يتبعك في مثل هذا الموقف المسؤول. جميع الفنانين الشرفاء، في هذا الوطن العربي الحزين.
المصدر
| |
|